خبراء مصر بطوكيو يوضحون كيفية تطبيق التجربة اليابانية في التعليم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تسعى مصر في الفترة الحالية لتطبيق التجربة اليابانية في التعليم من أجل النهوض به وبناء شخصية الطالب المصري، ومن خلال ذلك شارك ٤ علماء في مؤتمر «مصر تستطيع بالتعليم» الذي عقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.. «بوابة أخبار اليوم» توصلت مع هؤلاء لشرح كيفيفة نقل التجربة اليابانية إلى مصر. 

 

في بداية قال د. حسين الزناتي، الخبير التعليمي في اليابان: «سافرت إلى اليابان مذ ٢٠ عاما وقمت بتدريب نفسي، وذلك من خلال تحضير الماجستير والدكتوراه حتى حصلت على درجة الباحث المثالي، ثم ابتكرت طرقا حديثة في مجال التعليم وتم تطبيقها على معظم مدارس اليابان ونجحت التجربة بدرجة كبيرة».

 

وأضاف «الزناتي» أنه قام بمبادرة تطوير الأنشطة الطلابية في قرى محافظة المنيا  منذ عام ٠١٤ ، التي لقيت ترحابا ونجاحا، ونعمل الآن لتطبيقها في جميع محافظات الصعيد، كما سيتم مشاركة وزارة التربية والتعليم قريبا في هذه المبادرة.

 

 وأشار إلى أن الاختلاف بين الطالب الياباني والمصري هو أن الطالب الياباني بجانب المنهج الدراسي يشارك في أنشطة أخرى سواء كانت رياضية أو ثقافية أو فنية داخل أو خارج المدرسة وبذلك يوجد تجانس بين المهارات التي يكسبها داخل المدرسة والمهارات الخارجية، أما الطالب المصري فإنه يتلقى أنشطة ليس لها علاقة بالمناهج التي يدرسها فبالتالي ينتج فجوة كبيرة. 

 

وفي سياق متصل قالت الدكتورة هانم، الملحق الثقافي المصري في اليابان، إنها أهم حدث يجري في مصر في الفترة الحالية هو الاهتمام بالتجربة اليابانية وتطبيقها في مصر سواء كان في التعليم الأساسي أو المجاني، كما أن الاهتمام هذا ليس بالمعرفة فقط ولكن ببناء الجسم.

 

وأضافت أن الاختلاف الجوهري بين التعليم المصري والياباني أن التعليم المصري يهتم بالجانب المعرفي فقط سواء كانت الأسرة أو المدرسة أم الجانب الياباني يهتم ببناء الطفل منذ الصغرى لأنه يعلم بأنه سيصبح مواطنا مؤثرا في المجتمع، فعلى سبيل المثال يعلمون الطفل بأن يتحمل المسئولية منذ الصغرى وعدم جرح مشاعر الآخر، وأن يضع دائما مكان الآخر حتى يشعر بما هو يشعر وبالتعاون مع زملائه به فالاهتمام الأول بالأخلاق والإنسانية. 

 

وأكدت هانم أن المدارس اليابانية التي تم تطبيقها في مصر في الفترة الأخيرة قادرة على نقل الفكر الإنساني والأخلاقي للطلاب، وأن هناك الكثير يعقدون أن اليابان تعمد على تعليم التكنولوجية فقط، ولكنهم يعلمون الطفل منذ الصغر تحمل المسئولية، ويجب ألا يستعجلون على نتيجة ظهور فكرة تجربة المدارس اليابانية، فالمسألة تحتاج إلى وقت حتى يتم لمسها على أرض الواقع، وأن هناك مدرسين سيذهبون إلى اليابان من أجل تدريبهم.

 

بينما قال دكتور محمد محمود، أستاذ الهندسة الإلكترونية باليابان المكلف من قبل وزير التربية والتعليم بتصنيع آول (تابلت) مصري، إن التجربة اليابانية لها ظروفها وثقافته الخاصة ويوجد بعض الظروف المشتركة بيننا وبين اليابان مثل ثقافة احترام الأكبر والترابط الأسري.

 

«محمود» أضاف أنه لا يجب التفكير في تطبيق التجربة اليابانية كما هي بل يجب التفكير في الظروف المتفقة مع مصر من أجل تطبيق هذه التجربة بنجاح، فلا يجب الوقوف علـى تجربة اليابان فقط بل من الممكن أن نأخذ من كل تجربة ما يتفق معانا من أجل تطوير تعليمنا، فهناك بعض الصفات لا يمكن تطبيقها في مصر نظرا لظروف المجتمع الياباني. 

 

وذكر أنه يجب الأخذ من التجربة اليابانية فكرة حكم النفس على نفسه، وذلك من خلال ضبط النفس وتقييمها لنفسه، مؤكدا أنه لا يجب أخذ كيفية تطبيق التجربة، بل نأخذ ما هو يمكن تطبيقه مثل فكرة الإتقان في العمل ومفهوم أن الجميع يلعب دور البطولة، مشيرا إلى أن مصر بها ملتقى ثقافات كثيرة، وهذا يساعد على تطوير التعليم.

 

وقال دكتور المؤمن عبدالله، رئيس قسم التعليم الدولي بجامعة طوكيو باليابان إن التجربة اليابانية في التعليم لم ترتبط بالمدرسة فقط ولكنها تجربة مجتمع، ومصر الآن بدأت بالفعل تطبيق هذه التجربة من خلال بعض الإجراءات مثل إنشاء المدارس والمراكز اليابانية ثم تدريب المدرسين، والذي يجيب أن يكون باستمرار وليس لمدة شهر أو شهرين.

 

«عبدالله» أضاف أنه لابد أن يسود فكرة أن البيت لها دور كبير في تكوين الطالب ليس عن طريق المذاكرة فقط، ولابد أن يكون الأب والأم قدوة لطفلهم كما يفعل اليابانيون، وأكد أن أولياء الأمور في اليابان يشاركون دائما التلاميذ بصفة مستمرة في تحمل المسؤولية مثل تنظيم يوم لمرور الشوارع أثناء ذهاب التلاميذ إلى المدرسة وذلك لأنهم يعلمون جيدا بأن الطفل هو مستقبل وطنهم.

 

وأشار إلى أن الطالب المصري لديه مهارات كثيرا، ولكنه لا يستثمرها، فالطالب المصري لا يحب الاعتماد على نفسه ويهرب من المسؤولية، كما أنه عاطفي ودائما يتحجج بالظروف أما الياباني وقعي فهو يعرف إمكانياته وكيف يستغلها كما أنه دائما يواجه مشاكله.