الأب هاني باخوم يكتب لبوابة أخبار اليوم: «ثقافة الرذل أو النفايات»

الأب هاني باخوم الوكيل البطريركي والمتحدث الرسمي للكنيسة الكاثوليكية بمصر
الأب هاني باخوم الوكيل البطريركي والمتحدث الرسمي للكنيسة الكاثوليكية بمصر

في الوثيقة الختامية لسينودس الأساقفة والذي اختتم يوم الأحد 28 أكتوبر 2018، وكان موضوعه «الشباب، الإيمان وتمييز الدعوة» نجد هذا التعبير (ثقافة الرذل أو النفايات) في البند الـ"44".

هذا التعبير والذي يظهر مع البابا فرنسيس في حديثه بإحدى المقابلات العامة بساحة القديس بطرس بتاريخ 5 يونيه 2013، يشير إلى أن الله قد أعطى للإنسان مهمة وحق الحفاظ على الخليقة، وبالرغم من هذا نجد أن العديد من الرجال والنساء يتم التضحية بهم من أجل المنفعة والاستهلاك وهذا ما يسميه قداسة البابا بثقافة الرذل أو النفايات.

أصبح هبوط ولو بسيط في مؤشرات البورصة العالمية مأساة لا توصف، في حين أن الفقر واحتياج الأشخاص وموت الأطفال، والظلم للأبرياء،  لم يعد خبر يهم أحد. هذه هي ثقافة الرذل أو النفايات، حيث يصبح الإنسان موقعه في آخر القائمة وقبلهُ (المال، السلطة، النفوذ، الاستهلاك، وأشياء أخرى عديدة)، تصبح حين ذاك الحياة البشرية والشخص قيمة أقل، وبالأخص إذا كان فقير، مُعاق، أو غير مُنتج، هذه هي ثقافة الرذل.

من جديد في الوثيقة الختامية لسينودس الأساقفة نجد هذا التعبير في إطار توعية الشباب من هذا الخطر والذي هم أيضا ضحية له، وهنا ينبع دور الجميع في الأخذ بالاعتبار هذا الواقع المؤلم، وعمل اللازم لمناهضة تلك الثقافة وزرع ثقافة «الإنسان أولاً» بغض النظر عن ثقافته أو تعليمه، إنتاجه أو استهلاكه، جنسه أو دينه.

ثقافة الرذل تجعل من الإنسان أداة، وثقافة الإنسان أولا تجعل منه قيمة لا تزول، مخلوق من الله، محبوب منه، واليه يعود.