«ميت أبو الكوم».. الطرق متهالكة والإسعاف «مش موجود»

ميت أبو الكوم
ميت أبو الكوم

في قرية ميت أبو الكوم، التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، مسقط رأس الرئيس الراحل محمد أنور السادات، يعاني أهلها الأمرين من الإهمال والمظاهر السلبية، بعد أن اهتم بها الرئيس الراحل بالتبرع بالمكافأة المالية لجائزة نوبل من أجل تطويرها وقام ببناء عدد من المنازل الحديثة بعد أن كانت بدائية، إضافة إلى بناء عدد من المدارس وغيرها، وبعد وفاته لم يهتم أو يعتنى المسئولون بهذه القرية لتبحث الآن عن امجاد الماضي.

بعد طرق طويلة متعرجة ومتهالكة، وصلنا إلى قرية «ميت أبو الكوم»، صور السادات منتشرة في كل مكان بالقرية، تعبيرًا عن حب الأهالي للرئيس الراحل، وكالعادة الطرق والشوارع غير ممهدة مسببة المعاناة للجميع، المنازل ريفية بسيطة، انتشار القمامة يبدو ملحوظًا.

خلال عودته من العمل، التقينا أحمد إبراهيم أحد ساكني القرية، والذي يؤكد أن مياه الشرب تمثل أزمة كبيرة حتى الآن، فهي باختصار ملوثة وغير صالحة للشرب لما تحتويه من شوائب وغيره، ويضيف أن تلك المشكلة سببها الرئيسي هو عدم الانتهاء من ربط محطة المياه بالقرية بمحطة المياه البحاري بطوخ دلكه التي لا تفصلها عن القرية سوى كيلو متر، فيضطر الأهالي الآن إلى شراء المياه، أو استخدام فلاتر قبل أن يستخدمها في منزله، كما أن الجميع يغير أجزاء هذه الفلاتر شهريًا بسبب كثرة الشوائب العالقة في المياه.

طرق متهالكة

يلتقط طرف الحديث محمود جمال (موظف)، فيقول إن مشاكل القرية متعددة بالفترة الراهنة، وتبقى المشكلة الأكبر هى الطرق المتهالكة، والتى تشهد حوادث متكررة يذهب ضحيتها الكثير، ولابد ان يعمل المسئولون على رصف وترميم هذه الطرق فى أسرع وقت ممكن، ويضيف جمال أن المواصلات تشكل مشكلة أيضاً بسبب عدم وجود موقف خاص بالقرية حيث يضطر الأهالى إلى انتظار السيارات القادمة من قرية طوخ دلكه، أو السير لمسافة كبيرة، مما يسبب معاناة يومية خاصة للموظفين الذين تقع مقر أعمالهم خارج القرية.

توغلنا أكثر داخل القرية وبالرقب من منزل السادات، تحدثنا مع عبد اللطيف حسن (صاحب ورشة)، والذي يشتكي من الوحدة الصحية بالقرية والتي لا يقتصر دورها الضعيف سوى على تطعيم الأطفال ورعاية الأسرة، بالإضافة إلى عدم وجود إسعاف مما يعرض حياة الجميع للخطر في حالة حدوث أي مكروه.

ويطالب عبد اللطيف بضرورة إنشاء مستشفى بالقرية والتي تعد من أهم قرى المحافظة، وبها كثافة سكانية عالية كما أنها تخدم القرى المحيطة.

ويضيف أن الرئيس الراحل السادات له فضل كبير على هذه القرية، فقد حولها من مكان بدائي لا تعرف المدارس والخدمات الطبية والتعليمية طريقه، إلى مكان تتوافر به سبل الحياة الكريمة على الرغم من الإهمال والمعاناة بالوقت الراهن.

ويطالب علاء محمد، أحد أهالى القرية بضرورة تفعيل دور منظومة النظافة، فالقمامة المنتشرة فى بعض المناطق بشكل مبالغ فيه تسبب أزمات صحية ونفسية للأهالى نتيجة للروائح والأمراض التى يمكن ان تنقلها، ويضيف أن مياه الشرب بعيدة عن مستوى النظافة المطلوب، فهى مليئة بالشوائب ويكون لونها ورائحتها سيئة فى بعض الأحيان، ولذلك يلجأ الكثير إلى شراء المياه او الاعتماد على مصادر أخرى لجلب المياه، وهى مشكلة كبيرة أيضا تعانى منها القرية.

اتجهنا فى نهاية جولتنا إلى منزل أسرة السادات، وهو منزل ريفى بسيط يشبه باقى بيوت القرية، التقينا بإحدى قريبات الرئيس الراحل، فتقول إن السادات كان يحب كثيرا القرية والإقامة بها، وكان دائم الحرص على زيارتها باستمرار والعمل على تطويرها، وتضيف ان مياه الشرب هى أبرز المشاكل التى يعانون منها بالوقت الراهن فهى سيئة غير صالحة للاستخدام.