صور| موسم الخطر بدأ في مصر.. طوارئ لمواجهة «السحابة السوداء»

موسم الخطر بدأ في مصر.. طوارئ لمواجهة «السحابة السوداء»
موسم الخطر بدأ في مصر.. طوارئ لمواجهة «السحابة السوداء»

 نصير: الظاهرة تسبب أمراض تنفسية خطيرة.. واستخدام «القش» في تصنيع أعلاف المواشي «الحل الأمثل»

 

 «البيئة» تراقب مناطق الحرائق بالقمر الصناعي.. وبروتوكولات مع الوزارات والمحافظات لمواجهة الظاهرة

 

 تغريم المزارعين في حالة الحرق.. وتشديد العقوبة بالحبس في حالة التكرار

 


مع حلول شهر سبتمبر من كل عام، يبدأ موسم حصاد الأرز في محافظات مصر، ورغم أهمية الأرز كسلعة رئيسية لملايين المواطنين، إلا أن مخلفاته تحولت إلى أداة تختنق الدلتا، فتكون ما يسمى بـ«السحابة السوداء»، التي تنتج عن ارتفاع معدلات حرق مخلفات المحصول في ساعات متأخرة من الليل داخل الحقول.


وتتكون السحابة السوداء بعد حمل الهواء كميات كثيفة من الأدخنة ونواتج الاحتراق إلي التجمعات السكنية الملاصقة و القريبة للحقول والبعيدة أيضًا، ما يتسبب في  حدوث حالات اختناق وإصابة الكثيرون بأمراض تنفسية، لذا حرصت «بوابة أخبار اليوم» على التحقيق في تلك الظاهرة، ورصد أحدث أساليب وزارة البيئة لمحاربتها.

تأثير حرق قش الأرز


في هذا السياق، قال د. وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، إن حرق قش الأرز مشكلة مستمرة تعانى منها مصر منذ عشرات السنين، مؤكدًا أن تأثيرها شديد الضرر على الإنسان والبيئة، بسبب ما ينتج عنه فيما يعرف بـ«السحابة السوداء» التي تؤدي إلى إصابة المواطنين بضيق التنفس والاختناق وأمراض عديدة، لافتًا إلى أنه تحدث عن هذا الموضوع في لقاءات عديدة من عشرات السنين. 

 

السحابة الخانقة
وأضاف «نصير» لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن تراكم الأدخنة في منطقة الدلتا مع وجود الرياح التي تحرك الهواء الملوث إلي القاهرة، بالإضافة لعوادم السيارات التي تتراكم نتيجة الاختناقات المرورية في القاهرة يتسبب في سقوط أمطار ملوثه بهذه العوالق، مما يؤثر تأثير سلبي على النباتات، موضحًا أن مصر لديها كم هائل من المخلفات الزراعية المتنوعة، علي رأسها قش الأرز، والطريقة الأسهل للمزارع للتخلص منها هو حرقها. 


وذكر أن تأثير السحابة السوداء يستمر لأسابيع عديدة بعد الانتهاء من حرق قش الأرز وكافه المخلفات الأخرى، مما يؤدى إلى استمرار تلوث الهواء، وهنا يصاب الكثير من المواطنين بمشاكل وأمراض عديدة في الجهاز التنفسي وكذلك السعال والشعور بالإجهاد والتعب.


وطالب «نصير» وزارة البيئة بضرورة وضع حد حاسم وإصدار قرارات من شأنها تغليظ العقوبة على حارقي المخلفات الزراعية بصفه عامه وعلي رأسها قش الأرز، واستخدامه في تصنيع أعلاف المواشي واستخدامات أخرى عديدة، وكذلك وضع حلول لمشاكل المرور في مصر حتى لا تتراكم عوادم السيارات في الهواء مع تفعيل كشف البيئة علي السيارات عند ترخيصها وتوقيف أي سيارة مخالفه للبيئة عن السير في الشوارع».
وقال في ختام حديثه: «علينا جميعا التصالح مع البيئة حتى تتصالح البيئة معنا».


رد البيئة
فيما أعلنت وزارة البيئة عبر موقعها الرسمي، عن تكثيف الجهود لمواجهة ظاهرة حرق قش الأرز التي تؤدى إلى ظهور السحابة السوداء الملوثة للبيئة، وتسببت في هطول أمطار قد تصل إلى سيول.


وأشارت الوزارة إلى أن قانون البيئة سنة 1994 يجرم تلك الممارسات الضارة، ويلزم الفلاحين بعدم حرق هذه المخلفات, لافتة إلى أن عقد الوزارة بروتوكولات للاستفادة من مخلفات الأرز، كما توجه حملات إلى المناطق التي تشهد تلك الممارسات، ويتم تحرير مئات المحاضر ضد حارقي القش.


ولمكافحة ظاهرة السحابة السوداء أيضا، كشفت الوزارة عن حرصها على التصدي لكافة المشكلات البيئية بوضع سياسات عامة لدعم عملية التطوير البيئي، وكذلك وضع التشريعات المناسبة للتنمية البيئية في مصر مع توفير مصادر التمويل المختلفة والقيام بالمتابعة والرصد البيئي والتفتيش بالتنسيق مع الوزارات الأخرى.

جهود المكافحة

وذكرت أن ما تم تنفيذه خلال العام 2015 -2016 تجاه مشكلة السحابة السوداء، تلخص في التنسيق والتعاون مع بعض الوزارات ذات الصلة كمشروع ( المزارع الصغير) وهو نتاج بروتوكول تعاون وثيق بين وزارة البيئة والزراعة يهدف إلى جمع وكبس وتدوير مئات الآلاف من أطنان قش الأرز وسفير القصب حيث يستفيد من هذا المشروع العديد من المزارعين الذين يملكون حيازة أقل من 5 أفدنة علاوة على تحويل 90 ألف طن من المخلفات الزراعية إلى سماد عضوي و10 آلاف طن أخرى لتحويلها إلى أعلاف مركزة . 

 

كما تقوم وزارة البيئة بتدعيم المنظومة بالمواد اللازمة لعمليات التدوير من خلال توفير مادة EM التي تعمل تنشيط التفاعل وتحويل المخلفات الزراعية إلى سماد عضوي ، ومادة البلاستيكو واليوريا اللازمين لصنع وتغليف الأعلاف، إضافة إلأى تقديم الدعم الفني من خلال التنسيق الكامل والتعاون التام مع المرشدين الزراعيين بمختلف الحافظات بالجمهورية .

 


وتقوم وزارة الزراعة بالإشراف على عملية تدوير المخلفات الزراعية وعمل الكومات السمادية من خلال المرشدين الزراعيين الذين يقومون بإرشاد المزارعين عن كيفية استخدامها والاستفادة منها، كما تقوم الوزارة بمد جمعيات التعاونيات الزراعية بكميات كبيرة من المكابس والجرارات عن طريق المتعهدين القائمين على عمليات جمع وكبس المخلفات الزراعية بهدف مساعدة المزارع على القيام بعمله دون مشقة.

 

جمع وكبس المخلفات
كما كشفت الوزارة عن التعاقد مع بعض الشركات القائمة على عمليات جمع وكبس المخلفات ومدها بالمعدات الحديثة اللازمة لإتمام هذه العمليات مع دفع مقابل مادي لها يتراوح من 82 إلى 100 جنيه عن كل طن ويستفيد من القش أو السفير الجاهز للبي، مع توفير معدات دائمة للحد من الحرق المكشوف ومتابعة المقالب العمومية والعشوائية بالتنسيق مع شرطة البيئة والمسطحات المائية والأجهزة المعنية بالمحافظات.


وأوضحت أنه تم استخدام تقنيات حديثة كالأقمار الصناعية لرصد وتتبع مناطق الحرق، مع إعداد خطة إعلامية وتوعية بيئية بالجهاز وفروعه الإقليمية لتوعية المزارعين في القرى والنجوع لمنع عمليات الحرق وتوفير حلول بديلة.

 

تغريم المزارعين
وبشأن البروتوكولات، عقد الوزارة بروتوكولات بين وزارة الزراعة وشركات الاسمنت للتخلص من قش الأرز وتغريم المزارعين في حالة الحرق وتشديد العقوبات بالحبس في حالة تكرار الحرق.


ولفتت إلى أنه يتم رصد بؤر حرق قش الأرز في جميع محافظات مصر عن طريق برامج وثلاث أقمار صناعية تدور حول الكرة الأرضية وإعطاء مؤشرات لغرفة العمليات المركزية بوزارة البيئة للكشف عن بؤر الحرق والضبطية وتتم متابعة عمليات الحرق صباحاً ومساءاً للسيطرة على المخالفات .