«ماريا بوتينا» .. حسناء روسية خلف القضبان الأمريكية

ماريا بوتنيا
ماريا بوتنيا

كان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، في قمةٍ مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي في منتصف يوليو الماضي، حينما ألقت السلطات الأمريكية القبض على طالبةٍ روسيةٍ تُدعى ماريا بوتنيا، وإيداعها السجون الأمريكية، لتبقى رهن الاحتجاز إلى الآن.

 

"ماريا بوتنيا" كانت تدرس في الجامعة الأمريكية بنيويورك، وكانت للتو قد تخرجت في يوليو الماضي، وما لبثت أن وجدت نفسها خلف القضبان، بتهمة التجسس لصالح الحكومة الروسية، وممارسة أنشطة عميل أجنبي دون أن تسجل نفسها كذلك لدى وزارة العدل الأمريكية، وإن ثُبت إدانتها بالتجسس لصالح موسكو، فإنها ستأخذ حكمًا بالسجن لعدة سنوات.

 

وتنفي بوتينا، صاحبة التسعة وعشرين عامًا، ما نُسب إليها من اتهاماتٍ، وقد طالب محاميها، روبرت دريسكول، أمس الاثنين بالإفراج عنها، إلا أن القاضية الفيدرالية تانيا تشوتكان رفضت الأمر، ظنًّا منها أن بوتنيا ستُوضع في سيارةٍ تحمل شارةٍ دبلوماسيةٍ روسيةٍ، وستذهب إلى المطار لتستقل طائرةً متجهةً إلى موسكو.

 

مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية السابقة تمثل هاجسًا كبيرًا للسلطات الأمريكية خاصةً الأمنية منها، وفي وقتٍ يعمل ترامب في منحنى يهدف لتحسين العلاقات مع موسكو، تعمل أجهزة الأمن هناك وأجهزة التحقيق الفيدرالية في منحنى معاكس يجزم بتورط موسكو ويدفع بالعلاقات معها إلى مستوى متدنٍ يصل إلى ما كان عليه في النصف الثاني من القرن الماضي، إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

 

موقف روسي

من جانبها، أعلنت السفارة الروسية في واشنطن، اليوم الثلاثاء، أنها ستواصل مطالبة الولايات المتحدة بالإفراج عن المواطنة الروسية المحتجزة لديها ماريا بوتينا، والمتهمة بالعمل لصالح روسيا دون تسجيل نفسها كعميلٍ أجنبيٍ.

 

وأبدت السفارة الروسية استياءها من الطريقة التي تعاملت بها محكمة عليا في الولايات المتحدة، من حيث رفضها وضع بوتنيا تحت الإقامة الجبرية بدلًا من السجن الاحتياطي، محذرةً من أنها سترفع مذكرة احتجاج أخرى لدى وزارة الخارجية الأمريكية إن تكرر الأمر الذي تجد فيه تعنتًا من قبل النيابة الأمريكية.


من طالبة جامعية تطلب العلم إلى سجينة مغيبة وراء الأسوار الموصدة، هكذا تحولت حياة الشابة الروسية العشرينية، وهي في انتظار أن يُطلق سراحها في وقتٍ بلادها تعيش حالةً من الرتابة في العلاقات السياسية مع البلد التي تقبع في سجونها.