قضية «سكريبال» .. اتهامات بريطانية رسمية للروس دون مبالاة من موسكو

سيرجي سكريبال
سيرجي سكريبال

عادت حادثة تسميم الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال وابنته في مدينة سالزبوري جنوب إنجلترا لتطفو على السطح من جديد، بعد فتراتٍ من اختفائها، في بحر الأحداث على الساحة الدولية.

فقد أعلن مدعون بريطانيون، الأربعاء 5 سبتمبر، أنه أصبح لديهم ما يكفي من الأدلة لاتهام روسيين بالتآمر لقتل الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في إنجلترا خلال مارس الماضي.

وذكر المدعون أن هناك مذكرة اعتقال أوروبية قد تم إصدارها بحق الروسيين، واسميهما ألكسندر بيتروف ورسلان بوشيروف.

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أدلت بدلوها في الأمر، وذكرت أن  الأدلة تشير إلى أن أحد المشتبهين في هجوم سالزبوري من ضباط المخابرات العسكرية الروسية، حسب قولها.

موسكو لا يعنيها الأمر

الرد الروسي جاء عبر وزارة خارجيتها، التي اعتبر أن إعلان المدعين البريطانيين اسمي رجلين روسيين متهمين بمحاولة قتل الجاسوس الروسي السابق  سكريبال وابنته لا يعني شيئًا لموسكو، وذلك حسبما نقلت وكالة الإعلام الروسية.

ولا يسمح الدستور الروسي بترحيل مواطنين روس للمحاكمة خارج الأراضي الروسية، لذا قالت مديرة الخدمات القانونية بمكتب الإدعاء الملكي في بريطانيا، سو همينج، إن بلادها لا تنوي تقديم طلبٍ لروسيا من أجل تسليمها المتهمين.

وترجع وقائع الأحداث إلى شهر مارس الماضي، حينما عُثر على الجاسوس الروسي سكريبال وابنته يوليا مطروحين على الأرض قرب مطعم، وهما في حالة من فقدان الوعي، تبين بعد نقلهما للمستشفى أنها تعرضا لغاز أعصاب كيميائي، محظور دوليًا، وأنهما في حالةٍ حرجةٍ.

وقتها صبت بريطانيا اتهاماتها تجاه روسيا، التي رأتها ضالعةً وراء محاولة اغتيال سكريبال وابنته، وشاطرتها بلدان الاتحاد الأوروبي الأمر، وسارعوا جميعًا بطرد دبلوماسيين روس من أراضيهم، لتقوم موسكو بالرد على ذلك بالمثل.

وتسببت الواقعة في توتر العلاقات بين البلدين بصورةٍ كبيرةٍ، وصلت إلى حد العداء، وقاطعت العائلة المالكة في بريطانيا والحكومة البريطانية كأس العالم، الذي جرى في الأراضي الروسية خلال شهري يونيو ويوليو الماضين، ولم يتوجه أي مسؤولٍ بريطانيٍ لروسيا، وذلك على الرغم من وصول المنتخب الإنجليزي إلى أدوار متقدمة، وبلوغه المربع الذهبي للمرة الأولى منذ عام 1990.