«سامح» نحات بدرجة فنان.. أنتج 90 تمثالًا لعمالقة التاريخ من «العذراء» لـ«بيتهوفن»

«سامح» نحات بدرجة فنان.. أنتج 90 تمثالًا لعمالقة التاريخ من «العذراء» لـ«بيتهوفن»
«سامح» نحات بدرجة فنان.. أنتج 90 تمثالًا لعمالقة التاريخ من «العذراء» لـ«بيتهوفن»

-تمثالا ملك الموسيقى «بيتهوفن» و«العذراء» و«الفرعون سخم كا» أبرز أعماله

-التمثال الواحد ب 300 جنيه..  ويؤكد: أسعارنا معقولة وننافس المستورد

- يؤكد: تمثال نابليون «وش السعد علي».. ونعمل للجوامع والكنائس

- الصنايعية هربوا لـ «التوك توك».. وهذه حكاية «أصعب وأغلى تمثال»

-أعماله سافرت فرنسا وألمانيا.. و«عامل الورشة»: اكتسحنا الصيني بجدارة

 

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، بتعليقات ورسالات ساخرة من تمثال مشوهه متداول للفرعون المصري «محمد صلاح»، لتؤكد أن فن «صناعة التماثيل» يحتاج فنان من طراز فريد وموهبة من نوع خاص، وفكر عميق يتجلي في العمل الفني، كما يتطلب «نحات» يهتم بكل تفصيلة ويجسد شخصيته في العمل الفني.

 

«سامح».. نحات بدرجة فنان

ما سبق ينطبق على «سامح نبيه» النحات الأربعيني، الذي شق طريقه في عالم النحت وفن صناعة التماثيل بيده، واتخذ من موقع منزو بمنطقة عبود في شبرا، «ورشة» لصناعة وعرض أعماله من تماثيل بيتهوفن وكذلك تمثال عملاق للقديس مارجرجس وتنينه، كما حفرت أنامله الذهبية بدقة ملامح وجوه ملوك الفراعنة وحراس المقابر مثل «كا ورع» وغيرها من التحف الفنية.

 

حكاية الـ90 تمثالًا

90 تمثالا هي إجمالي أعمال «سامح» استغرقت 28 عامًا من عمره، إلا أنه أكد أن هذا العمل بمثابة متعة تستحق أن يفنى فيها عمره كله رغم المشقة، لأنه يعتبره عالم الخاص الذي لا يمل منه، ولا يكل عنه.

 

رحلة سامح.. مع النحت

«بوابة أخبار اليوم» التقت «سامح»، ورصدنا رحلته من عالم النقش على الحجر منذ الصغر، حتى رسم ونحت تماثيل لعمالقة الحضارات المصرية، قبل أن يزينها بألوانه وطرازه الخاص، لتجذب أعماله المصريين من محبي هذا الفن، وتتخطى لتصل إلى العالمية بعد أن استقبل عروضا من السفارة فرنسية وأخرى من فرانكفورت لشخصيات تاريخية عملاقة.

 

البداية.. النقش على الحجر

يقول «سامح» إنه بدأ العمل في مجال النحت قبل 28 سنة، وتوارثها عن والده الذي صمم أن ينزل الورشة في سن الـ17، حتى يشرب المهنة ويتوارثها عن أجداده.

 

 

 

يؤكد «صانع التماثيل» أن يعتمد على عدد من المواد الخام، وهي الجبس والبورسالين والرخام الصناعي حسب رغبة الزبون، وأحيانا يأتي الزبون بصورة ونصنع له التمثال المطلوب، فيتم نحت التمثال ثم يقوم بتشطيبه من خلال الألوان والسنفرة وغيرها.

 

وتابع: أصعب ما في المهنة هو النحت، فلابد أن يكون النحات على درجة عالية من الكفاءة، وهو صعب جدًا ويحتاج وقتا طويلا، مستطردًا: أيضًا صممت تمثال «سخم كا» حارس مقبرة الملك توت عنخ آمون، وبيتهوفن «ملك الموسيقي»، لافتا إلى أن سعر التمثال الصغير يتراوح ما بين 200 إلى 300 جنيه.

وعن إجمالي أسعاره، قال «سامح»: «أسعارنا معقولة، وننافس المستورد، والصيني قدمنا ولا شيء، واستطتعنا التغلب على المنتج الصيني».

 

الأيدي العاملة.. والتكاتك

وبشأن أكثر الأزمات التي تواجهه، قال «صانع التماثيل»: «فقط نعاني من قلة الأيدي العاملة، فأغلب العاملون في المهنة هربوا إلى التكاتك وتركوا الصنعة».

 

وبخصوص أصعب عمل فني قام به، ذكر «سامح»: «أصعب تمثال كان لنابليون بونابرت، طلبته مني القنصلية الفرنسية، فعملنا فيه لمدة سنة كاملة وأعددناه بحجمه الطبيعي، ووصل سعره إلى آلاف الجنيهات، لكنه كان وش السعد علينا».

وتابع: «عشان أكل العيش، أعمل أيضًا في تجهيز كرانيش الشقق والأسقف المعلقة وأعمال للجوامع والكنائس».

 

 

محمد.. 20 عامًا من الدهانات

أما محمد مجدي، عامل الديكورات والدهانات في الورشة، فأكد أنه يعمل في صناعة التماثيل منذ أكثر من 20 عاما، لافتا إلى يعاون «الأسطى سامح» في العمل بالورشة منذ صغره.

وأكد محمد قائلًا: «شغلنا فن، ونصنع تماثيل بأقل التكاليف».