زيمبابوي في حالة استنفار بسبب «الانتخابات» .. وتشكيك أوروبي في نزاهتها

صورة من دعايا الانتخابات في زيمبابوي
صورة من دعايا الانتخابات في زيمبابوي

في أول معتركٍ انتخابيٍ تشهده البلاد، منذ سقوط نظام حكم روبرت موجابي، الذي حكم البلاد لثلاثة عقود من الزمن، لا تزال زيمبابوي تعيش على وقع الانتخابات الرئاسية التي جرت هذا الأسبوع، ويتنافس خلالها خليفة موجابي إمرسون منانجاجوا -75 عامًا- و مرشح المعارضة نيلسون شاميسا -40 عامًا- كأبرز المرشحين في تلك الانتخابات، التي تتضمن أيضًا الانتخابات البرلمانية.

وعزل الجيش في الزيمبابوي موجابي، البالغ من العمر 94 عامًا، عن منصبه، وأجبره على الرحيل من منصبه في نوفمبر الماضي، ليتم تسمية نائبه، الذي كان موجابي أقاله من منصبه قبل أسبوعٍ من الانقلاب العسكري عليه، رئيسًا للبلاد إلى حين إجراء انتخاباتٍ رئاسيةٍ في البلاد.

الانتخابات التي جرت يوم الاثنين الماضي لا يزال اللغط يحوم حولها، خاصةً مع تأخر إعلان النتائج الرسمية إلى الآن، على الرغم من مرور يومين على إجرائها، وهو ما يثير الشكوك حول التلاعب بنتائج تلك الانتخابات، لصالح الرئيس الحالي إمرسون منانجاجوا.

نتائج استباقية

وعلى الجانب الآخر، أعلنت المعارضة في البلاد فوزها مرشحها نيلسون شاميسا بالانتخابات من الجولة الأولى دون الحاجة للمرور إلى جولة إعادة، ولكن هذه النتائج المعلنة من طرفٍ واحدٍ أثارت غضب الحكومة في هراري، ودفعت وزير الداخلية اوبير مبوفو للتلويح بورقة السجن ضد من يقوم  بإعطاء بيانات أو أرقام غير رسمية حول نتائج الانتخابات.

ومن جانبها، قالت اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات إن النتائج النهائية لن تظهر قبل حلول يوم الجمعة المقبل أو السبت، وذلك في وقتٍ، أكد فيه الرئيس منانجاجوا ثقته في الفوز بهذه الانتخابات.

وتتهم المعارضة لجنة الانتخابات بالانحياز للسلطة الحاكمة، وبافتقارها للشفافية، وتعتبر أن التأخير في إعلان النتائج متعمدٌ ومرفوضٌ من قبلها.

وكما تصاعدت أعمال العنف في زيمبابوي اليوم الأربعاء، احتجاجًا على توابع الانتخابات الرئاسية إلى الآن، وقال شهود عيان لوكالة "رويترز" البريطانية، أن قوات الجيش قتلت أحد المتظاهرين في وسط العاصمة هراري.

وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين من المعارضة، بدأوا بقذف الحجارة تجاه أفراد الشرطة، وذلك قبل أن تتدخل قوات الجيش.

واستدعى وزير العدل زيامبي زيامبي قوات الجيش لاستعادة الأمن والهدوء في شوارع العاصمة هراري، حسبما قال الوزير الزيمبابوي.

وقال وزير العدل، "وجود الجيش ليس لترويع الناس لكن لضمان الحفاظ على القانون والنظام. هم موجودون لمساعدة الشرطة، هم موجودون بوصفهم جيش الشعب لضمان سيادة الأمن".

وقد نفى زيامبي ما تردد عن وقوع إصابات أو ضحايا من القتلى بسبب وجود الجيش وتدخله.

تشكيك أوروبي

ومن جهةٍ أخرى، شكك مراقبون تابعون للاتحاد الأوروبي في نزاهة العملية الانتخابية، وأشاروا إلى وجود عدة مشكلات في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، من بينها ترويع الناخبين وعدم الثقة في مفوضية الانتخابات.

ولكن على النقيض من ذلك، قال مراقبون تابعون لجمعيات أفريقية إن الانتخابات كان سلمية ومنظمة والتزمت إلى حدٍ كبيرٍ بالقانون لكنها أثارت مخاوف بشأن انحياز وسائل الإعلام الرسمية ومفوضية الانتخابات لصالح النظام الحاكم.