أمريكا والصين .. محادثات «على المحك» ترسم ملامح الحرب التجارية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

من المحتمل أن يجلس المسؤولون في كلٍ من الولايات المتحدة والصين على طاولةٍ واحدةٍ في وقتٍ لاحقٍ من هذا الشهر، لإجراء محادثاتٍ تجاريةٍ، في وقتٍ تتخذ واشنطن حزمة إجراءاتٍ اقتصاديةٍ تشكل غضبًا لبكين، ويرفضها أيضًا حلفاء الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي وكندا.

ولرأب الصدع بين البلدين، وللحيلولة دون انزلاقهما إلى حربٍ تجاريةٍ ستؤثر بالسلب على الاقتصاد العالمي ككل، باعتبار أن البلدين قوتان عظمتان في العالم خاصةً في مجالات الاقتصاد، اقترح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين اقترح بدء محادثات تجارية جديدة مع حلول 20 سبتمبر الجاري.

ورغم اقتراح الولايات المتحدة إجراء مباحثات هذا الشهر مع الصين، فإنها في الاتجاه المعاكس مضت قدمًا في خططها لفرض رسوم جمركية إضافية على منتجات صينية تبلغ قيمتها نحو 200 مليار دولار.

احتمالية عدم المشاركة الصينية

الأمر الذي أغضب بكين، ودفعها للحديث عن إمكانية رفضها المشاركة في المباحثات التجارية المزمع عقدها هذا الشهر مع واشنطن، وذلك حسبما صرح مسؤولون صينيون لصحيفة "وول ستريت جورنال" الاقتصادية في الولايات المتحدة.

ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولٍ صينيٍ كبير، لم تسمه، القول إن بلاده لن تتفاوض مع الولايات المتحدة، والبندقية موجهة إلى رأسها، حسب وصفه، في إشارةٍ منه للرسوم الإضافية التي تنوي الإدارة الأمريكية إنزالها على منتجات بلاده التي تصدرها لأمريكا.

وتقول الصحيفة الأمريكية إن الصين شرعت في مناقشة خطط الحضور، لكنها بدأت تعيد التفكير في المشاركة بسبب احتمال الإعلان عن رسوم جديدة هذا الأسبوع.

وفرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركيةً على واردات الألومونيوم والصلب، وشملت الرسوم دول الاتحاد الأوروبي وكندا، كما ضاعف ترامب الرسوم على تركيا، جراء أزمة القس الأمريكي آندرو برانسون المحتجز في تركيا منذ قرابة العامين بتهم الإرهاب.

(للمزيد من التفاصيل حول أزمة القس برانسون طالع التقرير الآتي: في أزمة القس الأمريكي .. تركيا متأرجحة بين «العناد» و«التفاوض»)

ونالت الصين النصيب الأكبر من تلك الرسوم، والتي رأت فيها إشعالًا للحرب التجارية من قبل الولايات المتحدة تجاهها.

وتلك الحرب التجارية يقول عنها الرئيس الصيني شي جين بينج إنه لا فائز فيها، موجهًا حديثه من قبل للولايات المتحدة، في حين يجزم الرئيس الأمريكي ترامب أن بلاده ستنتصر في هذه الحرب.

وقد باتت اليوم المحادثات التي من المفترض أن تتم خلال أيام على المحك، وفرصة عدم تمامها مطروحةٌ بقوة، في ظل الإصرار الأمريكي على عدم العدول عن الإجراءات الاقتصادية، التي قد تعتبرها بكين بمثابة إجراءاتٍ عقابيةٍ، وليست مجرد رسومٍ جمركيةٍ.