الكنيسة في 8 أيام.. قتل وانتحار و12 قرارًا هامًا

دير الأنبا مقار
دير الأنبا مقار

شهدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على مدار الـ8 أيام الماضية، العديد من الأحداث والقرارات الكنسية الهامة، التي أثارت جدلا واسعا بين الأقباط.


مقتل الأنبا إيبفانيوس

البداية كانت صباح الأحد 29 يوليو الماضي، عقب العثور على جثمان الأنبا إيبفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، ملقى على وجهه ومحاط ببركة من الدماء، الأمر الذي دعا آلية الرهبان إلى إبلاغ مديرية أمن البحيرة، للتحقيق في الحادث، لبحث إذا ما كان الحادث يحمل شبهة جنائية. 


وعقب معاينة النيابة والبحث الجنائي لموقع الحادث، أصدرت مديرية أمن البحيرة، بيانًا، أكدت فيه مقتل أسقف الدي، مطالبة بنقل جثمانه إلى مصلحة الطب الشرعي للتشريح، والتحقيق في الواقعة للقبض على الجاني.

البابا تواضروس يتراس صلاة التجنيز

وأقيمت الثلاثاء 31 من الشهر نفسه، صلاة تجنير الأنبا إيبفانيوس، حيث ترأس الصلاة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، واقتصر الحضور فقط على أساقفة المجمع المقدس، ورهبان الدير.


وقال البابا تواضروس، خلال كلمته في صلاة التجنيز: "بكل الإيمان ودعنا الأنبا إبيفانيوس على رجاء القيامة، هذا الأسقف المبارك والمستنير والذي لمسنا فيه خلال خدمته 5 سنوات وشهور محبة المسيح والكنيسة والرهبنة".

وأضاف أن رئيس دير الأنبا مقار كان منارة ومدرسة في المحبة والإيمان وفي الصورة النقية للإيمان والخدمة والصورة البهية للأسقفية، متابعًا: "نؤمن بالله ونشكره على كل حال، عالمين أنه يدبر حياتنا، وترك لنا حياة زكية وذكرى عطرة ليكون لنا شفيعا ومصليا في السماء".

12 قرارا لتنظيم الرهبنة

وأصدرت لجنة الرهبنة وشئون الأديرة بالمجمع المقدس، الخميس الماضي، 12 قرارًا لتنظيم الحياة الرهبانية داخل الأديرة وشملت: 

1- وقف رهبنة أو قبول أخوة جدد في جميع الأديرة القبطية الأرثوذكسية داخل مصر لمدة عام يبدأ من أغسطس 2018م.

2- الأماكن التي لم توافق البطريركية على إنشائها كأديرة سيتم تجريد من قام بهذا العمل من الرهبنة والكهنوت والإعلان عن ذلك، مع عدم السماح بأي أديرة جديدة إلا التي تقوم على إعادة إحياء أديرة قديمة، ويتم ذلك من خلال رعاية دير معترف به "عامر".

3- تحديد عدد الرهبان في كل دير بحسب ظروفه وإمكانياته وعدم تجاوز هذا العدد لضبط الحياة الرهبانية وتجويد العمل الرهباني.

4- إيقاف سيامة الرهبان في الدرجات الكهنوتية (القسيسية والقمصية) لمدة ثلاث سنوات.

5- الالتزام بعدم حضور علمانيين على الإطلاق في الرسامات الرهبانية لحفظ الوقار والأصول الرهبانية الأصيلة.

6- تستقبل الأديرة الزيارات والرحلات طوال العام باستثناء فترة صوم الميلاد والصوم الكبير فتكون أيام (الجمعة والسبت والأحد) فقط من كل أسبوع، والتحذير من زيارة الأماكن غير المعترف بها وهي مسئولية الإيبارشيات والكنائس.

7- الاهتمام والتدقيق بحياة الراهب والتزامه الرهباني داخل الدير، واهتمامه بأبديته التي خرج من أجلها ودون الحياد عنها.

8- كل راهب يأتي بالأفعال التالية يعرض نفسه للمساءلة والتجريد من الرهبنة والكهنوت وإعلان ذلك رسميًا:

أ‌- الظهور الإعلامي بأي صورة ولأي سبب وبأي وسيلة.

ب‌- التورط في أي تعاملات مالية أو مشروعات لم يكلفه بها ديره.

ت‌-  التواجد خارج الدير بدون مبرر والخروج والزيارات بدون إذن مسبق من رئيس الدير.

9- لا يجوز حضور الأكاليل والجنازات للرهبان إلا بتكليف وإذن رئيس الدير بحد أقصى راهبين.

10- إعطاء الرهبان فرصة لمدة شهر لغلق أي صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتخلي الطوعي عن هذه السلوكيات والتصرفات التي لا تليق بالحياة الرهبانية، وقبل اتخاذ الإجراءات الكنسية معهم.

11- مناشدة جموع الأقباط بعدم الدخول في أي معاملات مادية أو مشروعات مع الرهبان أو الراهبات وعدم تقديم أي تبرعات عينية أو مادية إلا من خلال رئاسة الدير أو من ينوب عنهم.

12- تفعيل دليل الرهبنة وإدارة الحياة الديرية الذي صدر من المجمع المقدس في يونيو 2013  وهى مسئولية رئيس الدير ومساعديه.


الكنيسة تجرد راهبا بدير أبو مقار

ويوم الأحد الماضي، أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قرارا بتجريد الراهب أشعياء المقاري، وطرده من مجمع دير القديس العظيم مكاريوس الكبير بوادي النطرون المعروف بـ"دير الأنبا مقار"، وإعادته لما وصفته بـ"اسمه العلماني وائل سعد تواضروس"، وعدم انتسابه إلى الرهبنة، مع حثه على التوبة وإصلاح حياته من أجل خلاصه وأبديته.


وقالت الكنيسة، في بيان لها، إنها اتخذت هذا القرار بعد تحقيق رهباني بواسطة لجنة خاصة مشكلة من اللجنة المجمعية لشؤون الرهبنة والأديرة، مع الراهب المذكور، بشأن الاتهامات والتصرفات التي صدرت عنه، مؤكدة أن تصرفاته لا تليق بالسلوك الرهباني والحياة الديرية والالتزام بمبادئ ونذور الرهبنة من الفقر الاختياري والطاعة والعفة.


ودعت الكنيسة جموع الأقباط إلى الحفاظ على نقاوة الرهبنة القبطية بتاريخها المجيد، وحياة الآباء الرهبان التي اختاروها بأنفسهم، وتركوا العالم طلبًا للهدوء والتوبة وخلاص النفس، راجية من الجميع عدم تعدي الحدود الواجبة في المعاملات والعلاقات، والالتزام بالتعليمات التي تصدرها الأديرة في الزيارات والخلوات، واختتمت البيان بالقول "وعلى ابن الطاعة تحل البركة".

انتحار راهب بدير الأنبا مقار

وأمس الاثنين، تلقت مديرية أمن البحيرة، بلاغًا بمحاولة انتحار راهب بدير الأنبا مقار، حيث كشفت التحريات تفاصيل الحادث عندما حاول الراهب فلتاؤس المقاري، قطع شرايين يديه الأحد الماضي، ولكن تم إنقاذه بالعيادة الطبية المتواجدة بالدير، وعقبها غافل الراهب مرافقه وصعد أعلى العيادة وألقى بنفسه من فوقها.


تم نقل الراهب الى مستشفى "أنجلو أمريكان" بالقاهرة لتلقي العلاج، وسط حراسة أمنية مشددة، ومنع زيارته إلا من أفراد أسرته ورهبان الدير.


ولم يعرف حتى الآن الأسباب التي دفعت الراهب إلى الانتحار، فيما لا يزال متواجدًا حتى الآن داخل العناية المركزة بحالة مستقرة.


وقبل التوجه للرهبنة، كان يعمل فلتاؤس مدرسًا للتاريخ بمدينة قليوب بمحافظة القليوبية، وتوجه للرهبنه إلى الدير في عام 2010 عقب وفاة القمص متى المسكين رئيس الدير وقتها، وهو ينتمي لمدرسة البابا شنودة الفكرية.