أول تعليق من البابا تواضروس على أحداث «أبومقار»

البابا تواضروس
البابا تواضروس

خصص البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظته الأسبوعية للحديث عن الرهبنة، مؤكدًا أن الكنيسة تحتفل بصوم العذراء، وسط الأحداث الواقعة.

وأضاف: نتذكر أمنا العذراء كأم لكل البتوليين، ونتذكر صورتها وسيرتها وشخصيتها هى النهج الذي على أساسه قامت الحياة الرهبانية والديرية.

وتابع البابا تواضروس - خلال عظته التي ألقاها من الكاتدرائية- قائلا: "مصر أصل الرهبنة ولا تنسوا هذا التاريخ، ولا تعتقدوا إني أتحدث عن حاجة قديمة وراحت بل ستظل مستمرة بعقيدة التسليم والتسلم من جيل لجيل"، مضيفًا: أيها الحبيب لا تنظر لضعفات أشخاص، واحد أو اثنين يخطأوا مش هي دى القضية لأن النظام نفسه نقي.

وأشار البابا: في ناس بتغلط ومش كل الناس تقدر على الرهبنة، وفي ناس بتيجي تقولي عايز أترهبن وأقول لهم الرهبنة لا تناسبكم، لأن الرهبنة حياة صعبة جدا ولا يقدر عليها أي أحد لذلك تحتاج نفسية خاصة وقامة روحية خاصة، فالآباء لا يدخلون الدير لكي يبدأون، بل لكي يستكملون حياتهم الروحية، والنذر الأول فى هذه الحياة هو الفقر الاختياري.

واستكمل البابا تواضروس: نتصفح التاريخ المسيحي المصري الذي امتد لقرون، من أيام مرقس الرسول وتأسيسه لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي تزعمت العالم المسيحي في اللاهوت وتفاسير الكتاب المقدس، كانت مدرسة ذائعة الصيت، ظهر في تاريخ الكنيسة أبطال وعمالقة في اللاهوت والآبائيات والكتابيات والحياة الكنسية وسلمونا ميراثا غنيا وتواكب هذا مع عصور الاستشهاد.

واستطرد: نفتخر كمصريين، لأنه أسس الرهبنة التي انتقلت من مصر لكل العالم، وهناك آلاف من الأديرة تحمل اسمه، الحياة الرهبانية لم تقتصر على منطقة واحدة فى مصر بل فى مواضع كثيرة، مثل القديس مكاريوس الكبير، والقديس باخوميوس أب الشركة، والقديس الأنبا بولا، وانتشرت الحياة الرهبانية".

وواصل: من كثرة الأديرة في التاريخ المصري، لم يجدوا أسماء جديدة لها، فأطلقوا عليها الأرقام، كالدير التاسع الذي يبعد عن الإسكندرية 9 كم، مثلا والدير العشرين الذي يبعد 20 كم فمن يراجع الخريطة سيجد آلاف الأديرة متناثرة في ربوع مصر، ويكفى أن تعلموا أن وادي النطرون سميت الأسقيط أي مكان النسك، وقبلها منطقة القلالي، وصارت هذه المناطق دار للحياة النسك، وظهر عشرات القديسين، ولا تنسوا هذا التاريخ، وأصبحت الأديرة القبطية محط أنظار العالم، وكانت جامعات في الحياة الإنجيلية، فمن يقرأ تاريخ الرهبنة، يدرك إن العشرات جاءوا من كل حدب وصوب للتعرف على حياة الرهبان الأوائل.

ونعى البابا تواضروس فى عظته، وفاة من وصفه بأستاذ الأجيال، موريس تواضروس وهو أستاذ في الكلية الأكليريكية وقال عنه : رغم علمه الغزير كان متواضعا وغيورا على الإيمان والحق، ووالده كان كاهنا يخدم في الأقصر، والتحق بالكلية الاكليريكية عام 1946 وكان تلميذ حبيب جرجس، وتخرج من قسم الفلسفة جامعة القاهرة وحصل على ماجستير الفلسفة، والتحق بجامعة سالونيكي اليونانية وحصل على درجة الدكتوراة في موضوع الشخصية الإنسانية عند بولس الرسول، كان عالما وأستاذا ورئيسا لقسم الكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية، وأشرف على عشرات من رسائل الماجستير والدكتوراة.

وأشار البابا:  لقد مثل تواضروس الكنيسة في مؤتمرات كثيرة، وله عشرات الكتب والمراجع، وزوجته توفيت من 5 أشهر فقط، ولكن كان يخدم لآخر وقت في حياته.