أسواق الجملة تفضـح تجــار التجزئـــة

أسواق الجملة تفضـح تجــار التجزئـــة
أسواق الجملة تفضـح تجــار التجزئـــة

«العبور» و «أكتوبر» أرخص بنسبة ٥٠٪.. والزيادة غير واقعية


الباعة: حركة البيع والشراء ضعيفة.. والفاكهة «للفرجة فقط»


الموز بـ5 جنيهات «جملة» و١٢ عند بائع التجزئة.. والطماطم بـ٣ وفى الأسواق بـ ٦ جنيهات


«من المزارع للمستهلك» مبادرة ترفع شعار «الوسطاء يمتنعون»

 

الارتفاع الجنونى فى أسعار الفاكهة والخضراوات خلال الأيام الماضية دفع كثيرا من المواطنين إلى الذهاب لأسواق الجملة لشراء جميع ما يحتاجونه بسعر رخيص يصل إلى 50% مقارنة بأسعار بائعى التجزئة فى بعض الأنواع.

 

وخلال جولة «الأخبار» على سوقى العبور و6اكتوبر لبيع الفاكهة والخضراوات وجدنا فارقا كبيرا فى قائمة الأسعار يتراوح ما بين 50:30% فى جميع السلع المختلفة اذا تم مقارنتها بأسواق التجزئة كإمبابة وروض الفرج وتصل أكثر من ٥٠٪ بالمهندسين بسبب جشع التجار فى المقام الأول وحرصهم على تحقيق أكبر مكاسب ممكنة حتى لو كانت على حساب «المواطن الغلبان» .

 

منذ فترة أعلنت وزارة الزراعة عن مبادرة تهدف إلى السيطرة على أسعار الخضراوات والفاكهة أطلق عليها «من المزارع إلى المستهلك»، واستهدفت المبادرة الحد من سلسلة الوسطاء، والقضاء على جشع التجار، وتضمن وصول الحاصلات الزراعية مباشرة من الحقل إلى المستهلك.


وأشارت الوزارة إلى أن تلك المنظومة من شأنها ضمان حصول المزارع على سعر عادل ومجزٍ نظير محصوله، فضلاً عن وصول الخضر والفاكهة للمستهلكين طازجة، وبأسعار مخفضة، وذلك بعد الحد من سلسلة الوسطاء، مما سيكون له دور كبير فى ضبط الأسعار وتخفيف العبء عن كاهل المُزارع والمستهلك فى آن واحد، وتم تكليف قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة بالتنسيق مع الإدارة المركزية للبساتين، لتنفيذ خطة تسويقية عاجلة، من خلال إنشاء مراكز لتجميع وتسويق الحاصلات الزراعية من الخضر والفاكهة، بمديريات الزراعة فى المحافظات، وطرحها للمستهلكين مباشرة ولحساب المزارعين وتحت إشرافهم.

 

ومن بين المحاصيل المزمع إدخالها إلى هذه المنظومة البطاطس، الثوم، الخرشوف، البطاطا، القلقاس، الطماطم، الفلفل، الباذنجان، الفاصوليا، البسلة، السبانخ، اللوبيا، الخيار، البطيخ، الكرنب، القرنبيط، الجزر، الملوخية، الكرات، الكرفس، الكسبرة، البقدونس، الشبت، البروكلى، الخس، الكابوتشا، والكوسة.


وزارة الزراعة أكدت أن المنظومة بدأت فى محافظة الشرقية والإسماعيلية، وتبدأ حاليا فى الإسكندرية والدقهلية.. ولكن حتى الآن لا أحد يعلم إلى أين وصلت هذه المبادرة، وأين تباع هذه السلع؟ وما هى أسعارها؟ وهل هذه المبادرة إذا نفذت كافية لضبط الأسواق؟.


كما أن هناك بعض أنواع الفاكهة موسمها قارب على الانتهاء الأمر الذى أدى إلى قلة المعروض.. وبالرغم من قلة الأسعار إلا أن الإقبال على الشراء متوسط من سوق الجملة وأقل من العام الماضى.. حيث سجل سعر كيلو الموز ٥ جنيهات جملة مقارنة ب١٢ جنيها عند بائع التجزئة أما المانجو العويس سجلت ٢٠ جنيها مقارنة بـ٣٥ جنيها والجوافة ٧ جنيهات مقارنة ب١٢ جنيها كما سجلت الطماطم ٣جنيهات مقارنة بـ٥ جنيهات والبطاطس بـ٥ جنيهات مقارنة بـ١٠ جنيهات.


الشراء بالجملة


توافد المواطنون خلال الأيام الماضية على محلات سوق العبور بشكل ملحوظ لشراء الفاكهة والخضراوات المختلفة «جملة» حيث يشترك أغلب المواطنين فى تأجير سيارة لشراء ما يحتاجونه من أجل توفير النفقات وعدم الاستجابة لأسعار التجار المبالغ فيها.. يقول مينا رسمى بائع فاكهة إن تجار التجزئة يستغلون حاجة المواطنين ويرفعون الأسعار بشكل جنونى لتحقيق هامش ربح كبير موضحا أن تكلفة النقل والتوزيع لا تصل إلى زيادة قدرها ١٥ جنيها فرق سعر فى كيلو المانجو العويس بل يجب ألا تتخطى ٧جنيهات شاملة مكسب البائع.

 

وأضاف أن سعر العنب يتراوح ما بين ٨:٦ جنيهات والجوافة ٩:٨ جنيهات وبلح الزغلول ٤:٣.٥ جنيهات والرمان ٦:٥ جنيهات والموز 9:5 جنيهات والمانجو ٢٠:١٢جنيها والتين ١١:٩ والكمثرى ١٤:١٢ جنيها مقارنة بزيادة تصل إلى ٥٠٪ عند تاجر التجزئة الذى يستغل حاجة المواطنين ويرفع الاسعار بطريقة جنونية دون وجود رقابة. 

 

وأوضح أن العوامل الجوية لها تأثير بالغ فى إفساد كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة مما إدى إلى قلة المعروض أمام الزبون وبالتالى يزداد سعر الصالح منها وكذلك قلة إنتاجية الفدان والأشجار وارتفاع تكاليف السماد والنقل.. «وفرت ٦٠٠ جنيه لما اشتريت من العبور».. بهذه الكلمات بدأ محمد عبدالغنى موظف كلماته عندما انتهى من شراء الفاكهة والخضراوات بسعر الجملة موضحا أن أسعار تجار التجزئة «نار.. ومنقدرش عليها» لذلك يلجأ دائما إلى سوق العبور.

 

وأضاف أنه يشترك مع بعض أصدقائه بمدينة نصر فى عملية الشراء ودفع أجرة السيارة معا لشراء كميات كبيرة يقومون بتخزينها لتوفير النفقات عليهم.. مبينا أنه اشترى المانجو العويس ب٢٠ جنيها فى حين تسجل عند بائع التجزئة ٣٥ جنيها والتين ب٩ جنيهات مقابل ١٨ جنيها بالخارج.. أما زينب حنفى نصحت جميع المواطنين بالاشتراك والذهاب إلى سوق العبور لشراء جميع مستلزماتهم من فاكهة وخضار بأسعار قليلة جدا مقارنة بالخارج.


سيطرت حالة من الركود التام داخل سوق الخضراوات والفاكهة «الجملة بأكتوبر».. وأرجع معظم التجار السبب إلى الارتفاع الجنونى الذى طال الخضراوات والفاكهة على حد سواء وذلك نتيجة ارتفاع سعر تكلفة زراعة الأرض بالنسبة للفلاح من حيث المعدات والأسمدة مما أدى إلى تقليل إنتاجية الفدان سواء من الخضار أو الفاكهة.


ورصدت الأخبار بالصورة والكلمة معاناة تجار سوق الجملة بأكتوبر نتيجة الركود فى حركة البيع والشراء.. فمعاناة التجار لم تختلف كثيرا عن معاناة المواطن الذى بات يشكو الغلاء فى جميع السلع التى تكتظ بها المحلات بينما غاب تاجر التجزئة عن الشراء وأبدى التجار مخاوفهم من تلف البضائع إذا استمر هذا الركود.


تعدد الأسعار


بين «أقفاص الطماطم» واجولة البطاطس جلس المعلم خالد عثمان أحد تجار سوق الجملة يشكو الحال التى وصل إليها السوق ويقول إن سبب الركود يعود إلى انتشار أسواق الجملة العشوائية التى تعمل على تضارب الأسعار وتعددها لنفس السلعة.

 

وطالب المحافظين بضرورة القضاء على هذه الأسواق العشوائية واقتصارها على سوق العبور وسوق أكتوبر اللذين يتنافسان فيما بينهما للتقليل من سعر السلع.

 

وأضاف أن تعدد الأسواق مثل سوق»ترسة وأبو النمرس وكفر حكيم» يعمل على تضارب الأسعار ويمنع المنافسة بين الأسواق الكبرى.. لأن تاجر التجزئة سيتوجه إلى أقرب سوق إليه ويمتنع عن الأسواق الأخرى.. حتى وإن كانت الأسواق العشوائية أسعارها ترتفع قليلاً لكنه يوفر له نفقات النقل والشحن.


جودة المعروض


«الأسعار نار والناس ما بقتش تشتري».. جملة بدأ بها فتحى رجب أحد تجار الجملة بالسوق حديثه مؤكداً أن سعر الطماطم جملة يتراوح بين ٣.٥:٣ والخيار ٥جنيهات والبطاطس ٦جنيهات والباذنجان ٣جنيهات بينما وصل سعر كيلو البامية ١١جنيها والكوسة 5 جنيهات والبصل من ٣:٢ جنيهات وفق جودته والبطاطس ٥ جنيهات.

 

مؤكداً أن هذا الارتفاع الجنونى يرجع إلى قلة إنتاجية فدان الخضراوات للفلاح الذى بدأ يقلل من جودة الأسمدة التى ارتفع ثمنها من 200 جنيه إلى 300 جنيه وأغلبها « مضروب» مما يقلل من إنتاجية الأرض بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة النقل من الأرض إلى السوق وأجور الأيدى العاملة فى النقل والتصويت.

 

ولم يختلف الأمر كثيرا داخل سوق الفاكهة «بأكتوبر جملة» فالركود سيد الموقف.. المحلات تكتظ بالفاكهة دون زبائن فوصل سعر كيلو المانجو جملة من 12 إلى 30 جنيها حسب النوع.. والعنب من 10 إلى 15 جنيها والكمثرى من 8 إلى 15 جنيها والجوافة بين 7 إلى 13 جنيها حسب جودته.. والبلح ستة جنيهات ونصف.


حالة ركود


من جانبه أكد الحاج انور فرغلى أحد التجار الفاكهة بسوق أكتوبر أن هناك العديد من العوامل التى تسببت فى الارتفاع الجنونى لأسعار الفاكهة وحالة الركود للتجار والعزوف عن الشراء بالنسبة للمواطنين.. ومن أهمها قلة إنتاجية الأرض لما يعانيه الفلاح من ارتفاع جنونى فى سعر البذور والمعدات وكذلك السولار والأيدى العاملة.. وأضاف قائلا:» أنا عندى خمسين فدان كنت بزرعهم موالح كنت بزرع فدان الكنتالوب العام الماضى بتكلفة 23 ألف جنيه أما هذا العام فأصبح تكلفته 45 الف جنيه». واستطرد متسائلا:» من يتحمل تكلفة زيادة نفقات الفدان أنا أم المواطن؟».


الأسعار نار


واستكمالا للجولة توجهنا إلى أسواق التجزئة بمناطق امبابة وروض الفرج والمهندسين فغلاء الأسعار جعل حالة الغضب تسيطر على جميع المترددين الذين اكتفوا بشراء كميات قليلة من الخضراوات بينما فضل البعض الآخر الهروب إلى أسواق الجملة ففى سوق المنيرة بإمبابة يتراوح سعر الطماطم ما بين 5: 8 جنيهات والليمون 4و 6 جنيهات والبطاطس 7 :10 جنيهات والثوم 8 جنيهات والخيار 4و 5 و6 جنيهات والبصل 5 و7 جنيهات والكوسة8 جنيهات.

 

يقول خالد محمد بائع إن ارتفاع الأسعار فى الخضراوات والفاكهة أثر على عملية البيع والشراء بشكل ملحوظ مما أدى إلى حالة ركود شديدة خاصة الفاكهة التى أصبحت «للفرجة فقط» واستطرد قائلا « الناس تعبت من الغلاء فى كل حاجة.. ومبقتش ابيع ربع اللى ببيعه السنة اللى فاتت.. والبضاعة بتبوظ».. « جوزى بيسبلى ٣٠ جنيها علشان اشترى خضار فى اليوم» هكذا بدأت أم محمد حديثها عندما اقتربنا منها لمعرفة مشاركتها فى حملة «خليها تحمض» من عدمه.. وأضافت أن زوجها يعمل سائقا باليومية ويعطيها مصروفا لا يكفى حتى لشراء الخضار للمنزل موضحة أنها مقاطعة الفاكهة لعدم قدرتها على شرائها قائلة «احنا لاقيين ناكل علشان نجيب فاكهة».

 

بينما تضامن ناصر على موظف مع حملة «خليها تحمض» موضحا انه توقف عن شراء الفاكهة تماما.. وفى المهندسين كان ارتفاع الأسعار ملحوظا بشكل كبير حيث كانت فى المنافذ والمحلات بـ13 جنيها للخيار و10 جنيهات للطماطم و10 جنيهات للبطاطس و13.5 جنيه للكوسة بينما الفلفل الملون وصل إلى 30 جنيها للكيلو.

 

أما فى سوق روض الفرج لم تختلف حالة الركود كثيرا بعد اختفاء الزبائن وحرص أصحاب محلات الفاكهة على عدم وضع لافتات الاسعار حتى تقوم باستدراج الزبائن لعملية الشراء.. يقول يسرى السيد فكهانى إن أسباب ارتفاع أسعار الفاكهة تتمثل فى قلة انتاجية الأرض وغلاء معدات الزرع بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة النقل موضحا ان هناك انواعا من الفاكهة فى نهاية موسمها الامر الذى يؤثر على ارتفاع سعره.