«الكلمة الأخيرة» عريضة بريطانية قد تشكل منعطفًا في الخروج من الاتحاد الأوروبي

علم مختلط لبريطانيا والاتحاد الأوروبي
علم مختلط لبريطانيا والاتحاد الأوروبي

مضت الأيام سريعًا منذ تصويت البريطانيين بهامشٍ ضئيلٍ لصالح الانفصال من الاتحاد الأوروبي، وباتت بريطانيا على مقربةٍ من وداع تكتل بروكسل، والسير في مستقبلها بمنأى عن سبع وعشرين دولةً أوروبية تنضوي تحت لواءٍ واحد اسمه الاتحاد الأوروبي.

يونيو عام 2016 شكّل منعطفًا تاريخيًا في حياة البريطانيين، حينما صوّتوا خلال استفتاءٍ شعبيٍ في المملكة المتحدة لصالح الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بنسبة تأييد بلغت 51.6%، ليكون الاستفتاء وقتها للقوميين البريطانيين بمثابة القنطرة التي ستحرر بريطانيا مما كان يرونه أعباء الاتحاد الأوروبي.

بيد أن الأمر لم يكن بهذه السهولة بالنسبة لبريطانيا، ففض الشراكة مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي بان مع الوقت بأنه ليس بالأمر الهين، في ظل تعنت الطرفين، وتمسك كلٍ منهما بمصالحه المتضاربة مع الآخر.

اتفاق "بريكست" الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي تم توقيعه في 29 مارس 2017، تم الاتفاق خلاله على انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي بعد عامين بحلول التاسع والعشرين من مارس 2019، حتى ولو لم يتم التوصل لاتفاقٍ بشأن مستقبل العلاقة بين لندن وبروكسل.

العامان جرت أيامهما وبات يتبقى منهما فقط خمسة أشهر، سيكون العمل خلالها على قدمٍ وساقٍ من بريطانيا والاتحاد الأوروبي، لإنجاز اتفاقٍ بشأن الانسحاب، خشية خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي من دون التوصل لأي اتفاقٍ.

خطة ماي

خطة "تشيكرز" التي أعلنت عنها رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي تشكل مثار جدلٍ واسعٍ في بريطانيا، وتواجه حملة انتقادات واسعة ضدها من قبل حتى حزب المحافظين الذي تتزعمه ماي، وأبرز معارضي خطتها هما وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، والوزير السابق لشئون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، ديفيد ديفيز، وكلاهما استقال من حكومة ماي بسبب خططتها بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وخطة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، تتضمن بقاء بريطانيا وأيرلندا الشمالية في اتحاد التعريفة الجمركية "مؤقتًا" حتى يتم التوصل إلى حلٍ دائمٍ لقضية الحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا المستقلة.

ودافعت ماي عن خطتها، في سبتمبر الماضي بالتزامن مع عقد المؤتمر السنوي لحزبها، فقالت،"في قلب خطة تشيكرز يوجد اتفاق للتجارة الحرة، منطقة للتجارة الحرة وتجارة لا خلاف حولها.. تشيكرز الآن هي الخطة الوحيدة المتاحة على الطاولة وتحقق ما صوّت البريطانيون) من أجله، كما تحقق مطالب مواطني أيرلندا الشمالية".

خطة تشيكرز محل الانتقاد في بريطانيا والاتحاد الأوروبي أيضًا، باتت تواجه دعوات متزايدة لإجراء استفتاءٍ شعبيٍ في بريطانيا بشأن أي اتفاقٍ يتم التوصل إليه بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

عريضة الكلمة الأخيرة

دعوات الاستفتاء باتت تشكل صدى واسعًا في بريطانيا، وآخر أصدائها عريضةٌ للصحفي البريطاني المستقل كريستيان بروتون، تُسمى "الكلمة الأخيرة"، تطالب بإجراء استفتاء حول أية اتفاقياتٍ نهائيةٍ بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

العريضة باتت تحظى بدعمٍ شعبيٍ، بعد أن وقع ما يربو على مليون شخصٍ عليها مطالبين بما جاء في هذه العريضة، خاصةً في ظل ما يروج في الأوساط السياسية البريطانية حول وجود تخبط بين الحكومة والبرلمان بشأن اتفاقية خروج بريطانيا من التكتل الأكبر في القارة العجوز.

وحتى الآن، فإن أي اتفاقٍ نهائيٍ يتم التوصل إليه مع المفوضين الأوروبيين سيخضع لتصويتٍ داخل البرلمان البريطاني، لكن مسألة طرح الأمر لاستفتاءٍ شعبيٍ لم يتم إدراجها بعد.