بعد قرار ترميم «معبد إسنا».. ما لا تعرفه عن الإله «خنوم» |صور

الإله «خنوم»
الإله «خنوم»

منحت وزارة الآثار اليوم قبلة الحياة لمعبد إسنا بالأقصر بقرار بدء أعمال ترميم المعبد.. ويقع المعبد على الضفة الغربية لنهر النيل على بعد 100م تقريباً من نهر النيل ويتعامد رأسياً عليه على محور واحد وتنخفض أرضية المعبد بعمق 9 أمتار تقريباً عن مستوى الأرض الحديثة لمدينة إسنا وينزل إليه بسلم حديث.

 

خصص هذا المعبد لعبادة الإله «خنوم» مع كل من زوجته «منحيت – نيبوت» أما الآلة "خنوم" فقد مثل برأس كبش وجسد إنسان ويعرف باسم الإله «الفخراني» أو «خالق البشر» من الصلصال وباسم «خنوم رع سيد إسنا».

 

«خنوم» أو «غنوم» في الدين المصري القديم، إله كان يصور على شكل كبش، أو رجل له رأس كبش وله قرنان ربما اشتق اسم الغنم منه طبقا للمعتقد المصري القديم، قام "خنوم" بعملية الخلق المادي للإنسان من طمي النيل على عجلة الفخار.

 

تقول بعض الروايات أنه كان يشكل الأطفال الصغار من طمي النيل المتوفر عند أسوان ويضعهم في أرحام أمهاتهم. وقد عبد في أماكن مختلفة في مصر مثل أسوان وإسنا وممفيس "منف" باعتباره الإله الذي أتي بالنيل ليقيم الحياة على ضفافه.

 

أما الآلهة «منحيت» فقد مثلت برأس أنثى الأسد ويعلوها قرص الشمس وجسد أنثى وتشبه الآلهة «سخمت» لهذه القوة، أما الآلهة «نيبوت» الزوجة الثانية لخنوم ويعنى اسمها سيدة الريف وقد مثلت بهيئة أدمية على شكل سيدة يعلو رأسها قرص الشمس بين قرنين وهي هنا تشبه الآلهة ايزيس في هيئتها.

 

يرجع تاريخه إلى عصر الدولة القديمة، حيث عرف في ديانة قدماء المصريين بأنه "نب-قبحو" ،أي سيد المياه وظل يعبد أيضا خلا عصر الدولة الحديثة، وكانت إلفنتين مركز عبادته.


«معبد إسنا»


يعد معبد إسنا من أهم المعالم السياحية بمدينة إسنا وهو المعبد الوحيد الباقي من أربعة معابد كانت موجودة في إسنا ثلاث منهم في شمال غرب إسنا في "أصفون – كوم الدير – غرب إسنا"، أما الرابع فكان يقع في شرق إسنا "الحلة" وفي عام 1830 تم اكتشاف معبد آخر في كومير جنوب غرب إسنا بحوالي 10 كم إلا أن هذه المعابد قد اختفت منذ القرن الماضي ولم يبقى منها غير ما يدل عليها.

 

يرجع اكتشاف معبد إسنا وتنظيفه من الرديم إلى عام 1843م أي في أواخر عصر محمد على باشا ويسبق هذا التاريخ زيارة العالم الفرنسي شمبليون له في عام 1828م الذي ذكر أنه رأى نقوش تحمل اسم الملك تحتمس في هذا المعبد.

 

يعتقد أن المعبد الحالي أقيم على أطلال معبد قديم يرجع بدايته إلى عصر الأسرة الثامنة عشر حيث عثر على نقوش تحمل اسم الملك تحتمس عام 1468 – 1436 ق.م الذي جاء ذكر مدينة إسنا باسمها في عهده.

 

وهناك بحث أثري لم ينشر بعد يذكر أن معبد إسنا يرجع إلى عصر الدولة الوسطى الأسرة الثانية عشر 1991- 1778 ق.م وقد تهدم هذا المعبد وأعيد بناءه في العصر الصاوي الأسرة السادسة والعشرين ويرقد معظمه أسفل المنازل الحديثة باسنا. أما المعبد الحالي فقد بدأ تشييده في عهد الملك البطلمي بطليموس الملقب باسم "فيلوميتور" أي «المحب لأمه».

 

وقد أضيف إليه في العصر الروماني قاعة أساطين ترجع لعصر الإمبراطور الروماني "كلوديوس" 40م وتمت زخرفة الصالة في عصر كل من فيسيان وتراجان وهادريات وآخر نقوشها ترجع لعهد الإمبراطور دكيوس حوالي سنة 249 – 250م على الجدار الغربي للمعبد أي أن هذا المعبد استمر في بناءه وزخرفته خلال 400 عام على فترات منفصلة ما بين عام 181 ق.م – عام 250 م.