في ذكرى ميلاده.. تعرف على كواليس حياة «محمد عبد المطلب»

الفنان محمد عبد المطلب
الفنان محمد عبد المطلب

رحل عن عالمنا المطرب الشعبي محمد عبد المطلب منذ 38 عام ، حيث تميز بإبداع وابتكار أساليب جديدة في الغناء العربي وظلت الأغاني الخاصة به نموذجًا يحتذي به الكثير من فناني الأجيال المتعاقبة.


تحل اليوم  الذكرى الـ 111 ، على ميلاد المطرب محمد عبد المطلب، الذي استطاع أن يؤثر قلوب عددًا كبيرًا من محبي الطرب الشعبي القديم، ومن أشهر أغنياته « رمضان جانا ».


نشأته
ولد محمد عبد المطلب عبد العزيز الأحمر في 13 أغسطس عام 1907 بقرية «شبراخيت » بمحافظة البحيرة حفظ القرآن الكريم ولكنه لم يلتحق بالتعليم سوى فترة قصيرة بكتاب القرية .


أول من علمه الموسيقى

تميز بموسيقاه المتجددة ،حيث ابتكر أساليب جديدة في الغناء العربي والتي أصبحت فيما بعد نموذجًا يحتذي به الكثير من فناني الأجيال المتعاقبة، كما تأثر بموسيقى «سيد درويش»، و«داود حسني»، و«أبو العلا محمد»، و«إبراهم القباني»، و«محمد عبد الوهاب».
تتلمذ «عبد المطلب»، على يد الملحن الكبير داود حسني، حيث تعهده ووضع له الكثير من الألحان التي سجلت على أسطوانات مثل «أنا في غرامك شفت عجايب» .


بداية مشوارة الفني
 بدأ «عبدالمطلب» مشواره الفني بفرقة «محمد عبد الوهاب» الذي اشترك في بعض اسطواناته ومنها  أغنيات “أحب أشوفك كل يوم” و”بلبل حيران”، ثم عمل بصالة “بديعة مصابني” وكازينو الراقصة “فتحية محمود” بالإسكندرية، وحقق شهرة بالمواويل حيث بلغ رصيده ما يزيد عن ألف أغنية.

 

أبرز أغانية
 

أغنية «رمضان جانا» كتبها الشاعر حسين طنطاوي ولحنها محمود الشريف وغناها «عبدالمطلب» بدلًا من صديقه الفنان «أحمد عبد القادر»، لأنه كان في ضائقة مالية وكان يحتاج لأموال، وحصل «عبد المطلب» مقابل غنائه لها على 6 جنيهات وبعد نجاحها قال في أحد لقاءاته النادرة: «لو أنني أخذت جنيهًا واحدًا على كل مرة تذاع فيها الأغنية لأصبحت مليونيرًا». 

أغنية «ساكن في حي السيدة »
 لحّن هذه الأغنية المطرب والملحن محمد فوزي عام 1960، ووفقًا لمجلة الإذاعة في نفس العام، فإن فوزي كان ينوى غناءها بنفسه إلا أنه حين استشار نجليه نبيل ومنير رفضا غناءه لها بحجة أنها«مش لايقة عليه» فتنازل عنها لـ«عبد المطِلب»، وقد اهتم بالثراء النغمي لها، حيث تعرض خلالها لأربعة مقامات هي على الترتيب: «الكرد» «الراست»، «الصبا»، «البياتي»، وهي مقامات تخصص «ملك المواويل» في أدائها بكل سلاسة.


وحرص الشاعر زين العابدين بن فتح الله على وضع نصها الشعري في إطار عاطفي يصور من خلاله معاناة الحبيب، الذي يقطن في حي السيدة، بينما تسكن حبيبته في حي سيدنا الحسين، وعلى الرغم من ذلك يذهب لها مرتين، ذاكرًا بعض العادات الشعبية في حي السيدة .


وكانت هناك علاقة صداقة قوية تجمع عبد المطلب وعبد الحليم، وحينما فرغ من الأغنية قال له: «إزاي تروح لحبيبك مرتين في اليوم وأنت ساكن في حي السيدة وحبيبك في الحسين مشوار كبير عليك يا طِلب هي كفاية مرة واحدة».


 

أغنية «يا حاسدين الناس» 
أبدع عبد المطلب بأغنية يا حاسدين الناس، حاكيًا عن واقع البشر الذين يتدخلون بشئون غيرهم: « يا حاسدين الناس مالكم ومال الناس، دة كل قلب ف ألم ولكل واحد كاس».


ويؤكد نجله أن عبد المطلب كان يخشى الحسد للغاية لذا قدّم أغنيته «يا حاسدين الناس.. ما لكم ومال الناس.. ده كل قلب في ألم ولكل واحد كاس.. يا حاسدين قلبين إيه قصدكم منهم.. يا مفرقين حبيبين فرقتوا ليه بينهم.. يكفينا شر العين واحرسنا من عينهم.. يا حاسدين والعين قاسية في نظرتها.. يا مشتتين شملين زودتوا قسوتها.. البخت نلقاه فين وندوق حلاوتها» .

 


مشاركته فى التمثيل

وإلى جانب الغناء شارك «عبد المطلب» بالتمثيل في عدد من الأفلام السينمائية، حيث رشحه الموسيقار «عبد الوهاب» للعمل فى فيلم «تاكسى حنطور»، الذي غنى به أربع أغنيات، ثم أسس شركة إنتاج مع زوجته نرجس شوقي، وأنتج أفلام «الصيت ولا الغنى»، و«5 من الحبايب».


وفاته
في يوم 21 أغسطس 1980، رحل الفنان محمد عبد المطلب عن عمر يناهز 70 عامًا، تاركًا وراءه تراثًا ضخمًا من الأغاني والأفلام السينمائية لتكون مدرسة في تاريخ الفن الأصيل.