خبراء: معرض للصناعات الدفاعية.. لماذا الآن.. وماذا يعنى لمصر؟

معرض للصناعات الدفاعية
معرض للصناعات الدفاعية

لا يعلم كثيرون أن البحوث الدفاعية والعسكرية في العالم كله وتطبيقاتها الصناعية هي القاطرة التي تقود للتقدم في كل مناحي الحياة المدنية.. والأمثلة على ذلك كثيرة وأكثر من أن تحصى، لعل أبرزها: ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات.. بل إن شبكة الانترنت ذاتها كانت في الأصل نتاج صناعة دفاعية عسكرية عندما ابتكرها الجيش الأمريكي لسرعة وسهولة الاتصال بين وحداته، وكذلك أجهزة الاتصال الحديثة من أقمار صناعية وشبكة المحمول.

ويبقى عدد من الأسئلة حول معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية «ايديكس 2018» الذي تستضيفه مصر خلال ساعات.. ومنها: لماذا هذا التوقيت بالذات؟ وما الضرورة في الاهتمام بهذا النوع من المعارض العلمية المتخصصة؟ وما العائد المباشر منه علينا وعلى أمننا القومي؟ وعلى دول المنطقة ولحفظ السلام العالمي؟

مصر دولة محورية وفاعلة، ولها ترتيب دولي معروف ومعلن سنويا حول قوة جيشها، كما أنها تحارب الإرهاب نيابة عن العالم كما أوضح الرئيس عبد الفتاح السيسى في أكثر من مناسبة دولية ووطنية.. والأكثر أننا نعيش في منطقة سائلة وغير مستقرة تؤثر على العالم كله، وبالتالي فإن وجود دولة رشيدة ومستقرة وقوية مثل مصر فيها يمثل «رمانة الميزان».

هكذا بدأ اللواء محمد الشهاوى الخبير الاستراتيجي حديثه مفسرا أهمية «إيديكس 2018» فى مصر، لأن الصناعات الدفاعية هي الوجه الآخر لقدرة الحفاظ على الاستقرار والسلام الدولي بما تمثله من قوة ردع.

وقال إن السلاح ومعدات الدفاع تتمتع حاليا بقدر هائل من التكنولوجيا المتطورة التي تمثل أسرارا في أيدي الدول المنتجة، وتتحكم فيها من خلال «حقوق الملكية» ومن هنا تأتى أهمية الانخراط في دنيا تصنيع تلك المعدات ولو من باب المعارض التي يتركز فيها أكبر المنتجين والمصنعين والباحثين.

وبالتالي يحمل المعرض عددا من الرسائل المهمة منها أن مصر دخلت نادي مصنفي ومطوري السلاح، وقدرتنا على توطين التكنولوجيا الحديثة، وقد رأينا ذلك بالفعل في تصنيع قطعة بحرية متطورة بالاشتراك مع الجانب الفرنسي من طراز «جووينيد» كما يؤكد أن مصر بلد السلام والأمن وقادرة على تنظيم حدث بهذا الحجم وبحضور ما يزيد عن ١٠ آلاف زائر وضيف

8 عوائد مباشرة

في حين يرصد اللواء د. نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق ثماني نتائج مباشرة لمعرض الصناعات الدفاعية في مصر فى هذا التوقيت بالذات.. أولها: الفائدة العلمية والعملية من تجميع أهم الشركات المنتجة لأي قطعة دفاعية على مستوى العالم وهو ما يوفر الوقت والجهد والتكلفة، وبالتالي نقدم خدمة جليلة لكل من الصانع والمشترى ونكتسب نحن خبرات.. ثانيا: توسيع شريحة الخبراء والباحثين وتوسيع اختيارات المتخصصين المتابعين، وبدلا من قيام لجنة خبراء من المهتمين بالتجول في أنحاء العالم للتعرف على كل ما هو جديد في دوائر اهتمامهم.. سيجدون هم العالم عندهم بكل تنوعه ومنتجاته.

وقال إن ثالث النتائج تتمثل في إحياء مجال جديد للتسويق السياحي في مصر متمثلا في سياحة المعارض، ولنا أن نتصور لو كان لدينا في مصر 12 معرضا شهريا بهذه الضخامة في 12 مجالا، وحرص كل المهتمين على زيارته لكان لدينا عدد ضخم من سائحي المؤتمرات في كل عام، وهو أسلوب متبع في أماكن كثيرة حققت به طفرات اقتصادية وسياحية منها على دبي وسنغافورة.. ثم رابعا هي دعاية ايجابية وغير مدفوعة عن الأمن والأمان في مصر عندما تتم تغطية أخبار تلك المعارض.

وأوضح خامسا: أن المعرض فرصة كبيرة لتعريف أكثر من 10 آلاف زائر أجنبي للمنتجات والصناعة المصرية، وسادسا: هو فرصة لربط الشركات والمصانع المصرية بالاقتصاد العالمي، وسابعا: فيه نقل للخبرات والتكنولوجيا العالمية على أرضنا المصرية، وثامنا: عائدها على التجارة والصناعة والنقل في القطاع المدني توائما مع التطور العالمي واستثمارا لمناخ مصر الجميل في الشتاء.. ففي هذا الوقت تغطى الثلوج والطقس البارد نصف الكرة الشمالي.