الأطفال «ربان» معديات الموت في المنيا

محررتا الأخبار مع أحد الأطفال
محررتا الأخبار مع أحد الأطفال

هبة زكريا - سناء صبري

«نموت كل يوم ألف مرة».. تلك كانت كلمات أهالى قرى شرق النيل الذين تحصد المعديات النيلية أرواحهم كل يوم جراء غرق أو سقوط من أعلى سطح المعدية النيلية التى يصفها الجميع بالنعوش.

عشرات القتلى خلفتهم حوادث المعديات بسبب سقوط السيارات من أعلى سطح المعديات فى مختلف مراكز محافظة المنيا وخاصة مركزى سمالوط وملوى حيث لا يوجد منزل بتلك المراكز إلا واتشح بالسواد وله مصاب أو قتيل بسبب المعديات.. « الأخبار « ترصد أهم سلبيات ومخاطر المعديات النيلية فى المنيا.

في البداية، يقول محمد العجمى أحد المواطنين إن معظم المعديات النيلية غير مطابقة للمواصفات، وعدم وجود حواجز جديدة بها وإذا وجدت الحواجز لا تستطيع أن تحتجز السيارات حال سقوطها من سطح المعدية، هذا بالإضافة إلى زيادة حمولتها عن المقررة لها، وأضاف الأخطر من ذلك هو قيادة الأطفال لبعض تلك المعديات دون الحصول على التراخيص اللازمة.


اما محمد إبراهيم مدرس من قرية أبو قرين التابعه لمركز المنيا قال إنه لا بديل عن المعديات ونستقلها ونحن على علم بخطورتها ولكن لا مفر منها فالمعدية تربط بين القريه والمنيا الجديدة أو المقابر ونقوم بحمل أمواتنا عليها لنقلها للبر الشرقى، وأضاف أن القرية شهدت وفاة أكثر من 30 شخصا بينهم أطفال وعمال محاجر ونطالب كثيرا بإنشاء كوبرى لإنقاذ أرواحنا وجميع المسئولين وعدونا بالحل وكان آخرها المحافظ السابق لكن تزامنت المشكلة مع حادث سمالوط الذى راح ضحيته 26 شخصا مما دفع المسئولين آنذاك عن الصمت على مأساتنا.

أما نادر خلف أحد عمال المحاجر فقال إن المعديات النيلية سيئة الحال، ومعرضة للغرق فى أى وقت وأشار إلى أنه لا وسيلة للنقل للبر الشرقى للوصول للمحاجر بقرية جبل الطير إلا عن طريق المعدية.

وأضاف: سمالوط بها أكثر من 4 معديات نيلية جميعها خطر خاصة فى أيام الشبورة المائية بالإضافة إلى أن من يقود بعض المعديات أطفال لم يتجاوزوا 16 سنة وبذلك نحن معرضون للموت فى كل لحظة وبالفعل الحوادث المتكررة شاهدة على كل ما أقوله.

أما رجب عبد الحميد أحد الأهالى بسمالوط فقال إن جميع النواب وعدونا بأنهم سوف يحصلون على موافقة بإنشاء كوبرى يربط بين البر الشرقى والغربى لإنقاذ أرواحنا ولكن حتى الآن لم نر خطوات على الأرض وأضاف أن الجميع لا يتحرك إلا بعد حدوث كارثة ولكن الذى لا يعلمه الجميع أنه يوميا تحدث كوارث لكنها لا ترتقى إلى الكوارث الكبرى لذلك لا أحد يتحرك.

وأوضح مصدر بهيئة النقل النهرى أن المحافظة تعد من أكبر محافظات الجمهورية استخدامًا للمعديات النيلية بعد محافظة أسيوط يوجد بها 178 منها 32 معدية حكومية، و146 معدية ملك الأهالى، وعدد المعديات المرخصة «رخص سارية» 127 معدية والمنتهية التراخيص 51 معدية وتوجد بمركز سمالوط 21 معدية منها 17 سارية و4 منتهية وبمركز مغاغة 46 معدية منها 33 سارية، و13 منتهية، وبمركز بنى مزار 27 معدية منها 18 سارية، و9 منتهية.

وفى مركز مطاى 9 معديات منها 6 سارية و3 منتهية، وبمركز أبو قرقاص 17 معدية منها 11 سارية و6 منتهية وفى مركز المنيا 25 معدية منها 20 سارية و5 منتهية، وبمركز ديرمواس 10 معديات منها 8 سارية التراخيص، و2 منتهية التراخيص، وبمركز ملوى 23 معدية منها 14 سارى، و9 منتهية.

فيما قال أحد المهندسين العاملين بورش تصنيع السفن إن كوارث المعديات سببها أفراد طاقمها وزيادة الحمولات موضحاً أن إهمال صاحب المعدية والطاقم الذى يعمل عليها، من عدم الالتزام بقانون السير بنهر النيل رقم 10 لسنة 1956 وتعديلاته، وأهمها ضرورة تركيب الأنوار الملاحية تشغيل المنبهات الصوتية عن الإقلاع صيانتها فى مواعيدها الدورية المقررة لها كل عام، والتأكد من تثبيت السيارات وعدم الالتزام بالحمولات المقررة طبقا للرخصة ضمن الأسباب التى تؤدى إلى الحوادث.

فيما قال مسئول بالوحدة المحلية بسمالوط إن الغرامة التى يتم توقيعها على المعديات المخالفة قد تصل إلى حد توقفها وإلغاء ترخيصها فى حال أن تكون المعدية تمثل خطورة داهمة وغير صالحة وتعتبر الوحدة المحلية المسئولة عن إصدار الترخيص إلى جانب المسطحات المائية وهيئة النقل النهرى بعد استيفاء صاحبها لاشتراطات السلامة والأمان.