«الحقائق الزائفة».. ادعاء «أمريكا ترامب» تجاه الحقوق الفلسطينيا

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

فاجأ جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، الأوساط السياسية في الولايات المتحدة، بالتصريح بأن الإجراءات العقابية التي تتخذها الإدارة الأمريكية ضد الفلسطينيين، لن تضر من عملية السلام، بل على العكس، فهو يرى أن تلك الإجراءات ستزيد من فرص تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأغلقت الولايات المتحدة مؤخرًا مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وهي التي تعتبر بمثابة الممثل الشرعي للفلسطينيين على الصعيد الدولي، وأتى هذا الإجراء بعد أيامٍ قليلةٍ من وقف إدارة ترامب منح وكالة الإغاثة الفلسطينيين المتخصصة بشئون اللاجئين "الأونروا" المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة بشكلٍ متواصلٍ سنويًا، وتقدر بـ 350 مليون دولار.

وعلى ضوء ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن الرئيس الأمريكي ترامب يتعدى على القانون الدولي، وأكدت السلطة الأمريكية في أكثر من مناسبة أن الولايات المتحدة لم تعد شريكة في مباحثات السلام منذ أن اعترفت بالقدس عاصمةً لإسرائيل في ديسمبر الماضي.

موقف السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس الرافض للعب واشنطن أي دورٍ كوسيطٍ في مباحثات السلام مع الجانب الإسرائيلي، أغضب ترامب، وجعلته يوجه سهام عقوباته تجاه الفلسطينيين.

 

حقائق أمريكية زائفة

وبالعودة لما صرح به كوشنر اليوم لصحيفة "نيويورك تايمز"، فقد ذكر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، أن ترامب زاد من فرص تحقيق السلام، حسب قوله، بإزالة ما وصفه بـ"الحقائق الزائفة" المحيطة بعملية السلام في الشرق الأوسط، على حد زعمه.

ويقول كوشنر: "كان هناك الكثير من "الحقائق الزائفة" التي تم ابتكارها ويعبدها الناس، ولا بد من تغييرها، كل ما نفعله هو التعامل مع الوقائع كما نراها دون أن نخاف من الشيء الصحيح، أعتقد أنه نتيجة لذلك تتوفر لديك فرصة أكبر بكثير لتحقيق سلام حقيقي".

ومنذ أن اعترف ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وهو يرى في إجراءاته إعادة لترتيب وضعٍ مخلٍ لم يكن على شكله الصحيح، حسبما ترى إدارة ترامب في البيت الأبيض.

ترامب بنفسه تفاخر بمسألة اعترافه بالقدس عاصمةً لإسرائيل، واعتبر نفسه قد أنفذ وعوده، منحيًا باللائمة على الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه في عدم الإقدام على الخطوة التي أقرها الكونجرس الأمريكي عام 1995، وذلك بعد أن عكف كل من سلف ترامب في سدة الحكم في البيت الأبيض على تأجيل نقل السفارة بشكلٍ متواصلٍ كل ستة أشهر، مستغلًا فقرة في مشروع القانون الأمريكي الذي خرج به الكونجرس عام 1995، تتيح للرؤساء تأجيل الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل كل ستة أشهر.

وحينما اعترف ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل، خرجت سفيرة واشنطن لدى مجلس الأمن، نيكي هايلي، لتقول، "جميع من في أمريكا كانوا يظنون أن الدنيا ستقوم ولن تقعد حال الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، لكننا فعلنا ذلك، ولم يحدث شيء كما كان يتوهم البعض".

ومن هنا بدأت إدارة ترامب في خطواتها، التي تعتبرها تطوي صفحة حقائق زائفة حول حقوق الشعب الفلسطيني، حسب اعتقادها، كوعد بلفور قبل أكثر من مائة عام، منح من خلاله ما لا يملك لمن لا يستحقه، وبلاده وقتها كانت تتوهم أنها تفعل الصواب.