درب السندادية بالخارجة أثر إسلامي فريد يسقط لإهمال المسؤولين 2012- م 04:04:11 الخميس 09 - اغسطس حمدي كامل   وقع درب السندادية بالوادي الجديد، أحد المواقع الأثرية وأساس مدينة الخارجة القديمة تحت طائلة الإهمال والتجاهل من قبل المسؤولين. يقع درب السندادية في مدينة الخارجة القديمة والتي تمثل تاريخ الواحات وتراثها العتيق وتعتبر من أقدم الواحات ويشهد على ذلك التاريخ حيث توالت الحضارات المختلفة من عصور ما قبل التاريخ ثم الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية لتكون في النهاية منظومة تاريخية أثرية فنية تمثل التاريخ المصري. يعتبر هذا الدرب من أقدم الدروب المتبقية في الوقت الحالي ويرجع تاريخه إلى نهاية العصر العثماني وينسب هذا الدرب إلى إحدى العائلات التي وفدت إلى الواحات ربما في العصر الإسلامي واستوطنت بها وهى عائلة السندادية. يمتد درب السندادية بطول ما يقرب من نصف كيلو متر وهو عبارة عن درب متعرج متفرع منه عدة حارات صغيرة وعلى جانبيه مجموعة من المنازل السكنية المتلاحقة جميعها من الطوب اللبن يحتوى كل منزل من هذه المنازل ما بين الحجرتين أو الثلاث حجرات كما يضم مكانا مخصصا للفرن والمهراث الذي كان يطحن الغلال، أما أسقف المنازل والحارات فغطيت بجريد النخيل وسعفة وأفلاق الدوم والنخيل وجميع هذه لخامات محلية متوافرة من البيئة وقد أدى التخطيط المعماري الفريد والخاص بهذا الدرب إلى أن يجعل درجة الحرارة منخفضة صيفا ودافئة شتاء. وبالنسبة للحارات هناك التي لا تزيد عرض الواحدة منها عن (متر ونصف) وبطول عشرين مترا إلى ثلاثون مترا تضم بداخلها من ثلاثة إلى أربعة منازل ربما كانت تخصص لأسر وكان يغلق على كل حارة باب خشبي من خشب الدوم بالإضافة إلى الباب الخارجي الذي يضم هذه المجموعات المعمارية بداخلة لحماية السكان من أي هجوم أو سطو خارجي . لقد كان من الملاحظ أن اختيار وتصميم هذا الدرب كان متوافقا إلى درجة كبيرة فنيا وأمنيا فهو مختلفا في الارتفاع حتى لا يستطيع المتسلل أن يمر به بمأمن وكانت هناك بعض العوائق موضوعة في الأرض حتى يصعب السير به على المهاجمين وحتى يسهل على الأهالي رد كل من يغير على المكان. ويعتبر هذا الدرب بصورته الطبيعية همزة الوصل بين القديم والحديث ويحكى حكايات تاريخية وشعبية حدثت بالفعل في أماكنها الطبيعية داخل الدرب. والجدير بالذكر أن بعض المواطنين مازالوا يعيشون في هذا الدرب باعتباره إرثًا يحكي تاريخ الأجداد، ولكن مطلوب تدخل عاجل من وزارة الثقافة لحماية هذا الدرب والحفاظ عليه باعتباره من الآثار الثقافية النادرة ومطلوب من وزارة الثقافة البحث عن سبل تطوير وإحياء درب السندادية القديم بحي الخارجة ليكون مزاراً سياحياً مهماً تمهيداً لإدراجه ضمن الآثار الثقافية بالوادي الجديد.