«جرائم الرحم».. صلة تذبحها سكين «الخوف والشك والمال»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«صلة الرحم» لا تزال تحيطها هالة من حرمة الدين والعرف والمجتمع أن تنتهكها الدماء بالغضب أو الشر أو الحقد، لكن في الفترة الأخير تعاقبت عدة جرائم كان الجناة والضحايا تربط بينهم «لحمة الرحم» باختلاف درجاتها بين «أب يقتل ابنه وعاق يتخلص والده، وأخ يذبح شقيقه... «بوابة أخبار اليوم» رصدت عددا من تلك الجرائم واستطلعت آراء الخبراء حول الظاهرة.

 

تخلص من أسرته بمذبحة

أثارت «مذبحة مدينة الرحاب»، يونيو الماضي، الرأي العام لبشعة الجرينة، حيث أقدم رجل أعمال على الانتحار بقتل نفسه مستخدما سلاحا ناريا غير مرخص، بعد أن تخلص من زوجته وأولاده الثلاثة بنفس السلاح، لمروره بضائقة مالية.

 

«الرملة».. منزل الأموات

من الرحاب إلى «قرية الرملة» بمدينة بنها في محافظة القليوبية، حيث عثر على 5 جثث من أسرة واحدة داخل شقتهم بشارع المعهد الديني، وتبين من المعاينة الأولية أن الجثث للأب وأبنائه الأربعة «أكبرهم يوسف طالب 16 سنة بالصف الثالث الإعدادي، وعمرو 12 سنة، وسماح  8 سنوات، وسما ثلاث سنوات»، وتم نقل الجثث الـ5 لمشرحة مستشفى بنها العام.

 

سكين الذبح حركها الشك

 جريمة أشعلت مدينة الشروق، بمقتل «منال ن. إ»، 27 سنه، وأطفالها الأربعة داخل الشقة سكنهم بمنطقة المساكن الاقتصادية، والعثور على جثثهم مفصولى الرأس وبجوارهم سكين، وبعد التحقيقات تبين أن الأب هو القاتل بعد شكه في نسب أولاده.   

 

خبير نفسي: البعد عن الدين أهم الأسباب

 

يقول الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، «إن أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه الجرائم هي البعد عن الدين، وانتشار العادات السيئة، حيث إن الإعلام عليه دور كبير جدا في تلك الجرائم الذي يصور مصر دائما على أنها عبارة عن عشوائيات.

 

أستاذ الطب النفسي اعتبر أن الإعلام والفن عليهما دور كبير من خلال البرامج التليفزيونية والأفلام  والمسلسلات التي يكون لها العامل الأكبر في تقويم تلك السلوكيات، لافتا إلى ضرورة وجود رقابه شديدة تمنع بث الأفلام والمسلسلات التي تحث على الجريمة.

 

خبير علم اجتماع يحذر من الإحباط

الدكتور صلاح هشام، خبير علم الاجتماع، وصف تلك الجرائم بأنها حوادث فردية لكنها تقارب وقوعها في الوقت يصورها على أنها أصبحت ظاهرة، مشيرا إلى أن تلك الجرائم تختلف أهدافها ودوافعها من واقعة لأخرى، منها من يقتل أبناءه خوفا من الحياة والمسؤولية، وآخر يقتلهم خوفا من العار أو بسبب أزمة اجتماعية.

 

خبير علم الاجتماع نصح بضروره وجود برامج للدعم النفسي بالمدارس والمساجد والقنوات المختلفة، قائلا: «إذا أصيب المجتمع بالإحباط والفقر فسوف تنتشر الجريمة وتتنوع أشكالها».