الصحة تعتمد علاجًا للتصلب المتعدد لا يتعارض مع رغبة السيدات في الإنجاب

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر
احمد جلال
 

اعتمدت وزارة الصحة والسكان، عقار "ماروفاركس" الجديد، لعلاج مرضى التصلب المتعدد، ومن المتوقع إطلاق العقار الجديد في الأسواق خلال الأسابيع المقبلة.

 

نظمت الشركة المنتجة للعقار مؤتمراً علمياً موسعاً، اليوم الخميس ١٣ ديسمبر، على هامش إطلاق "ماروفاركس" والذي يعد إضافة هامة لعلاجات تعديل مسار مرض التصلب المتعدد كما أنه المنتج الأول في مصر الذي يحتوي على المادة الفعاله DMF .

 

حضر المؤتمر لفيف من كبار أطباء المخ والأعصاب في مصر، وتحدث في المؤتمر، أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهره د.ساهر هاشم، وأستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة الأزهر ورئيس شعبة التصلب المتعدد بالجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب وعميد طب الأزهر السابق د.البهي رضا، وأستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة والسكرتير العام للجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب د.ماجد عبدالنصير، وأستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة عين شمس د.هاني عارف.

 

ناقش المؤتمر مميزات عقار ماروفاركس كونه يمثل إضافة لعلاجات مرض التصلب المتعدد "النوع الانتكاسي" والذي يمثل أكثر من 80% من إجمالي المصابين بمرض التصلب المتعدد.

 

جدير بالذكر أن ماروفاركس عبارة عن كبسولات تؤخذ مرتين يومياً وهو ما يجعله سهل التناول، كما يتميز بفاعليته العالية، حيث يعمل ماروفاركس Marovarex على حماية خلايا المخ والجهاز العصبي من النوبات المتكررة للمرض، إلى جانب دوره القوي في حماية المريض من أي مشاكل تصيب الجهاز الحركي، بالإضافة إلى قلة الأعراض الجانبية للعقار؛ مما جعله من الأدوية المميزة والمناسبة لجميع الفئات العمرية، خاصة السيدات التي تخطط للحمل مما يمنح حياة أفضل لمرضى التصلب المتعدد.

 

تطرق المتحدثون إلى الطرق العلاجية المختلفة وتأثير المرض على نفسية المريض وأهمية اختيار العلاج المناسب لكل مريض على حده تبعا لتقدم الحالة والأمراض المصاحبة، مثل الضغط والسكر والظروف الحياتية الطبيعية للمريض وأهمها السن والرغبة في الإنجاب، إلى جانب التكلفة الشهرية للعلاج.

 

كما دار الحديث حول التوعية بمرض التصلب العصبي، المتعدد وأعراضه، وأهم عوامل الإصابة، وكيفية التعايش معه، وأحدث طرق تشخيصه وعلاجه، علاوة على دور الشركة والإعلام في التوعية بالمرض وأعراضه للحث على الكشف المبكر ومن ثم السيطرة على الأعراض بشكل أكثر فاعلية.

 

ومن جانبه، قال د. ساهر هاشم: "يعد مرض التصلب المتعدد من أخطر الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي المركزي المكون من المخ والمخيخ وجذع المخ والنخاع الشوكي، فهو مرض مناعي ذاتي يصيب فيه جهاز المناعة مادة المايلين التي تغلف الخلايا العصبية، ما يسبب تأخير في نقل الإشارات العصبية من المخ إلى بقية أنحاء الجسم مما يؤثر بالسلب على جودة الحياة للمريض".

 

وشدد على أهمية اكتشاف العلاج مبكرًا حتى لا يصل المريض لفترة الإعاقة، لافتًا إلى أن 
56% من المصابين بالتصلب المتعدد يفقدون وظائفهم بسبب المرض، كما أنه بسبب مشاكل اجتماعية على رأسها الانفصال الأسري لما بين 10 إلى 20% .

 

وأضاف د. ساهر هاشم، أن كل خطوة للأمام في تشخيص أو علاج هذا المرض تساعد في إنقاذ العديد من المرضى وتهيئة حياة أفضل لهم، مؤكدا أن منظومة التصلب المتعدد في مصر اختلفت خلال السنوات الأربع الماضية، بعد إنشاء وحدات خاصة لعلاج هذا المرض في الجامعات المصرية، إلى جانب توفر العلاجات على نفقة الدولة والتأمين الصحي، بالإضافة إلى وجود قاعدة بيانات عن المرضى حتى أصبح ترتيب مصر في قاعدة البيانات التاسع عالمياً والأول عربيا.

 

وأفاد الدكتور محمد البهي رضا أن ابتكار علاجات سهلة التناول يقي المريض وأسرته من تبعيات ومضاعفات غير مرغوب فيها وقد تؤثر على حياة المريض وأسرته، موضحا أن مرض التصلب المتعدد يشكل حملا ثقيلا؛ نظرا لارتفاع كلفة العلاج سواء تحملها المريض أو الدولة، حيث تصل تكلفة علاج المريض الواحد لآلاف الجنيهات شهريا.

 

وأضاف أن الأبحاث الجديدة، أظهرت زيادة انتشار المرض، في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 40 عاماً وهي الفئة المنتجة، مما يؤثر سلباً على المجتمع ككل في مرحلة تحتاج إلى سواعد الشباب أكثر من أي وقت مضى، لافتا إلى أن الإحصائيات تشير إلى وجود أكثر من 25 ألف مريض في مصر، مما يسلط الضوء على أهمية التشخيص المبكر للمرض وأهمية زيارة وعي الأطباء والمرضى بطبيعة المرض والتوعية بأهمية العلاج المبكر للتحكم في مسار المرض".

 

ومن جانبه، قال د. ماجد عبدالنصير: "نحن حالياً في زمن وصف العلاج الملائم لكل مريض؛ حيث لا يوجد علاج موحد لكل المرضى، فيجب أن يكون تقييم حالة المريض واتخاذ القرار بتوصيف العلاج المناسب حسب الحالة.

 

وأضاف أن فعالية العلاج وقدرته على الحد من نوبات المرض ميزة هامة للغاية، حيث تشمل النوبات أعراضا كثيرة، منها ضعف الإبصار، وعدم التحكم في التبول، وتراجع القدرة الجنسية مع خذل نصفي، مصحوب بعدم القدرة على التوافق العصبي العضلي؛ إذا أهمل المريض العلاج المبكر، الذي قد يؤدي إلى التحكم في هذه الأعراض؛ مما يحمي المريض من الوصول إلى العجز الكلي وعدم القدرة على الحركة.

 

وأكد عبدالنصير على أهمية مراعاة الأثار الجانبية للعلاج وتأثيرها على حياة المريض وعلى ضغط الدم، والأهم ألا يتعارض العلاج مع قدرة المريض على ممارسة حياته الطبيعية والقدرة على الإنجاب، مضيفا أنه بطرح عقار ماروفاركس في السوق المصري تزداد قاعدة الاختيار بين العلاجات المتاحة؛ مما يساعد الأطباء في اتخاذ قرارات العلاج المناسب للمرض.

 

وأضاف أن التشخيص المبكر وبالتالي التدخل العلاجي مبكرا يساعد الطبيب على التحكم في المرض قبل حدوث مضاعفات يصعب علاجها، وقد يمنع تدهور الحالة ويساعد الطبيب على اتخاذ العلاج المناسب في الوقت المناسب.

 

وفي السياق ذاته، أعرب د.هاني عارف، عن سعادته بطرح العقار الجديد في الأسواق، موضحاً أن ماروفاركس يعمل بأكثر من طريقه للحد من نوبات المرض ومنع تطوره، كما أنه لا يشكل خطورة على حالة الضغط أو القلب ولا يسبب زيادة المضاعفات الناتجه عن المشاكل العصبية أو السكر مثل التهاب الأعصاب البصرية.

 

واستطرد أن العقار الجديد يتم تناوله عن طريق الفم، وهو ما يسهل الأمر على المرضى، حيث أن معظم أدوية المستوى الأول من مرض التصلب المتعدد تعتمد على الحقن، وهو ما يؤدي لعدم تناول المرضى للعلاج بانتظام لأسباب مختلفة من بينها النسيان، أو عدم الرغبة في الحقن، موضحا أن عدم تناول الدواء بانتظام يحرم المريض من تحقيق الغرض المرجو من العلاج وهو تجنب الإصابة بعجز جزئي أو كلي بعد عدة سنوات.

 

وأضاف د.هاني عارف، أن عقار ماروفاركس يناسب قاعدة عريضة من مرضى التصلب المتعدد، حيث يناسب المرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا أو المرضى الذين يرغبون في تبديل العلاج بسبب الآثار الجانبية الناتجة عن العلاجات السابقة للمرض أو من يشعرون بعدم الرضا عن العلاج الموصوف لهم.

 

وأوضح أن تكلفة العلاج بعقار ماروفاركس تصل إلى نصف التكلفة الحالية، وهو ما يخفف من العبء الملقى على كاهل المريض أو الدولة ويفتح أفاقا جديدة لعلاج فئات لم تكن قادرة من قبل.