زواج الفتاة من العجوز «قصة محكوم عليها بالفشل»

زواج «الفتاة من العجوز» قصة محكوم عليها بالفشل
زواج «الفتاة من العجوز» قصة محكوم عليها بالفشل

 تحلم كل فتاة بالزوج الصالح، وفارس الأحلام الذي يخطفها على حصانه الأبيض، لتعيش معه حياة هادئة ومستقرة، ولكن غالبا  تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ويصبح الزواج هو مجرد «مصلحة» تتلخص في البحث عن كل ما يفتقده الطرف الآخر.

 

وتلجأ الفتاة العشرينية الصغيرة إلى الزواج من رجل عجوز، اعتقادًا منها أنه سيؤمن لها مستقبلها وحياتها، ولكن للأسف هذه العلاقة فاشلة بكل المقاييس وسيصل قطار الزوجية إلي محطته الأخيرة "الطلاق".    

 

«هتعنسي»

سارة محمود، فتاة عشرينية جميلة، تقدم لها العديد من الخطاب، ولكنها رفضت بحجة أنها صغيرة ولم تفكر في الزواج الآن، ثم تقدم لها شاب ثلاثيني أعجب بها وبطريقة تفكيرها وظلا يتبادلان الحب والغرام، ولكن غالبا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فاضطر خطيبها للسفر للعمل بالخارج وانقطع الاتصال بينهما، ومع زن الأهل والأقارب وملاحقتها بكلمة "هتعنسي" اضطرت أن توافق على رجل خمسيني زوجته متوفية، ولكن كان يشفع له أنه ميسور الحال.

طلب يدها وتزوجها، وبعد بفترة بسيطة أدركت سارة أن ما فعلته في حق نفسها ذنب لا يغتفر، واكتشفت أن زوجها الخمسينى مصاب بالسرطان، فبدلًا من أن تعيش حياة زوجية هادئة كانت رحالة بين المستشفيات لتعيش أيامها الأولى وسط المرضي والأدوية.

 

« للزواج مفاهيم أخرى»

 

فاطمة كمال، فتاة تبلغ من العمر 23عامًا، كان حظها سيئًا فبعد ولادتها بخمس سنوات انفصل والديها بسبب كثرة الشجار والعناد، وعاشت فاطمة حياتها حائرة بينهما إلا أن رسخت في ذهنها فكرة الزواج المبكر لتعويض دور أبيها الذي تركها وتزوج بآخري، فتقدم لها مديرها في العمل بعد أن ربطتهما قصة حب قوية ورأت فاطمة فيه السند والظهر، ووافقت عليه لتكتشف فاطمة أن حياتها أصبحت مهددة بالانهيار بعدما اختار زوجها زوجته الأولى للحفاظ على أولاده مسميا زواجه منها بأنه مجرد " نزوة".

 

«العلاقة المريضة»

 

" زواج الفتاة من العجوز مزعج جدا، ويشبه العلاقة المريضة".. هذا ما أكدته د. صافيناز سالم، استشاري الطب النفسي والعلاج الأسري، وأضافت أن هذا النوع من الزواج محكوم عليه بالفشل من كل الجوانب.

 

وأضافت: "الرجل الكبير يبحث عن  فتاة ممرضة تعالجه وتخدمه وتخفف عنه ألمه، أو يبحث عن حياة أخري ليعوض ما خسره في فترة عمره الأساسية".

 

«الحرية والقوقعة»

وتابعت د.صافيناز سالم: "علاقة الفتيات العشرينات من كبار السن، هي علاقة فاشلة يبحث الرجل فيها عن رغباته الجنسية  وتبحث الفتاة عن والدها، أو لسبب آخر هو الخوف من أن يفوت قطار الزواج، أو للبحث عن الغني الفاحش وتعويض تحكم الأهل والأقارب".

 

«الفجوة الفكرية»

 

من ضمن الأسباب التي تحكم علي العلاقة بالفشل، الفجوة الفكرية بين الطرفين، واختلاف الاهتمامات والأولويات، فالمرأة في سن الخمسين تريد الاهتمام والانطلاق، أما الرجل يريد الجلوس في المنزل باستمرار مما ينهي «الإبداع» في العلاقة بسبب خوف الرجل الكبير من المخاطرة.

 

الاستمتاع والاستقرار

 

أضافت استشاري الطب النفسي والعلاج الأسري، أن الرجل الخمسيني يبحث عن رغباته الجنسية والاستمتاع فقط، أما الفتاة فتبحث عن الاستقرار والحياة الهادئة، مشيرة إلى ضرورة وجود مؤسسات لتأهيل الطرفين قبل الزواج، وضرورة الوعي بالثقافة الزوجية.