متحف سوهاج.. حلم تحقق بعد ٣٠ عاما

متحف سوهاج
متحف سوهاج

رغم أهمية المتاحف الإقليمية بالمحافظات فى الترويج لآثارها وحضارتها، إلا أن هذه المتاحف ظلت لسنوات طويلة إما مغلقة أو تحتاج إلى التطوير، ومؤخرا بدأت وزارة الآثار فى تحريك عدد من المشروعات المتحفية المتوقفة، وافتتاح عدد منها بعد استكمال أعمال التطوير أو البناء، ومن بين هذه المشروعات متحف سوهاج الذى يتم افتتاحه خلال أيام بعد انتهاء اعمال بنائه.

وبدأت فكرة إنشاء متحف سوهاج القومى عام 1993 ثم توقف بعد ذلك بسبب بعض الأمور الهندسية والفنية وتم استئناف العمل به مرة أخرى عام 2006، وتوقف مرة أخرى بعد قيام ثورة 25 يناير، وفى عام 2015 تم البدء فى دراسة المشروع مرة أخرى و بدأت المقايسات واستأنف العمل فعليا فى عام 2016.

أشار المهندس وعد أبو العلا رئيس قطاع المشروعات بوزارة الآثار إلى أن تكلفة إنشاء المتحف وصلت الى 72 مليون جنيه، وتم بناؤه على مساحة 8700 متر، بينما يسع المتحف 950 قطعة اثرية من مختلف العصور، بالإضافة إلى 2100 قطعة بالمخازن، والتى تم تجهيزها بأحدث وسائل حفظ الآثار وصيانتها، مضيفا ان المتحف يتكون من طابقين وبدروم، وتم تصميمه على شكل معبد، وهو التصميم الذى تم وضعه منذ بدء مشروع بناء المتحف فى عام 93.

بينما أوضحت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار أن الوزارة اهتمت بمشروع متحف سوهاج بشكل خاص لأنه ظل متوقفا لسنوات، كما أنه المتحف الوحيد بالمحافظة رغم أهميتها على المستوى الأثرى حيث ان المواقع الاثرية الموجودة بها تغطى الفترات التاريخية منذ عصر ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، ويوجد بها آثار يونانية رومانية واسلامى وفرعونى، مضيفة أن سوهاج تتميز أيضا بتراثها غير الملموس مثل المواويل والقصص الشعبية والحرف كالنسيج.

وأضافت إلهام أن سيناريو العرض المتحفى فى سوهاج يلقى الضوء على موضوعات مختلفة لها علاقة بالمحافظة مثل النسيج وأهم الملوك الذين كانوا فى هذه المنطقة، والمبنى موقعه متميز جدا ويمكن الوصول إليه بسهولة عن طريق النيل أو البر، و 90% من القطع المعروضة به وجدت فى سوهاج، من بينها قطع نادرة جدا، مؤكدة انه تم أيضا تخصيص مساحات لاستغلالها فى التواصل المجتمعى مثل إتاحة أماكن بالمتحف للفنانين المعاصرين لعمل معارض فنية للوحاتهم، خاصة أن المجتمع هناك مثقف وحريص على الحفاظ على تراثه.

وأشارت إلهام إلى أن وزارة الآثار قامت بتدريب عدد من المتطوعين للعمل فى المتحف لاستقبال الزائرين أو فى الاقسام التعليمية المتحفية، وتم تحضير برنامج يلقى الضوء على محافظة سوهاج ويبرز معالمها السياحية ومواقع الآثار الهامة بها، وسيتم العمل به بعد الافتتاح مباشرة، مضيفة أن المتحف يضيف للسائح مكانا جديدا يزوره بالمحافظة.. وانتهت وزارة الاثار من وضع فتارين العرض المتحفي، وسيناريو العرض، وتحديد مسار الزيارة ومناطق الإضاءة الداخلية والخارجية بمتحف سوهاج، بما يتفق مع أحدث أساليب العرض المتحفي، علماً بأن القطع الأثرية التى سيتم عرضها بالمتحف تم اختيارها من المتحف المصرى بالتحرير وجاير اندرسون والمتحف القبطى ومتحف الفن الإسلامي، بالإضافة إلى مخازن محافظة سوهاج.

ويتكون متحف سوهاج من بدروم يضم عددا من القطع الأثرية تستعرض  الفكر الدينى عند قدماء المصريين وفكرة البعث والخلود، وكذلك عبادة الحج فى العصور الفرعونية و القبطية والإسلامية، بينما يضم الدور الأرضى تماثيل وقطعا أثرية لملوك الأسرتين الأولى والثانية، و كذلك قطعا اثرية معظمها من نتاج الحفائر الأثرية بالمحافظة أو تم نقلها من المتحف المصرى وجاير اندرسون والمتحف القبطى ومتحف الفن الإسلامي، لتحكى تاريخ المحافظة منذ أقدم العصور وخاصة عصر الأسرتين الأولى والثانية بالإضافة إلى التطرق للتراث الشعبى بالمحافظة وإلقاء الضوء على عادات وتقاليد الأسرة بها وكذلك بعض الصناعات التى اشتهرت بها المحافظة ومنها صناعة النسيج بمدينة أخميم.  

ويضم المتحف أيضا مجموعة اخرى من القطع الأثرية التى تم اكتشافها فى محافظة سوهاج والتى تم حفظها بمخازن الاثار لتخدم سيناريو العرض، واستقرت لجنة سيناريو العرض المتحفى ايضا على اختيار بعض القطع الاثرية من المتحف المصرى بالتحرير وبعض مكتشفات حفائر منطقة اثار ابيدوس.. ومن بين القطع التى اختارتها وزارة الاثار للعرض بمتحف سوهاج 108 قطع من متحف الفن الإسلامى من بينها ابريق من الفخار ذو يد وقاعدة قصيرة ورفيعة، وعدد من القلل والمسارج الملونة من الفخار والخزف المختلفة الأشكال والاحجام، بالاضافة إلي  مجموعة من اللوحات المصنوعة من الخشب تصور سيدة واقفة داخل باب مقبي، ولوحة من القماش تصور منظرا قرويا به رجل يقف بجوار النهر، ومخطوط فارسى صغير خاص بقصة مجنون ليلى به 18 صورة ملونة وعدد من المصاحف مكتوبة بخط اليد والتى يرجع تاريخ بعضها إلى عام 1170 هجرى، بينما تم اختيار 16 قطعة من متحف النسيج المصرى تنوعت بين قطع من النسيج المزخرف بخرز الفيانس، وبقايا رداء طفل من الكتان وكسوة للكعبة مستطيلة الشكل.

وأشارت د. فريدركا السيد، مدير آثار سوهاج الى أن المتحف يعتبر من أكبر المتاحف الإقليمية، وافتتاحه سيكون له أثر إيجابى فى زيادة الجذب السياحى للمناطق الأثرية الموجودة بمحافظة سوهاج، وأيضا جذب الاهتمام بالمواقع التى تحتاج إلى تطوير، مما يؤدى إلى فتح مزيد من المناطق فى المستقبل للزيارة، حيث إن المناطق المفتوحة حاليا بسوهاج هما منطقتا «أبيدوس» و«أخميم» الأثريتان.