قبيل انطلاق المؤتمر..

السيسي عن «التنوع البيولوجي»: فخورون بثرواتنا الطبيعية وملتزمون بالحفاظ عليها

الرئيس السيسي والمشاركون في المؤتمر
الرئيس السيسي والمشاركون في المؤتمر

تستعد مصر متمثلة في وزارة البيئة وتحدت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، لاستضافة مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي، لأول مرة، الذي تعقده الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، في مدينة شرم الشيخ، في الفترة من 17 نوفمبر إلى 29 نوفمبر، تحت شعار «الاستثمار في التنوع البيولوجي من أجل الإنسان والكوكب».


 ويسبق مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي قمة وزارية أفريقية حول التنوع البيولوجي ، تنطلق في 13 نوفمبر، يشارك فيها أكثر من 30 وزيرًا.

 


الرئيس السيسي


رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي باستضافة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجي، معربًا في كلمة ترحيب نشرت على الموقع الإلكتروني للاتفاقية، عن سعادته بانعقاد هذه الاجتماعات المهمة في شرم الشيخ، «مدينة السلام» والتي تتميز بثراء حياتها البحرية وتنوع بيئتها البرية على نحو يجعل منها مدينة نابضة بالحياة بكافة أشكالها وتجسيداً حياً للتفاعل الحيوي بين الإنسان والطبيعة.


وأضاف الرئيس السيسي، أن الإنسان أدرك منذ فجر التاريخ أهمية الموارد الحيوية الموجودة في البيئة المحيطة به ودورها فى تحقيق الرخاء، الذي يصبو إليه وتعد الحضارة المصرية العظيمة من الأمثلة البارزة فى هذا المجال، إذ شيدت تلك الحضارة وازدهرت على مدى آلاف السنين اعتماداً على ثرواتها من الموارد الطبيعية، وبحيث كان المصريون القدماء على وعى كامل وتقدير تام للثراء الذي تميزت به النظم البيئية المحيطة لذلك.


وأكد السيسي أنه رغم مرور آلاف السنوات، فإننا فى مصر لازلنا فخورين بهذا الإرث وملتزمين فى الوقت ذاته بالحفاظ على تلك الثروات الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية، ونحن نرحب ف مصر بالوفود الرسمية المشاركة فى مؤتمر أطراف اتفاقية التنوع البيولوجي من الدول الأعضاء، وبكافة الشركاء الممثلين لطيف واسع من أصحاب المصلحة ومن منظمات المجتمع المدنى، للتأكيد على مسئوليتنا المشتركة للعمل سوياً بفعالية وبشكل بناء من اجل صالح كوكبنا ورفاهية شعوبه.

 

 

الأمين العام للأمم المتحدة

 

أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في الوقت الحالي، يعاني التنوع البيولوجي العالمي أزمة بسبب عدة عوامل، بما في ذلك تغير المناخ، وتدهور النظم الإيكولوجية، والتجارة غير المشروعة والاستخدام غير المستدام، ولوقف فقدان التنوع البيولوجي، نحتاج إلى تغير تحولي.

وتابع في كلمة ترحيب نشرت على الموقع الإلكتروني لمؤتمر التنوع البيولوجي ، سيجتمع الأطراف في الاتفاقية في شرم الشيخ، مصر، في مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، الذي يعكس الحاجة العاجلة للعمل من أجل حفظ التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام وفي نفس الوقت تقاسم المنافع على نحو منصف.


وأكد جوتيريش ،وفي هذا الاجتماع الحاسم، ستقوم الحكومات بإنشاء مسار للتفاوض بشأن الأطر والإجراءات التي تقود العالم إلى رؤية عام 2050 للخطة الإستراتيجية للتنوع البيولوجي، التي “يُقيّم التنوع البيولوجي ويُحفظ ويستعاد ويستخدم برشد، وتصان خدمات النظام الإيكولوجي، مما يؤدي إلى استدامة كوكب سليم وتقديم منافع أساسية لجميع الشعوب.”


وأوضح  الأمين العام للأمم المتحدة أشجع جميع الحكومات على اتخاذ الخطوات الضرورية لتنفيذ السياسات والإجراءات التي تبني عالما تعيش فيه الإنسانية في تجانس مع الطبيعة، و إن العالم برمته يحتاج إلى أن ينضم إلى هذا الجهد، حتى نتمكن فرديا وجماعيا، من اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الطبيعة التي تكفل بقاءنا.

وزيرة البيئة

من جانبها، قالت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في كلمة مماثلة على موقع الاتفاقية، أن مصر تتشرف باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي لعام 2018 الذي يضم الاجتماع الرابع عشر لمؤتمر أطراف الاتفاقية، والاجتماع التاسع لمؤتمر أطراف بروتوكول قرطاجنة للسلامة الإحيائية، والاجتماع الثالث لأطراف بروتوكول ناجويا بشأن الحصول على الموارد الجينية وتقاسم المنافع الناتجة عن استخدامها، وكذلك الشق الوزاري رفيع المستوى من هذه الاجتماعات في نوفمبر 2018.

وأضافت الوزيرة أن هذه الاجتماعات تأتى في وقت حاسم نحتاج فيه إلى تقييم تنفيذ الخطة الإستراتيجية للتنوع البيولوجي 2011-2020 وأهداف "أيشي" للتنوع البيولوجي ونحتاج إلى رسم مسار الطريق المستقبلي للاتفاقية وبروتوكولاتها للسنوات المتبقية من الخطة الإستراتيجية الحالية وتمهيد الطريق لتطوير إطار التنوع البيولوجي العالمي لما بعد عام 2020.

وأكدت فؤاد أن عقد هذه الاجتماعات في مصر سيكون الأول في أفريقيا منذ عام 2000 والأول على الإطلاق في الدول العربية وهذا سيزيد من تعزيز تعاوننا لوقف تدهور التنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم، كما سيوفر فرصة كبيرة لزيادة الوعي بالتنوع البيولوجي بين السكان والمجتمعات المحلية في المنطقة، وبالتالي المساهمة في تحقيق أهداف الاتفاقية.

 

 


محافظ جنوب سيناء  


رحب خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، باستضافة المحافظة لمؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي، ومؤتمر الأطراف التاسع بخصوص بروتوكول قرطاجنة للسلامة الإحيائية، وكذلك مؤتمر الأطراف الثالث لبروتوكول ناجويا للحصول على وتقاسم العادل للمنافع الناشئة عن استخدامات الموارد الوراثية.


وتابع في كلمة ترحيب نشرت على الموقع الإلكتروني لمؤتمر التنوع البيولوجي ،أن شرم الشيخ يتواجد بها 5 محميات طبيعية وهم: محمية رأس محمد، ومحمية نبق، ومحمية أبوجالوم، ومحمية طابا، ومحمية سانت كاترين.

وأكد فودة تم تصميم شبكة المحميات الطبيعية في محافظة جنوب سيناء بحيث تضم نظماً بيئية ذات أهمية بيولوجية عالية، ولكي تحمي الموارد الطبيعية ولتوفر مساحات طبيعية مجاورة لمناطق التطوير السياحي، ولتعزز قيمة الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي عبر الأجيال فى مصر.

 
وأوضح  محافظ جنوب سيناء، أنه على مدار الثلاثة عقود الماضية، شهد العالم معدلات متقدمة للنمو، فقد تم رفع حالة أكثر من مليار شخص ليتخطوا حاجز الفقر، كما زادت معدلات الأعمار بشكل ملفت ،وكذلك زادت معدلات التعليم بشكل حاد. 

 

واستكمل: «إذا نظرنا قدماً، سنجد أن معدلات الضغط على التنوع التنوع البيولوجي فى ازدياد مستمر بصورة عالمية، ففى العقدين القادمين سوف يزداد عددنا على هذا الكوكب بواقع 1.2 مليار نسمة، وسيزداد الطلب على الغذاء بواقع 35%، وعلى الماء بواقع 40 % وعلى الطاقة بواقع 50% ، لذا فإننا نخشى إن لم نعدل من طرق إدارتنا واستغلالنا لموارد هذا الكوكب، فإن التأثيرات السلبية على البيئات الطبيعية ستتفاقم بشكل يهدد المعيشة والصحة والرفاهة والأمن لنا جميعاً».

     
واختتم محافظ جنوب سيناء، حديثه قائلا: «الإستثمار في البيئات الطبيعية يضمن شبكة أمن معيشية لكل أولئك الذين يعيشون في أوضاع هشة وخاصة الـ800 مليون الذين يعانون الفقر،وعليه فإن الاستثمار من أجل التنوع البيولوجي والنظم الطبيعية ضروري ليس فقط لأجل الحماية بشكل محض ولكن أيضاً لكونه ضرورياً أيضاً لصالح البشرية، والذي انعكس بشكل واضح من خلال الالتزامات التي حددتها أجندة 2030 للتنمية المستدامة، والتي تضم هدفين مستقلين للتنوع البيولوجي والعديد من الأهداف الأخرى التي ترمي أيضاَ لنفس الغرض».


الأمين التنفيذي للاتفاقية 


وأعربت الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي د. كريستيانا بالمر، عن سعادتها بعقد مؤتمر التنوع البيولوجي في مصر، بعد غيابه عن أفريقيا منذ عام 2000.

 

وأضافت الأمين التنفيذي للاتفاقية التنوع البيولوجي خلال كلمة ترحيب نشرت على الموقع الإلكتروني لمؤتمر التنوع البيولوجي: « مصر أرض الحضارات الأسطورية القديمة وتقع في القارة التي قدمت الكثير للبشرية، وسنجتمع معا كمجتمع دولي للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لبدء نفاذ الاتفاقية».

وتابعت بالمر: «قبل ربع قرن من الآن، تعهدت الأطراف بالتزامات وطنية وإقليمية وعالمية لتحقيق أهداف الاتفاقية بشأن الحفاظ على التنوع البيولوجي، واستخدامه على نحو مستدام، وتقاسم المنافع الناشئة عن استخدام الموارد الجينية بطريقة عادلة ومنصفة».

 

وأضافت الأمين التنفيذي للاتفاقية التنوع البيولوجي، إن الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، فضلا عن الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية وشركاء القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم، أدت دورا أساسيا في النهوض بالاتفاقية.

 

ومن ناحية أخرى، أوضحت بالمر، أن الأبحاث العلمية أشارت إلى حدوث تدهور مأساوي في التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية في كل منطقة من مناطق العالم، كما سلطت التقارير التي صدرت مؤخرا من المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية الضوء على هذا الأمر.

 المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة


وبدوره، قال اريك سولهايم المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ، إن فقدان التنوع البيولوجي يعد من أكبر التحديات البيئية في عصرنا فالعالم يحتاج بشدة إلى الارتقاء إلى مستوى الحدث، والتنوع البيولوجي يحافظ على كل واحد منا ويحمينا جميعا دون استثناء ولهذا السبب يجب أن نضع حماية التنوع البيولوجي فى محور تخطيطنا الاقتصادي – فى البنية التحتية، والتعدين، والطاقة والصناعات التحويلية.

وأضاف اريك أنه يتعين علينا النظر في القيمة الكاملة للتنوع البيولوجي بالنسبة للقدرة على الصمود والصحة العامة، ويجب علينا أيضا النظر إلى التنوع البيولوجي كثروة طبيعية، ترتبط صحتها بصحتنا، وفى هذا المؤتمر، نأمل ألا تعمل الأمم من جميع أنحاء العالم على تعزيز عملها لتحقيق أهداف عام 2020 فحسب، بل وأيضا لوضع الأساس لجدول أعمال طموح يأخذنا جميعا إلى منتصف القرن في صحة أفضل من أي وقت مضى.