أبطال «الخراب العربي»| أدوار مشبوهة لـ«الإخوان» في تدمير ليبيا وسوريا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لم يقتصر دورجماعة «الإخوان» على محاولة تخريب الداخل المصري، بل امتد تأثيرهم المدمر إلى العديد من المجتمعات العربية الأخرى، وقد وصل هذا الدور ذروته فى احداث ما عرف بثورات «الربيع العربي» التى تحولت على يد الإخوان وجماعات التأسلم السياسى إلى «خريف وخراب عربي.

«تنظيم الإخوان تسبب فى دمار عدة بلدان عربية كانت أقوى وأغنى من موريتانيا لا فرق ولا حدود بين ما تسمى أحزاب الإسلام السياسى والتنظيمات الإرهابية المسلحة» تصريح خرج قبل أسبوعين عن الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز ملخصا تأثير جماعة الإخوان المسلمين فى تخريب دول المنطقة على مدار تاريخها الممتد لأكثر من 90 عاما.

تدمير ليبيا

الدور الإخوانى فى تدمير ليبيا وتحويل مسار ثورة 17 فبراير لا تزال فصوله مستمرة حتى الآن على وقع الفوضى والانقسام فى السلطة الذى كان آخر تداعياته مقتل 61 فى اشتباكات بين ميليشيات مسلحة فى العاصمة طرابلس، ويمكن معرفته عبر شهادات الأطراف التى عايشت تلك الفترة الحرجة من عمر ليبيا، ففى ديسمبر 2016 قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالى السابق لإحدى القنوات الفضائية المهتمة بالشأن الليبى إن الإخوان المسلمين فى ليبيا التحقوا بالثورة متأخرين بعد ثلاثة أشهر من انطلاقها وتحديدا فى أبريل 2011، وكان لهم دور كبير ومميز فيها، لكنهم غير صادقين، لأن مصلحة الجماعة عندهم مقدمة على مصلحة الوطن، لذلك عرفهم الليبيون ولن يكون لهم وجود ولن يعودوا للمشهد السياسي. بعد سقوط نظام القذافي، لعب الإخوان دورا كبيرا فى تفتيت المؤسسة العسكرية ودعم الميليشيات المسلحة، حيث ارتبط حزب الإخوان فى ليبيا «العدالة والبناء» بما يعرف بلواء الدروع، وهو لواء عسكرى قوى جدا يضم فى صفوفه عددا كبيرا من المقاتلين الليبيين، وينتشر فى عدد مهم من المدن،وحتى الآن يعارض الإخوان أى دور للجيش الوطنى بقيادة المشير خليفة حفتر، أو أى دور لمصر فى لعب دور الوسيط لحل الخلافات بين الليبيين..وعلى الصعيد السياسي، ساهمت الجماعة فى حالة عدم الإستقرار السياسى المستمرة منذ عام 2014 عند تشكيل حكومة برئاسة عمر الحاسى عبر قرارات من المؤتمر الوطنى الليبى المنتهية ولايته، فى مواجهة الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وهى حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثنى والبرلمان الليبى المنتخب برئاسة المستشار عقيلة صالح.

كما انتهجت عناصر الإخوان سياسة الاغتيالات للتخلص من خصومهم، حيث رصد تقرير لموقع «العين» الإخبارى الإماراتى، ان الاغتيالات الإخوانية عام 2013 طالت أكثر من 120 شخصا، غالبيتهم قيادات أمنية وعسكرية، وحصدت الأخرى شخصيات مدنية بين سياسية وإعلامية وأئمة وخطباء.

كانت سوريا من أوائل الدول التى انتقل إليها الفكر الإخوانى منذ عام 1936 عبر مصطفى السباعى تلميذ مؤسس الجماعة حسن البنا، وفى نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات من القرن الماضى نفذ الإخوان العديد من عمليات الإغتيال لعدد من الضباط والسياسيين والشخصيات العامة، وما بين عامى 1979 و1981 قتل إرهابيو الإخوان المسلمون ما مجموعه ثلاثمائة شخص أغلبهم أعضاء حكومة وحزبيين ومهنيين، حتى نجحت الدولة فى هزيمة التنظيم العسكرى للإخوان.

وبعد قيام الثورة فى 15 مارس 2011 اتخذت الجماعة موقفا حذرا حيث لم تطالب فى البداية باسقاط النظام، ومع احتدام الموقف كان الإخوان أولى التنظيمات التى شَكَّلَت ميليشيات مسلحة فى سوريا، ومع بداية عام 2013 جمع الإخوان الميليشيات المسلحة الصغيرة تحت مظلة واحدة وهى «هيئة دروع الثورة»، وبعد ذلك تشكلت «هيئة حماية المدنيين»، وشكلت من خلال تلك اللجنة منصة لتوجيه الثوار للعنف، وذلك بدعم مالى ولوجيستى من قطر وتركيا الرعاة الأساسيين للفكر الإخواني، ولا زالت سوريا تعانى من التمزق والتخريب على وقع العنف الذى يمارسه أتباع الإخوان ولا حل فى الأفق حتى الآن.

أكبر إدانة دولية

ادانة الإخوان بالعنف  لم تقتصر على الدول العربية حيث وجهت الحكومة البريطانية فى ديسمبر 2015 أكبر إدانة دولية لأفكار ونشاط جماعة الإخوان المسلمين بعدما كشفت عن نتائج التقرير الذى اعدته حول نشاط جماعة الإخوان المسلمين على الأراضى البريطانية، وحمل التقرير ادانة لبعض أفكار الجماعة بالارتباط بالتطرف والإرهاب، وتأكيدا على ان عقيدة الجماعة منافية للأمن القومى البريطاني، كما أشار إلى أن الانتماء للإخوان مؤشر محتمل على تبنى سياسة العنف والإرهاب.

وأكد رئيس الوزراء البريطانى السابق ديفيد كاميرون عند عرض التقرير أمام البرلمان أن العقيدة الأساسية للإخوان تدعو إلى التطهير الأخلاقى للأفراد والمجتمعات الإسلامية وتوحيدها سياسيا فى النهاية لتكوين خلافة تطبق الشريعة الإسلامية، كما تصف الجماعة حتى الآن المجتمعات الغربية والمسلمين المتحررين بانهم منحلون وغير أخلاقيين، ويعتبرون ذلك بداية لمشروعهم السياسي، مشيرا إلى وجود علاقة غامضة بين بعض أقسام الإخوان المسلمين والتطرف العنيف، وكانت تلك الأفكار والإطار التنظيمى للجماعة منطلق لبعض الأفراد والجماعات التى مارست العنف والإرهاب، حيث صرح الإخوان بمعارضتهم لنشاط تنظيم القاعدة إلا انهم لم يدينوا بشكل واضح استغلال الجماعات الإرهابية لكتابات سيد قطب كمرجعية لهم.

وكشف التقرير البريطانى عن ترويج الاخوان لقيم متشددة تجاه المساواة وحرية الدين والمعتقد، وبالتالى فان الاستنتاجات التى خرج بها التقرير يعتبر العضوية فى الاخوان أو الارتباط بهم أو التأثر بهم مؤشر محتمل على التطرف.