في أزمة القس الأمريكي .. تركيا متأرجحة بين «العناد» و«التفاوض»

دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان
دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان

تصاعدت حدة التصريحات أمس الأول الجمعة من قبل الولايات المتحدة تجاه تركيا، وبالتحديد من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أزمة القس الأمريكي أندرو برونسون، الذي يقبع في السجون التركية منذ ديسمبر عام 2016.

وهدد ترامب بإنزال العقوبات على بلاد الأناضول، حال استمرار احتجاز القس، وكتب ترامب على "تويتر"، "إن برونسون رجل بريء ويجب إطلاق سراحه فورًا".

الرد التركي لم يتأخر كثيرًا، فقد أعقب تهديدات ترامب لأنقرة ردٌ من قبل وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، والذي قال خلالها إن بلاده لن تتسامح مع التهديدات الأمريكية.

تفاوض ثم عدم تراجع

بيد أن تشاويش أوغلو أجرى اتصالًا هاتفيًا اليوم مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتفقا خلاله على مواصلة النقاش لحل هذه القضية.

وما هي إلا ساعاتٌ قليلةٌ بعد ذلك، حتى خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليصرح بأن أنقرة لن تغير موقفها بشأن احتجاز القس الأمريكي أندرو برونسون، رغم التهديد بفرض عقوبات أمريكية عليها.

وقال أردوغان، "في رأيي هذه حرب نفسية ولن نتراجع مع العقوبات، ونحن لم نساوم في قضية برونسون"، مضيفًا أنه ينبغي على الولايات المتحدة، ألا تنسى، أنها قد تفقد حليفًا وثيقًا –يقصد بلاده العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى جانب الولايات المتحدة-.

وتتهم السلطات التركية برونسون بالتواطؤ مع شبكة الداعية فتح الله جولن، ودعم حزب الله الكردستاني، المصنف على قوائم الإرهاب في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين ينفي برونسون جل هذه الاتهامات.

ورغم أنه صرح اليوم بأنه لا يريد أن يساوم في قضية برونسون، إلا أن موقفًا سابقًا للرئيس التركي يظهر عكس ذلك، أردوغان يريد أن يجعل من برونسون ورقة مساومة يستخدمها لجلب الداعية الديني فتح الله جولن إلى قبضته، وقد أعلن هذا صراحةً في إحدى مؤتمرات حزب العدالة والتنمية في أكتوبر من العام الماضي.

ويقيم جولن، المتهم الأول بتدبير الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا في يوليو عام 2016، في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وقد رفضت واشنطن تسليمه لأنقرة، في وقتٍ ينفي فيه جولن الضلوع وراء الانقلاب العسكري.