خلال لقائه بالسفير الإيطالي..

رئيس «خارجية النواب»: الملف الليبي مسألة أمن قومي لمصر

النائب كريم درويش
النائب كريم درويش

عقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، اجتماعًا برئاسة النائب كريم درويش رئيس اللجنة، مع جيامباولو كانتيني سفير إيطاليا بالقاهرة، اليوم الأربعاء 10 أكتوبر، بحضور النائب صلاح عقيل وكيل اللجنة، والنائب طارق الخولي أمين سر اللجنة.

وأعرب النائب كريم درويش، في بداية اللقاء، عن سعادته لاستقبال السفير الإيطالي بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، خاصة وأن هذه الزيارة هي الأولى للجنة في دور الانعقاد العادي الرابع بتشكيلها الجديد، مؤكدًا أن مصر وإيطاليا لديهما علاقات تاريخية قوية تمتد جذورها لأزمنة بعيدة.

ومن جانبه، أعرب السفير الإيطالي جيامباولو كانتيني، عن تهنئته لأعضاء هيئة مكتب لجنة العلاقات الخارجية لانتخابهم لتولي مسئولية اللجنة خلال دور الانعقاد العادي الرابع، متمنيًا لهم النجاح والتوفيق في هذه المسئولية، كما عبر عن سعادته لاستضافته بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب.

وأشار السفير الإيطالي، إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين تاريخية، وأنه لا يمكن لأي شيء أن يعكر صفو هذه العلاقات، كما أكد أن هذه العلاقات شهدت تطوراً وتوطيداً كبيراً خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، متمثلةً في الكثير من الزيارات رفيعة المستوى من الجانب الإيطالي لمصر، من أجل تقديم المزيد من الدعم للعلاقات الثنائية بين البلدين، كان أبرزها زيارة لويجي دي مايو نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي خلال أغسطس الماضي.

ونوه السفير، بأن الساحة السياسية الإيطالية شهدت مؤخرًا تغيرات تمثلت في انتخاب برلمان إيطالي جديد، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة جوزيبي كونتي.

وأشار رئيس "خارجية النواب"، إلى أهمية التعاون بين البلدين في الكثير من الموضوعات، ومن أهمها أمن البحر المتوسط، وأن يكون هذا المعبر معبرًا للرخاء والتقدم وليس للإرهاب والهجرة غير الشرعية، كما يجب على البلدين التنسيق لمنع الهجرة غير الشرعية والتصدي للإرهاب، وأصدر البرلمان المصري قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية، منوهاً بأنه منذ أكثر من عام لم تسجل آية حالات للهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية.

وهنأ كريم درويش، السفير الإيطالي بالمقر الجديد للاتحاد من أجل المتوسط.

ومن جانبه، أعرب النائب طارق الخولي أمين سر اللجنة، عن تلقي المصريين خبرًا سعيدًا بالقبض على الإرهابي هشام عشماوي في ليبيا، والذي قام بتفجير القنصلية الإيطالية في القاهرة، وهذا يؤكد ضرورة دعم واستمرار التعاون بين البلدين.

ولفت الجانبان، إلى التقارب الثقافي التاريخي لشعبي البلدين، فهناك الكثير من المصريين ترجع جذورهم إلى أصول إيطالية، واقترح "درويش" التنسيق مع وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج نبيلة مكرم، من أجل إحياء الجذور بين شعبي البلدين، كما عبر عن رغبته بمشاركة عدد من الشباب الإيطالي في فعاليات منتدى شباب العالم والذي سيعقد في مدينة شرم الشيخ خلال نوفمبر القادم، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.

وتطرق اللقاء إلى الملف الليبي، حيث أكد "درويش"، أن الملف الليبي يعد مسألة أمن قومي لمصر، مشيرا إلى أن مصر ترتبط مع ليبيا بحدود تقدر بـ1200 كيلومتر، وأن حرس الحدود المصري يقوم بجهود كبيرة لحمايتها بالكامل، وتطرق الحديث إلى إمكانية الاستفادة من التقنيات الإيطالية الحديثة في مراقبة الحدود.

 وأكد السفير الإيطالي أهمية التنسيق بين البلدين في هذا الملف، لافتا إلى أن حل القضية الليبية يجب أن يأتي من داخل ليبيا ولا تفرضه حلول خارجية، حيث تم تجربة هذه الحلول فيما سبق وثبت فشلها، مشددًا على أن الحل السياسي السلمي يجب أن يتوافق عليه الأطراف الليبية.

وأشار جيامباولو كانتيني، إلى مشكلة المقاتلين الأجانب وتدخلاتهم في الشأن الليبي من بعض دول الجوار، لخلق حالة من النزاع المستمر وعدم الاستقرار في ليبيا.

وأشاد السفير الإيطالي بالإجراءات الاصلاحية التي تنتهجها مصر لتحقيق تعافيًا اقتصاديا، مشيرًا إلى أن اكتشاف حقل ظهر الهائل، والذي يعد الأكبر في البحر المتوسط، سيجعل مصر من الدول الرائدة في تصدير الغاز المسال حول العالم.

وتطرق اللقاء إلى أزمة اللاجئين، فأكد "درويش" أن مصر تستضيف عددًا كبيرًا من اللاجئين، يقدر عددهم بـ6 ملايين لاجئ، وتعمل الدولة على تيسير إقامتهم في مصر، دونما إقامة معسكرات لهم، فهم يتمتعون بكافة الخدمات الصحية والتعليمية، ويحصلون على الوظائف مثلهم مثل المصريين، مشيرا إلى أن مصر تفعل ذلك من واقع إحساسها بالمسئولية تجاه شعوب المنطقة ولا تنتظر مصر من الغرب تقديم إعانات أو مساعدات، بل تعاون في توجيه الاستثمارات المباشرة إلى مصر، وذلك لتوفير فرص عمل لأبناء مصر وزيادة معدل النمو الاقتصادي، مؤكدًا أهمية العمل على عودة السياحة الإيطالية إلى مصر، بما يساهم في تحسين الاقتصاد المصري.

ووجه السفير الإيطالي، في نهاية اللقاء الشكر للجنة العلاقات الخارجية، معربًا عن أمله في مزيد من التعاون بين البلدين في كافة المجالات.