حكاية بطل| والد «شهيد الواحات» النقيب أحمد شوشة: كان يخرج نصف راتبه صدقات

حافظ شوشة برفقه نجله الشهيد
حافظ شوشة برفقه نجله الشهيد

رجال قدموا حياتهم فداء لأمن الوطن بذلوا كل ما لديهم من اجل اقتلاع الإرهاب الأسود من جذوره لم يهابوا الموت وقفوا كالأسود مدافعين بجسارة عن صحراء مصر الغربية لم يتوان لحظة فى تقديم واجبة الوطنى وتلبية النداء محافظا على قسم التخرج من كلية الشرطة تجاه بلاده.

 

البطل نفذ العديد من العمليات الخاصة باتقان حتى نال شهادة الزملاء والرؤساء ولقب ب»أسد الصحراء» رغم صغر سنه شارك فى القبض على العديد من الارهابيين.. ورث الشجاعة عن والده وجده الذى كان بطل المقاومة فى مدينة السويس انه البطل الشهيد النقيب أحمد حافظ شوشة شهيد عملية الواحات الارهابية.

 

التقت «الأخبار » بوالد الشهيد البطل حافظ شوشة ابن محافظة السويس الذى استشهد فى حادثة الواحات يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر من العام الماضى والذى أكد والده أن الأيام تمر بصعوبة شديدة وانه لايحتمل فراق البطل .

 

بالاضافة ان دموعه لم ولن تجف حتى اثناء تأديه مناسك الحج هذا العام كل من يقترب اليه يجد كل مافى مخلته صور الشهيد تمر على ذاكرته كشريط الأخبار تتوقف تارة عندما تزلف دموعه بغزارة وتتوقف اخرى عندما يصل الى موقف تغسيل الشهيد قبل تشييع الجثمان الى مثواه الاخير وصورة الابتسامة العالقة على وجهه تجعل الصبر يتمالكه ويقول «كلنا فداء لمصر».

 

واوضح والد الشهيد انه ورث عن جده جينات المقاومة الشعبية وخاصة فى الدفاع عن الوطن باستماته فجده شارك فى الدفاع عن السويس ضد الإسرائيليين فحاربهم وانتصر وابنى حارب الإرهاب واستشهد وهذه هى العلاقة بين الشهيد أحمد وجده المبنية على الثقة والتقدير والفداء مؤكدا أنه زرع فى ابنه حلم الالتحاق بكلية الشرطة الذى لم استطيع انا تحقيقه.

 

وأشار والد الشهيد ان ادارة العلاقات الانسانية بوزارة الداخلية تقوم بدور بارز وجلى خاصة فى تخفيف الآلام والأحزان التى تلازم أبناء وأسر الشهداء وتوفر لهم الرعاية الاجتماعية والصحية وتساهم فى تلبية اهم مطالبهم خاصة فى حج بيت الله الحرام حسب توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية واللواء خالد فوزى مساعد الوزير للعلاقات والاعلام واللواء أشرف عزت وكيل الإدارة العامة للعلاقات الإنسانية وجميع العاملين فى الادارة.

 

واضاف حافظ شوشة والدموع تتساقط بغزارة على خديه ان الشهيد كان دائما مايقول «مصر حلوة يا بابا وجميلة وعشان تفضل جميلة لازم نضحى شوية» وانه عقب التخرج انضم لقطاع الأمن المركزى بالرغم انه كان مخيرا بين العمل فى أقسام الشرطة أو الانضمام للقطاع ورغم مشقة العمل فيه اختاره لتزداد خبراته سريعًا وانه كان يؤدى تدريبات شاقة لرفع كفاءته القتالية وتأهل للمشاركة فى فرقة «المهام» القتالية وهى تعد من أصعب الفرق فى الشرطة.

 

واوضح ان أحمد كان من أوائل الحاصلين على ما يسمى بفرقة (مهام) التى يتم التدريب فيها على ضرب النار والاشتباك بالأسلحة.
وتقديرًا لتفوقه القتالى تم ضمه لقطاع العمليات الخاصة ولكفاءته وقع اختيار قيادات العمليات الخاصة عليه ليكون أصغر ضابط مشاركا بمأمورية الواحات وانه عندما كان يشارك فى اى عملية «اضع روحى على كفى» وتذكر الوالد عبارة ما زال صداها تردد فى اذنه كان يعتبرها بمثابة رد وافى من نجله حين يعاتبه على إغلاق هاتفه بالأيام مؤكداً أنه لن يخذله ابدا وأن أسرة الشهيد تضم والده وشقيقتين إحداهما أصغر بمرحلة التعليم الجامعى والأخرى أكبر سنًا متزوجة بينما توفيت والدته قبل عام. 

 

وكان اللقاء الأخير الذى جمع بين الضابط الصغير ووالده قبل أسبوعين قضى فيها 14 يومًا حرص فيها أن يكون بجوار والده يلازمه فى محل تحف وكأنه يودعهم قبل الرحيل «سلمنى نص مرتبه كالعادة وقالى دى صدقات الشهر» وكان ذلك المبلغ آخر ما تسلمه الأب من الشهيد  .