مضيق هرمز.. سلاح إيراني لشل العالم نفطيًا.. والرادع أمريكي

دونالد ترامب وحسن روحاني
دونالد ترامب وحسن روحاني

في أكثر من مناسبة، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز في وجه صادرات النفط، لتمنع تصديره من دول الخليج العربي إلى بلدان العالم، وكان آخر تلك المرات في يوليو الماضي، وجاءت التهديدات وقتها من قبل الرئيس الإيراني حسن روحاني، بعد أن حظرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صادرات النفط الإيرانية.

 

وتواترت أنباء في هذه الأيام عن نية إيران إنفاذ تهديداتها بشأن مضيق هرمز، ولم تقف واشنطن مكتوفة الأيدي تجاه تلك الأنباء، فصرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن بلاده لن تسمح لإيران بإغلاق مضيق هرمز.

 

ولم يستبعد روحاني في حديثٍ لقناة "أن بي سي" الأمريكية، أثناء تواجده في نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ألقى خلالها كلمة بلاده أمس، لجوء طهران إلى خيار إغلاق مضيق هرمز حال واصلت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران.

 

وعلى أرض الواقع، وبعيدًا عن التصريحات التي قد تكون جزءًا من الحرب النفسية، قال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس اليوم الأربعاء 26 سبتمبر إنه لم ير مؤشرات على أن إيران تنوي إغلاق مضيق هرمز، سواء تحركاتٍ لسفنٍ أو بطاريات صواريخ.

 

 

 

أهمية المضيق

وتكمن أهمية المضيق في أنه بمثابة القنطرة التي يمر من خلالها النفط الخليجي إلى البلدان الأوروبية والعالم، وتقول إيران إنها إذا لم تتمكن من بيع نفطها بفعل الضغط الأمريكي فعندئذ لن يكون متاحًا لأي دولة في المنطقة أن تفعل ذلك.

 

ويمر نحو 40% من إجمالي النفط العالمي عبر هذا المضيق، وتصدر السعودية نحو 88% من نفطها الخام عبره، في حين تصدر العراق 98% من نفطها عبر مضيق هرمز، وكذلك 99% من إجمالي نفط الإمارات، بينما تصدر كلٌ من قطر والكويت كل نفطهما اللذين تنتجاه  عبر المضيق.

 

وحال أغلقت إيران مضيق هرمز، فإن اليابان ستكون أكثر بلدان العالم تضررًا من القرار، باعتبارها أكبر مستورد للنفط عبر هذا المضيق.

 

بسط إيران سيطرتها عليه

وتاريخيًا، تبسط إيران سيطرتها على المضيق منذ عام 1632، حينما استطاعت القوات البريطانية والفارسية المشتركة السيطرة على جزيرة هرمز، التي تطل على المضيق، وطرد البرتغاليين منها الذين احتلوا عام 1515.

 

وكانت جزيرة هرمز قبل احتلالها من البرتغاليين مملكة ذاتية تخضع لحكم أسرةٍ عربيةٍ من عمان، وتحد عمان مضيق هرمز من الجنوب، في حين تحد إيران المضيق من الشمال.

 

ويوجد عند مدخل المضيق خمس جزر، هي قسم ولاراك، الإيرانيتين، وطنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، التي تحتلها إيران من دولة الإمارات.

 

فهل تنفذ إيران تهديدها بإغلاق المضيق في وجه حاملات النفط، وهي الآن في قمة عدائها مع أمريكا، والذي تجلى في خطابي زعيمي البلدين في الأمم المتحدة، إنها ستعمل حسابًا لرد الفعل الأمريكي الذي لا يمكن استيعاب شكله في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما في ذلك الخيار العسكري؟