صور| حكاية خديجة الممرضة والمدمن القاتل

المجني عليها وزوجها القاتل
المجني عليها وزوجها القاتل

«خديجة».. فتاة بسيطة، معروفة لدي قاطني منطقتها بـ«الست اللي بميت راجل»، لم يكن حلمها سوي أن تعيش في كنف رجل يرعاها ويحافظ عليها، ويعمل على تلبيه متطلبات حياتها، وتنجب منه طفلًا يعيشان سويًا من أجله، فلم تكن تحلم بالثراء أو امتلاك شقة فارهة، بل أحلامها كمثل أي فتاة بسيطة في عمرها.

 

 

قادتها الصدفة، إلى التعرف على شاب ترك بلدته بكفر الشيخ، سعيًا وراء لقمة العيش، فسرعان ما تبادلوا النظرات ووقعت في شباكه، وقررت أن تتحدي الدنيا من أجله، فطالبته أن يتقدم لخطبتها ومن ثم إتمام الزيجة.

 

في البداية، حاول أن يشرح لها ظروفه ومدي مأساته في قلة الأموال وعدم إيجاد فرصة عمل يستطيع من خلالها الإنفاق عليها، لكنها وافقت عليه ووعدته بأن تتحمل ظروفه وتشق معه الحياة سعيًا لجلب المال، وأنها لم تتخلي عنه في يوم من الأيام.

 

بدأ الشاب يفكر في الزواج، حتى عقد العزم بعد أن وقعت عليه كلماتها كالسهام في القلب، وذهب مسرعًا إلى منزلها ليقابل والدها، ويحكي له ظروفه وأن لديه شقة في بلدته، لكن رفض الأب خوفًا على إبنته من العيش بعيًدا عنه، لتتدخل «خديجة» وبالفعل تقنع والدها بمدي حبه لها، وتمت الزيجة وسط أجواء عائلية حضرها الجميع من الأسرتين.

 

وسرعان ما جهزت «خديجة» نفسها لكي تذهب معه وتقيم في كفر الشيخ، وودعت أهلها بالأحضان، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فكثيرا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، عندما وقعت المفاجأة عليها كالصاعقة باكتشافها إدمانه للمواد المخدرة، وقد فات الأوان بعد أن حملت منه في طفلة، حاولت أن تقف بجانبه ووعدته أن تساعده على الإقلاع من الإدمان لكن باءت محاولتها بالفشل، فتحملت حتى أنجبت طفلتها، وحملتها في أحضانها واستقلت القطار المتجه إلى القاهرة لتمكث مع أسرتها وتحكي لهم مأساتها.

 

كانت تتوقع بأن قصتهما انتهت برحيلها من بيته، لكن القدر كان له إرادة آخرى، عندما جاء مسرعًا إلى والدها يتمني بأن تعود معه زوجته وابنته، ووعد لها بأن يكف عن شرب المخدرات، نظرت الأم لطفلتها وكيف لها تربية ابنتها بعيدًا عن والدها! وسوف يكون لذلك الانفصال تأثير سلبي على مستقبلها.

 

وافقت الزوجة على العودة إلى المنزل تحاول أن تبعده عن الإدمان، وطلبت منه أن تعمل بإحدي المستشفيات كممرضة لكي تنفق على المنزل، وحاولت تدبير وظيفة له لكي يخرج من حالته النفسية السيئة ويكف عن المخدرات، إلا أن الإدمان قد تملك منه، وفشلت جميع محاولتها معه.

ظلت تتحمل معاناتها معه على مدار 20 عامًا، وفي كل مرة تنظر إلى أطفالها وتصبر على مأساتها وتدعو الله أن يعود زوجها إلى عقله، حتى في ذات ليلة طلب منها أن تعطيه المال لكي يشتري المخدرات، لكنها رفضت خاصة وأنها أصبحت تجهز لعرس ابنتها، فتوعدها بأن ينهي حياتها، لم يمر الكثير وانتظرها خارج المنزل بعيدا عن عيون الأبناء وانهال عليها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.

 

تجمع الأهالي على هول المشهد، وتم إبلاغ قوات الأمن ليتم القبض على المتهم بعد إعداد الأكمنة له، وبعرضه على النيابة قررت حبسه 4 أيام، وبعرضه على قاضى المعارضات بمحكمة جنح منشأة ناصر، تجديد حبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات، بعد أن حاول الهروب من حبل المشنقة بتشوية سمعة زوجته؛ بأن أدلي بإعترفاته بأنه قتلها بعد أن اكتشف علاقتها غير الشرعية مع أحد الجيران.

 

ولاتزال القضية يتم تداولها في المحاكم ولم يسدل الستار عنها حتى الآن، خاصة بعد أن شابها حالة من الغموض بين شهادة أولاده والجيران التي تدين الأب المدمن من جهة واعترفاته من جهة أخري التي تدين ربة المنزل بأنها كانت على علاقة غير شرعية.