الخرباوي: الفهم البشري للدين يتطور ويتجدد مع معطيات العصور

جانب من الندوة
جانب من الندوة

شهدت قاعة أحمد لطفي السيد بالجامعة، لقاءًا مفتوحًا مع المفكر الإسلامي ثروت الخرباوي، وذلك بحضور الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتور عبد الله التطاوي المستشار الثقافي لرئيس الجامعة والطلاب.

 

و أشاد الخرباوي بالدور التنويري الذي تقوم به جامعة القاهرة في تثقيف طلابها، مشيرًا إلي مؤلفات الدكتور محمد عثمان الخشت في مجالات تطوير العقل الديني بمنهجية علمية فلسفية.

 

وقال الخرباوي، لابد أن يكون لدي الفرد شخصية إيجابية فعالة متطورة، حيث أن ثوابت الكون موجودة وواحدة منذ قديم الأزل، إلا أن عقل الإنسان ووعيه وعلمه وإدراكه لما حوله قد تطور مع الزمن، وأصبح الفرد يدرك كل يوم حقائق جديدة عن الكون، مؤكدًا على ضرورة الأخذ بالأسباب وتطوير العقل.

 

وأضاف الخرباوي، أن الله أنزل الأديان بما يتناسب مع وعي الإنسان ومدركاته التاريخية، قائلًا: إنه عند الحديث عن تطور العقل الديني لابد من إدراك الفرق بين النصوص الدينية وفهم الناس للدين، فالدين إلهي أنزله الله للبشر، وهو علاقة بين الله والانسان، وموضحًا أن النص القرآني وحي مقدس وثابت، ولكن الفهم البشري يتطور ويتجدد مع معطيات العصور وثقافة علماء الدين الذين يستحضرون الفهم المتطور للدين وتحقيق المقاصد العليا التي أرادها الله للإنسان من حفظ النفس والمال والنسل وحفظ العقل وإقامة العدل في الأرض.

 

وتابع الخرباوي، أن الكتب الدينية السابقة للإسلام كانت تنزل بلسان أقوامها حتى يتسنى لهم فهمها، مشيرًا إلى قول الخشت في أحد كتبه " إن وظيفة عالم الدين الذي يستخرج الفهم للدين من النصوص الدينية مثل وظيفة حفار القبور الذي يستخرج الجثث من القبور"، قائلًا: لابد من مراعاة العدالة والأمانة الإنسانية في تفسير النصوص الدينية.

 

وأضاف الخرباوي، أن العقل الإنساني مرتبط بمفاهيم عصره، ولابد من تعمير النفس الإنسانية بالقيم والأخلاق وليس بالقتل والتدمير، مؤكدًا علي ضرورة العودة الي النصوص الدينية القرآنية والأحاديث الصحيحة التي ليس بها أي شك والتعامل معها بعقولنا ومعطيات عصرنا.

 

وأكد الخرباوي على ما ذكره الدكتور محمد عثمان الخشت في كتابه "نحو تأسيس عصر ديني جديد"، إنه حتي يتم تأسيس فهم وفكر ديني جديد، لابد من تفكيك الفهم الديني القديم والتفرقة بين الإلهي والبشري.

 

وأشار الخرباوي إلى أن القرآن الكريم يتفاعل مع تطور العقل الديني واجتهادات العلماء، وبالتالي لابد من تطوير العلوم الدينية، فهي علوم نسبية وليست ثوابت، حيث يوجد فرق بين مفهوم التقديس للنص القرآني والأحاديث النبوية وبين مفهوم التقدير لأفعال الصحابة والتابعين، مؤكداً علي ضرورة العودة الي صحيح الدين من خلال الفهم الدقيق للآيات القرآنية والأحاديث النبوية من خلال العقول وتطوير مناهج التفكير.

 

وقال الخرباوي، إن العقل النقدي هو الذي يقود الانسان الي مدارك العلم وإنتاج المعرفة، وبالتالي لابد من تجاوز مسألة تلقي المعرفة والعقل التلقيني، وصولًا إلي العقل الناقد القادر على المساءلة والمراجعة بما يضمن نجاح دور الشباب في بناء الوطن وإرتقاء سلم الحضارة.