منذ 3000 عام

تاريخ «التاتو».. الفراعنة أول من رسموه على أجساد النساء

الوشم الفرعوني
الوشم الفرعوني

مع سحر لا ينقطع وتاريخ مليء بالأسرار، وأمام ضمادات من القماش والكتان تلف مومياوات يكشف علماء الآثار تاريخ الوشم (التاتو) أن أصله فرعوني، ويعود إلى أكثر من 3000 عاماً، توارثتها الأجيال وارتبطت بالنساء بصفة خاصة في مصر القديمة.

 

الباحث الأثري سيف العراقي، يسرد لـ«بوابة أخبار اليوم» تاريخ اكتشاف الوشم، ويقول إنه في اجتماع الجمعية الأمريكية الانثروبولوجيا الحيوية في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، تم الإعلان عن العثور على مومياء فرعونية تحمل عددا من الأوشام ومن أبرزها عين «حورس» والتي ربما ترمز إلى الحماية من الشر والتي كانت تزين الرقبة والظهر والأكتاف.

 

وأضاف العراقي أن عالمة الانثروبولوجيا الشهيرة «آن أوستن» المعنية بفحص الوشوم التي وجدت في هذه المومياء لصالح المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، في القاهرة،  قالت أثناء عرضها لهذا الكشف في أبريل الماضي،: «إن المرجح من هذه الوشوم أنها تحمل دلالات دينية قوية وحتى الآن توجد ثلاث مومياوات أخرى تحمل وشوماً تم العثور عليهم في دير المدينة».

 

ويقول مدير المشروع الفرنسي في دير المدينة "سيدريك جوبيل" إنها ليست المرة الأولى يتم فيها العثور على وشوم، لكنها المرة الأولى التي يعثر على وشوم بطريقة منتظمة علي شكل رسومات موزعة بطريقة متساوية في الجزء العلوي من جسم امرأة، وقد عثر على هذه المومياء في المقبرة "TT290" وهي مقبرة تخص أحد عمال بدير المدينة ويدعى «اري نفر» الذي كان قد عاش في عهد الملك رمسيس الثاني.

 

يذكر أن مقابر «دير المدينة» المعنية بالعمال والحرفيين في عهد الدولة الحديثة شمال منطقة «وادي الملوك» ووفقاً لعالمة الانثروبولوجيا، فأن المومياء يغطيها ما يقرب من ٣٠ وشمًا، مما يجعلها المومياء الأكثر وشما حتى الآن ومن بين هذه الوشوم صورتان للآلهة «حتحور» علي شكل بقرة ترتدي التاج الحتحوري، وأيضا توجد وشوم لحيوانات مثل  الثعابين والقردة  وبعض الرموز الهيروغليفية ورموز دينية مثل عين حورس ومفتاح الحياة.

 

وأكمل «العراقي» حديثه: «العالم الفرنسي جوبيل، أشار إلى أن عدد المومياوات التي وصلت إلينا حتى الآن ما يقرب من ١٢ مومياء، من المفترض أن تكون هذه عينات فقط تشير إلى رمزية استخدام عادة الوشم في مصر القديمة، وأن وجود عدد هائل من اللوحات المحفورة علي جدران المعابد والتي توجد بها نساء مرسوم علي أجسادهن بعض الوشوم هو أبلغ تصديق على وجود هذه العادة الفرعونية في مصر القديمة بشكل واسع.

 

وتابع الباحث الأثري نقلًا عن «جوبيل»: «من المرجح أن الوشم عند القدماء المصريين كان مرتبط برمزية الآلهة لحمايتهم من الشرور حيث كان لكل آلة رمز عند القدماء المصريين مثل البقرة رمز للآلهة حتحور والآلة بس لحماية المرأة أثناء العمل وأثناء أيضاً وضع الجنين وعن قلة عدد المومياوات التي بها وشوم حيث يوجد بمصر ما يقرب من "٥٨" مومياء فقط ومعروض في متاحف العالم حوالي ٦٢٥٣»

وأختتم من المرجح أيضاً أن هناك العديد من هذه الوشوم علي هذه المومياوات لكن بفعل مواد التحنيط أزالت هذه الوشوم هنا يأتي دور التكنولوجيا الحديثة في علم الآثار للكشف علي هذه الوشوم إن وجدت.