قال د.علي جمعة، «مفتي الديار المصرية السابق»، وعضو «هيئة كبار العلماء بالأزهر»، إن الفهم الخاطئ لدى عامة الناس بشأن قضية إرضاع الكبير يكمن في وضع الشخص فمه في ثدي المرأة، ولكن المعنى الصحيح له وصول لبن ثدي السيدة من خلال كوب أو فنجان إلى جوف هذا الشخص، وهذا حل في حالة تدبر الأمر بعيدًا عن الفهم الساذج لحل العديد من المشكلات المجتمعية «حسب قوله».
وأضاف «جمعة» خلال برنامج «والله أعلم»، المذاع على قناة «cbc»، أن الغضاضة من قضية إرضاع الكبير حدثت نتيجة صورة ذهنية قادمة من عدم فهم عميق في الفقه واللغة للرضاعة، موضحًا أن إرضاع الكبير يعني وصول اللبن بأي وسيلة، وهذا ما ذكرته كتب الفقه سواء كان بالتنقيط أو من خلال الثدي مباشرة.
وتابع: قائلا: «في أمريكا يتبنون الأطفال وبعدين يدخلون في الإسلام، فيتساءلون أن الولد بلغ 16 عامًا هل نتركه في الشرع بعد تبنيه لعدة أعوام منذ طفولته، أم كيف يتم التصرف؟ فقلنا لهم لأ، هاتوا فنجان واسقوله اللبن مرة واحدة، ويبقى ابنكم ويذهب الحرج الشرعي».
ولفت إلى أن هذا الفهم الذي قد يحل العديد من المشكلات الاجتماعية رفضه الأئمة الأربعة، وأكدوا أن حديث إرضاع الكبير حالة خاصة سمح بها النبي صلى الله عليه وسلم.
وشدد في ختام حديثه على أنه لا يجب أن يكون للمرأة غضاضة من قضية إرضاع الكبير، لأن هذا الفعل قد يكون له منافع، وقد تعطي رحمة كبيرة للخلق، مؤكداً أن الغضاضة ليست من السيدة عائشة ولا من الحديث ولكن من الصورة الخطأ في فهم الرضاعة.
