حوار| مستشار وزير التموين: 1.5 مليون بطاقة «مغلوطة».. والدعم النقدي مستحيل

اللواء عمرو مدكور - مستشار وزير التموين لنظم المعلومات
اللواء عمرو مدكور - مستشار وزير التموين لنظم المعلومات

◄ منظومة الدعم الجديدة تمنع إهدار المال العام
◄ الدولة لا تسعى نهائيا لخفض قيمة الدعم
◄ زيادة قيمة الدعم حال وصولها لمستحقيها
◄ إجراءات حذف المواطنين تتم بشكل دقيق ومنظم 
◄ التحول إلى الدعم النقدي مستحيل
◄ إتاحة جميع الخدمات التموينية عبر الإنترنت
◄ تحديث نصف مليون بطاقة تموينية

 

لا حديث للمواطنين سوى عن منظومة الدعم، التي يريدون لها صلاحًا بعد أن أرهقهم الذهاب إلى مكاتب التموين أملًا في لقمة عيش تسد رمقهم، وطمعًا في خير بلدهم.. وزارة التموين عكفت على بعض الأمور التي من شأنها أن تلقى قبولًا لدى المواطن، ومن بينها الحذف العشوائي، وإضافة المواليد بشروط، وتحديث بيانات البطاقات التموينية، ومنظومة الدعم الجديدة.

 

«بوابة أخبار اليوم» التقت مستشار وزير التموين لنظم المعلومات، اللواء عمرو مدكور، وأجرت معه حوارًا كشف فيه الكثير.. وإلى نص الحوار:                                                                                     

هل بالفعل تم حذف مواطنين من منظومة الدعم عشوائيا؟

 

لم يتم حذف أي مواطن بشكل عشوائي من منظومة البطاقات التموينية، حيث إن إجراءات حذف المواطنين التي تجرى من قبل الوزارة تتم بشكل دقيق ومنظم، وتقتصر على المتوفين والأسماء المكررة على أكثر من بطاقة تموينية، نظرًا لعدم الفصل الاجتماعي.

 

ما الهدف من تنقية بطاقات التموين؟


هدف وزارة التموين من خطوة تنقية البطاقات، حذف الأسماء المكررة، فهناك الكثير من أصحاب البطاقات التموينية يصرفون سلعًا لعدد أكبر من العدد الفعلي لأفراد الأسرة المقيدين في بطاقاتهم، وذلك نتيجة أخطاء النظام الإلكتروني للشركات المنفذة لبطاقات التموين.

 

ما ذنب المواطنين في فقدان بياناتهم طالما قدموا بياناتهم وقت التقديم؟


بالفعل فقدان البيانات ليس ذنب المواطن، ولكننا أعطينا 100 يوم مهلة للمواطنين لتحديث بياناتهم، وتم إتاحة الخدمة على الإنترنت فلا يوجد سبب مقنع أبدا لعدم قيام المواطنين بتحديث بياناتهم وخصم غير المستحقين، وهذه هي المرة الثالثة التي نناشد فيها المواطنين بتحديث بياناتهم، وحذف هذه الفئات سيساهم بشكل كبير في توصيل الدعم لمستحقيه بشكل أفضل.

 

الكثير من المواطنين حاولوا تحديث بياناتهم وكان الرفض والتأخير من مكاتب التموين.. ما ردك؟

 

في هذه الحالة كان يجب على المواطن تحرير محضر إثبات حالة ضد مكتب التموين، ولكن تلاقت المصالح، يتكاسل مكتب التموين عن أداء عمله، ويصرف المواطن تموين لأشخاص لا تستحق سواء مسافرين أو متوفيين، ويستفيد البقال من صرف الأشخاص الزيادة.

 

هل ترى إتاحة خدمة التحديث على الإنترنت مناسبة لثقافة أغلبية الشعب المصري؟

 

لا توجد أسرة في مصر لا يوجد بها على الأقل فرد واحد على علم بالحاسب الآلي والإنترنت، أو على علاقة بأشخاص آخرين لديهم معرفة بالإنترنت، والدليل نتيجة الثانوية العامة التي يتم طرحها على الإنترنت ويعرفها كل الشعب، والمكاتب أيضا لديها تعليمات بتحديث البيانات للمواطنين الذين ليست لديهم قدرة على تحديثها عبر الإنترنت.

 

متى سيتم إعادة المحذوفين من البطاقات بعد تحديث البيانات؟

 

من الشهر الذي يلي توقيت تحديث البيانات، فمثلا إذا أجري عملية التحديث في شهر أكتوبر، يتم التطبيق في شهر نوفمبر.

 

كيف سيتم تطبيق غرامات رغم وجود أفراد لا يستحقون الدعم؟

 

لست جهة تنفيذية فيما يخص الغرامات وأحكامها.


كم عدد البطاقات الوهمية التي وجدت بقاعدة البيانات؟

 

وجدنا أكثر من 1.5 مليون بطاقة بها أخطاء، أما عدد البطاقات الوهمية سيتم معرفتها بعد غلق باب التحديث.

 

ما هو معدل إقبال المواطنين على الموقع لتصحيح البيانات؟

 

معدل إقبال المواطنين على تحديث البيانات غير مرضي إطلاقا، ونسبته تقريبا 21 %، ولكنني أتوقع زيادة الإقبال في الفترة الأخيرة، وللعلم هناك جزء كبير جدا من البطاقات التي لم يتم تحديثها حتى الآن وهمية.

 

ما هو عدد البطاقات التي تم تحديثها حتى الآن؟

 

قرابة نصف المليون بطاقة تم تحديثها حتى الآن.

 

هل هناك مرحلة أخرى لتنقية البطاقات؟


لجنة العدالة الاجتماعية وضعت تصورات عدة لتنقية البطاقات من غير المستحقين للدعم، تتحدد على طبيعة دخل الفرد وممتلكاته ومعدل الإنفاق، وسيتم استبعاد أصحاب السيارات الفارهة، ومن يمتلك دخلًا يصل إلى 30 ألف جنيه، ومن يدفع مبالغ لفاتورة التليفون تصل لـ5 آلاف جنيه.


ما هي عيوب منظومة الدعم الحالية؟


لا يوجد شيء سليم 100 % ولكن التطور والإصلاح في المنظومة يتم بشكل سريع، والمنظومة الحالية لم تصل للمثالية ولكنها تتميز بكون البطاقة التموينية أصبحت لا قيمة لها إذا وقعت في يد غير صاحب البطاقة، لأنها تعمل بالرقم السري وصاحب البطاقة هو الوحيد الذي يمتلك هذا الرقم، ويكفي أن النظام الجديد يمنع إهدار المال العام.

 

أما عيوبها فهي بطء تفعيل البطاقة ووجود بعض العقوبات في تشغيلها، ولكن هذا أفضل من أن يستفيد آخرون بالدعم. 

 

وماذا عن خفض قيمة الدعم؟


الدولة لا تسعى نهائيا لخفض قيمة الدعم، وهدفها هو إيصال الدعم لمستحقيه.

 

في ظل غلاء الأسعار هل ٥٠ جنيها كافية كدعم للمواطن؟

 

دعم المواطن يتم صرفه حسب إمكانيات الدولة، ولكن الدعم في مصر المهدر منه أكثر من المستفاد، وقيمة الدعم سيتم زيادتها عندما نتمكن من إيصال الدعم لمستحقيه.

 

هل هناك أمل في زيادة الدعم؟

 

هذا هو الهدف الذي تسعى له الوزارة وتأخذه على عاتقها، والدليل بدء الوزارة في إضافة المواليد بعد تنقية البطاقات، وإصدار 800 ألف بطاقة للفئات الأولى بالرعاية.

 

هل يوجد اقتراح بالتحول إلى الدعم النقدي؟

 

لا يمكن التحول للدعم النقدي، ولا يوجد دولة في العالم تعمل بالدعم النقدي، لأنه يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع، وينتهي بحدوث تضخم.

 

هل بالفعل سيتم عمل منظومة جديدة للدعم؟

 

نحاول تقديم منظومة جديدة للمواطنين، تخدم جميع الخدمات من خلال بوابة واحدة، وتحسين جميع الخدمات.

 

هل هناك تعاون بين وزارة التموين والرقابة الإدارية؟

 

نتعاون مع الكثير من الجهات منها الرقابة الإدارية، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة الصحة، والإنتاج الحربي، والأحوال المدنية، وسياسة الدولة في الوقت الحالي تضمن تعاون جميع الوزارات لصالح المواطنين.

 

ما هو نوعية عمل الرقابة الإدارية معكم؟

 

الرقابة الإدارية تملك سلطة الإطلاع على قواعد البيانات بجميع أجهزة الدولة مع الحفاظ على سرية البيانات.

 

ما هي عدد الطلبات المقدمة لإضافة المواليد حتى الآن؟

 

4 ملايين طفل من خلال مكاتب التموين، و3 ملايين طفل من خلال موقع دعم مصر، ولا يمكن جمعهما لأن هناك الكثير من المواطنين قدموا طلبات إضافة المواليد في المكتب التمويني وسجلوا أيضا على الموقع.

 

هل يوجد علاقة بين عدد المواليد الذين سيتم إضافتهم وعدد الأسماء الوهمية التي تم حذفها؟


فعليا لا يوجد علاقة بينهما، ولن يتم رفض أي مولود لعدم وجود ميزانية، ولكن الرفض سيكون طبقا لانطباق القرار الوزاري على المواليد.


كيف تقيم موظفي مكاتب التموين؟


أنحني شكرا وتقديرا لموظفي مكاتب بالتموين، لأنهم يعملون في ظروف صعبة بمرتبات متدينة، ويتعاملون مع جمهور ذوي ثقافات وتعليم متدني، وأعلم بوجود أخطاء وتكاسل لدى البعض، ولكن الكثيرون يبذلون مجهود عظيم.

 

إلى أين وصل تطوير مكاتب التموين؟ 


بالنسبة لمكاتب التموين والخدمة التموينية عموما فالوزارة غير راضية عنها أبدا، ولدينا أكثر من خطة للتطوير، من ضمنها ما تم من توقيع بروتوكول مع جامعة القاهرة لرفع كفاءة موظفي التموين، ويتم عمل حصر كامل لمكاتب التموين لرفع كفاءتها، ونسعى لاستبدال مكاتب التموين بمراكز خدمة.

 

هل تزامن الوقت المخصص لإضافة المواليد مع فترة تحديث البيانات تسبب في حدوث أزمة؟


بالطبع البدء في الخدمتين معا شكل أزمات وضغط على وزارة التموين وعلى المكاتب أيضا، ولكن الوزارة اضطرت لذلك حتى لا نؤخر خدمة إضافة المواليد على المواطنين.


هل من حق المكاتب وقف بعض الخدمات التموينية كاستخراج بطاقات جديدة؟


لا على الإطلاق، وجميع الخدمات بلا استثناء متاحة في أي وقت بالمكاتب.

 

وهل سيتم التوسع في خدمات الإنترنت؟


الوزارة أتاحت خدمة إضافة المواليد، وتحديث البيانات عبر الإنترنت، وجار إتاحة خدمة تحويل محافظة صرف الخبز، وتحاول جاهدة لإتاحة جميع الخدمات التموينية عبر الإنترنت والموبايل، وهناك مشروع قومي بمحافظة بورسعيد عبارة عن مدينة رقمية بها جميع الخدمات الحكومية.

 

وكيف تقيم موقع دعم مصر؟


الموقع كتصميم قائم عليه وزارة الإنتاج الحربي وهو جهد يشكر عليها القائمون به، وأقيمه من الناحية الفنية بـ«جيد»، أما تقييم إجراءات الطلبات عليه كان ضعيفا ولكن مستواه تحسن كثيرا وأصبح ممتازا.