الآباء المتسلطون.. خطر يهدد مستقبل أبنائهم

الاضطرابات النفسية تهاجم أبناء الآباء المتسلطون
الاضطرابات النفسية تهاجم أبناء الآباء المتسلطون

 

يعاني الطفل المضطرب نفسيًا من عدم القدرة على تحديد مصيره أو تحديد أهدافه واتجاهاته، فضلًا عن عدم قدرته على الاندماج في المجتمع نتيجة التربية المتسلطة وعدم إحساسه بالمسئولية، والتي تجعله يعيش في انطوائية تامة، لذلك تكون نتيجة فرض آراء الآباء على أبنائهم وخيمة.

 

الآباء

اختلفت آراء الآباء حول التربية، فلكل أب وأم طريقة خاصة في التربية، منها التربية المتسلطة ومنها المتفتحة، فيرى عمر والد لطفل يبلغ من العمر 12 عاما "أن طفله يستجيب لمطالبه وأوامره دون معارضة"، أما شادي سيد محامي لديه طفلة تبلغ من العمر 16 عاما، فيقول: "لم تشك ابنتي يوما ما من أي تسلط، لأنني أخلق بيني وبينها ساحة حوار ونقاش وأخيرا في اختيار الأشياء التي تريدها».

 

الأبناء

كريم عمر 21 سنة طالب بكلية إعلام، يقول: "أعاني من تسلط والدي وعدم خلق ساحة حوار بيني وبينهما"، أما عمرو أحمد 25 سنة فيقول: "أحيانا الأولاد بيحسوا بتسلط الوالدين، لكن غالبًا هما مش بيجبرهم هما بيخيرهم وشايفين أن مصلحتهم اللي هما مش شايفنه".

 

علم النفس

أكد دكتور جمال فراويز، أستاذ الطب النفسي، أن الآباء المتسلطين يهدمون شخصية أبنائهم، ويحصدون شخصية معقدة، بالإضافة إلى أنه سيصبح شخصية سلبية غير مؤثرة في المجتمع.

 

ونصح فراويز الآباء والأمهات باختيار الاختيارات المناسبة أولًا ثم تخير الأبناء، مستنكرًا استخدام أسلوب فرض السيطرة أو الإرشاد والإجبار طوال الوقت، فهناك فرق بين تقويم السلوك وإجبار الطفل علي كل شيء.

 

دراسات بريطانية

 أكدت دراسة بريطانية حديثة أجرت في جامعة "كوليدج لندن"، أن الآباء الذين يتحكمون بشدة في حياة أطفالهم، يمكن أن يسببوا لهم معاناة نفسية كبيرة في مراحل لاحقة من أعمارهم.

 

وأوضح المشرفون على الدراسة أن الآباء المسيطرين الذين يتحكمون نفسيا في أطفالهم قد يدمرونهم طوال حياتهم، وأوضحوا أن الضرر النفسي الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال في مراحل متقدمة من أعمارهم يتساوى مع الألم النفسي، الذي يشعر به الإنسان بعد وفاة أحد أحبائه المقربين.