مأساة| لغز طفلة المصرف

الطفلة حبيبة
الطفلة حبيبة

» حكاية طفلة دافعت عن شرفها حتى الموت

» زوجة المتهم: زوجي دمر حياتنا جميعًا

» مأساة زوجة: زوجي اغتصب شقيقتي وقتلها

» المتهم: خشيت من افتضاح أمري فقتلتها

»  المباحث كشفت لغز طفلة المصرف


جريمة بعيدة كل البعد عن معاني الإنسانية، ربما حتى في مجتمع الحيوانات لا تحدث مثل هذه الجريمة بهذا الشكل البشع، بين عشية وضحاها تحول لغز طفلة المصرف إلى مأساة.


 أسرة بسيطة الحال، حياتها كانت هادئة، وفي لحظة انقلب كل شئ رأسًا على عقب بعد أن خطف الشيطان طفلتهم التي لم تتعدى عامها الخامس، حاول زوج شقيقتها الكبرى اغتصابها، ورغم صغر سن الضحية، إلا إنها دافعت عن نفسها بكل شراسة، هددها بالقتل لو لم تستجب له ولكنها لم تعره أي اهتمام فضلت الموت دفاعًا عن شرفها بدلًا من العيش وهى تحمل في طيات جسدها النحيل فضيحة كبيرة لن تمحوها الأيام، المجرم نفذ تهديده خوفًا من افتضاح أمره وقتل الطفلة الصغيرة، ولم يكتفي بذلك، وإنما وضعها داخل جوال وألقى بها في المصرف وكأن شيئًا لم يكن، تفاصيل كثيرة ومأساوية شهدتها الجريمة البشعة التي دارت بمركز شرطة أجا بالدقهلية. 


نشأت حبيبية وترعرعت وسط أسرة متوسطة الحال مكونة منها وشقيقتها الكبرى التي تكبرها بـ 15 عامًا، أما هي فعمرها لا يتجاوز الـ5 سنوات، كل الجيران والأقارب يحبونها نظرًا لخفة دمها وروحها المرحة، أما أسرتها فكانت تكن لها تقدير من نوع خاص نظرًا لكونها أخر العنقود، طفلة غاية في الرقة والجمال، تتحدث بلباقة شديدة رغم صغر سنها، رقيقة المشاعر، عذبة الكلام، سوداء الشعر، تتمتع بالجاذبية الشديدة، كل شخص ينظر إليها لا يملك سوى أن يحب براءتها الطفوليه.


منذ عدة أيام تناولت الطفلة الجميلة طعام الغداء مع أسرتها الصغيرة، استأذنت والدتها للذهاب لشقيقتها الكبرى التي تعيش معهم بنفس الشارع لتلهو مع بناتها في منزلها، وافقت والدتها احتضنتها بشدة، طبعت قبلة على وجنتيها وكأنها تودعها وطلبت منها عدم التأخير، هرولت الصغير والسعادة تملأ عينيها، لم تتخيل المسكينة ماذا تخبئ لها الدقائق المقبلة؟، لم تتخيل أن حلم حياتها بدخول كلية الهندسة لن يتحقق ليس لأنها فشلت في دراستها، لكن لأن واحدًا من الذئاب البشرية قرر إنهاء حياتها وقتل حلمها في المهد. 


يوم الحادث
خرجت حبيبة لمنزل شقيقتها استقبلها زوجها، سألت عن شقيقتها وبناتها ، فأكد لها أنهم في غرفة النوم فدلفت الصغيرة إلى الغرفة ولم تتخيل أنها لن ترى الشارع مرة أخرى ولم يدر بعقل الصغيرة المسكينة ماذا تخبئ لها اللحظات القادمة؟، فجأة وبلا سابق إنذار هرول زوج شقيقتها خلف الطفلة الصغيرة، قام باحتضانها من الخلف والتحرش بها، فأطلقت الطفلة صرخة كبيرة وهددته بأنها ستخبر والدها بما حدث، كان هذا التهديد كفيلًا بأن ينهي كل شئ دقائق قليلة جدًا هي عمر ارتكاب الجريمة ، حيث قام المجرم بوضع يده على فم حبيبة وكتم أنفاسها حتى فارقت الحياة في ثواني معدودة ، بعدها قام بالاتصال بشقيقة واخبره بتفاصيل ما حدث مؤكدًا له إنه لم يكن ينوى قتلها لكن خوفه من الفضيحة دفعه للتخلص منها، لم تمر سوى دقائق معدودة حتى قاما الشقيقان بحمل الطفلة ووضعها داخل أحد الأجولة ثم حملها وألقيا بها في أحد المصارف.


لغز طفلة المصرف
تأخرت الطفلة حبيبة في العودة لمنزلها، لذا بدأت أسرتها في البحث عنها بكل مكان، ولكن لم يعثروا لها علي أي اثر خصوصًا بعد تأكيد شقيقتها الكبرى أنها لم تكن بالمنزل ولم ترى الطفلة نهائيًا في هذا اليوم، ما جعل أسرتها تتقدم ببلاغ لمركز شرطة أجا يفيد باختفاء الطفلة في ظروف غامضة وهي في طريقها لمنزل شقيقتها.


على الجانب الأخر تلقى مركز شرطة أجا بلاغًا من أحد المواطنين يفيد بالعثور على جثة لطفلة صغيرة تطفو على سطح أحد المصارف بالدقهلية، على الفور انتقل رجال الشرطة لمكان البلاغ حيث انتشل الأهالي مع رجال الإنقاذ الجثة التي كانت في حالة يرثى لها، مشوه وغير واضحة المعالم وتبدو لطفلة لا تتجاوز بضع سنوات، كل الدلائل المبدئية أشارت إلى أن صاحبة الجثة ربما سقطت في الترعة أو تعرض للغرق، الجثة كانت ترتدي كامل ملابسها ولا يبدو عليها أي أثار للعنف أو التعرض لأي إصابة وهو الأمر الذي دفع البعض للوهلة الأولى للتأكيد أنه لا يوجد شبه جريمة في الموضوع وإنما الأمر لا يخرج عن كونه حادث سقوط طفلة في المصرف لسبب أو لأخر، حتى الأن لا يوجد أي خيط يقود لكشف ملابسات القضية حتى أصبحت القضية معروفة بين الأهالي بـ لغز جثة المصرف.

كشف المستور
 كان المشهد محزناً ومخيفاً، الطفلة ملابسها ممزقه، ووجها يبدو شاحبًا جدًا ولا تبدو عليها أي أثار عنف، وبانتداب المعمل الجنائي تبين أن الطفلة تعرضت للخنق، كما أنها تعرضت لاعتداء جنسي عنيف، وبتكثيف التحريات أكد الشهود أن الطفلة دخلت إلى منزل شقيقتها لكنها لم تخرج منه مرة أخرى، بدأت الشكوك تحوم حول زوج شقيقتها الكبرى خصوصًا بعد إثبات المعمل الجنائي أن الطفلة تعرضت للاغتصاب، تم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى توصلت جهوده إلى أن وراء اختفاء الطفلة كل من إبراهيم. د. إ، 36 سنة، ويعمل حلاقًا، وشقيقة الدسوقي. د. إ، 27 سنة، ويعمل حلاقًا أيضًا، وهو شقيق الأول وزوج شقيقة الطفلة المتغيبة، ويقيم المتهمان في قرية ديرب بقطارس بدائرة المركز.


 أثبتت التحريات قيام المتهم الأول بالتعدي على الطفلة أثناء وجودها بمنزله، أي منزل شقيقتها، ثم قام بإزهاق روحها خشية افتضاح أمره، ثم تولى شقيقه التخلص من الجثة، عبر بوضعها داخل جوال "بلاستيكي"، وإلقائها بمياه إحدى الترع ببندر أجا، تم إعداد مأمورية أمنية للقبض على المتهم الرئيسي وشقيقة.


اعترافات مخجلة 
أنكر المتهم في البداية كل الاتهامات الموجهة إليه، لكن بعد تضييق الخناق عليه اعترف تفصيلًا بارتكابه الجريمة بمساعدة شقيقة الذي ساعده في التخلص من الجثة، مؤكدًا أن المخدرات لعبت برأسه، ولم يستطيع مقاومة جمال الطفلة ، لذا قرر اغتصابها ليطفئ نار شهوته ولكنها قاومته بشدة وهددته بإبلاغ أسرتها فخشي على نفسه من الفضيحة وكتم أنفاسها، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة، وإحالة المتهمين للنيابة التي أمرت بحبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات الجارية معهما.

 

المتهمين بقتل حبيبة