حدود أيرلندا.. عقبة مستعصية في مسار محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

علما أيرلندا وبريطانيا
علما أيرلندا وبريطانيا

لم يعد يتبقى الكثير بشأن موعد انتهاء محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسيف الوقت بات مسلطًا على رقاب الحكومة البريطانية برئاسة تيريزا ماي، وهي تحاول تضميد مسار المحادثات لإنقاذ اتفاق بريكست من الانهيار الذي لم يعد خيارًا بعيدًا، فلم تشفع كثرة المحادثات في الخروج بنتائج ملموسة على أرض الواقع بشأن توافق بريطاني أوروبي يعبر بالاثنين مرحلة انفصال لندن عن تكتل بروكسل.

ما كان يحسب من قبل أنها فترةٌ زمنيةٌ مناسبةٌ للتفاوض على كل شيء بشأن العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد الانفصال المنتظر بينهما لم يعد كسابقه الآن، والوقت بات ينقص من عمر محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، دون التوصل بعد إلى اتفاقٍ جديٍ حول هوية انسحاب بريطانيا من التكتل الأوروبي.

خمسة أشهر أو أكثر من ذلك بقليلٍ باتت تفصلنا عن الموعد المحدد سلفًا قبل عامين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي طبقًا لاتفاقية بريكست وهو التاسع والعشرين من شهر مارس عام 2019.

مشكلة الحدود مع أيرلندا

وإلى الآن، لا تزال المشكلات المستعصية بين لندن وبروكسل عالقةً في مسار المحادثات، ومن أكثر القضايًا خطبًا وجللًا، أزمة الحدود بين أيرلندا وأيرلندا الشمالية، فالأولى دولةٌ تابعةٌ للاتحاد الأوروبي، أما الثانية فانفصلت عنها، وهي واحدة الدول الأربع المؤلفة لبريطانيا (إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية).

مشكلة الحدود البرية لأيرلندا مع بريطانيا تسببت في إفشال محادثات مكثفة جرت اليوم الأحد للتوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل قمة للاتحاد الأوروبي منتظر عقدها هذا الأسبوع، بالطبع ستكون بريطانيا وانفصالها عن التكتل الأوروبي على رأس أولويات محادثات تلك القمة.

وقبيل القمة الرسمية، اجتمع دومينيك راب، الوزير المكلف بملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والذي خلف ديفيد ديفز في الفترة الأخيرة، مع مفاوض الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه يوم الأحد، بيد أن العرض البريطاني بضمان استمرار الحدود بين أيرلندا الشمالية البريطانية وجمهورية أيرلندا بلا أي قيود عرقلت التوصل إلى اتفاق.

خطة ماي

وخطة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، هي بقاء بريطانيا وأيرلندا الشمالية في اتحاد التعريفة الجمركية "مؤقتًا" حتى يتم التوصل إلى حل دائم لقضية الحدود بين أيرلندا الشمالية وأيرلندا الجنوبية المستقلة.

وخطة ماي تلك لا تواجه انتقاداتٍ أوروبيةٍ فحسب، بل إنها تواجه معارضةً شديدةً في الداخل البريطاني، بما في ذلك أعضاء بارزين في حزبها المحافظين الذي تتزعمه، وعلى رأسهم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، وديفيد ديفز، وكلاهما استقال من الحكومة بسبب خطتها.

ديفيد ديفز بدوره اتهم حكومة بلاده في وقتٍ سابقٍ من يوم الأحد بقبول موقف الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالتعامل مع حدود أيرلندا الشمالية، قائلًا "إن هذا هو أحد أخطر القرارات التي اتخذتها الحكومة في التاريخ المعاصر، حان الوقت لأن يمارس وزراء الحكومة سلطتهم الجماعية".

والمفاوض الأوروبي ميشيل بارنييه أكد من خلال تغريدةٍ عبر "تويتر"، أن مسألة الحدود لا تزال مطروحةً للحوار ولم يتم حسمها بعد إلى جانب أمور أخرى.

الوقت بات يداهم بريطانيا والاتحاد الأوروبي، والرغبة الملحة في تجنب انسحاب لندن من التكتل الأوروبي دون التوصل لاتفاقٍ تواجهها رغبةٌ مضادةٌ في الخروج بأكبر قدرٍ من المكاسب بالنسبة لكل طرفٍ، وهو ما يصعب من مهمة المحادثات، علاوةً على الضغوط التي تواجهها ماي من الساسة البريطانيين أنفسهم.