منطقة «القرن الإفريقي»..ما هي أهميتها لدول المنطقة؟

القرن الإفريقي
القرن الإفريقي

منذ أيام، قررت السعودية تعليق مرور شحنات النفط الخاصة بها عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي بالبحر الأحمر بعد مهاجمة جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران لناقلتي نفط في المضيق فيما يبرز مخاطر تصاعد التوتر في المنطقة.

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن الحوثيين هاجموا ناقلتي نفط سعوديتين في البحر الأحمر يوم الأربعاء مما ألحق ضررا طفيفا بإحداهما، وأضاف قائلا «المملكة ستعلق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة، وذلك بشكل فوري ومؤقت».

وليس واضحا إن كان التحالف العسكري بقيادة السعودية سيتخذ إجراءات أمنية إضافية أو يفرض مزيدا من القيود على الواردات إلى اليمن، الذي يكافح أزمة إنسانية حادة.

بصفة عامة، تعد منطقة القرن الإفريقي التي تضُم الصومال وإثيوبيا وإريتريا أحد المداخل الإستراتيجية المهمة للبحر الأحمرـ الذي بدوره يعتبر من أهم الممرات المائية في العالم، حيث يربط بين القارات الثلاث «آسيا، وأفريقيا، وأوروبا» ويتحكم في حركة الملاحة والتجارة الدولية، وخلال العقود الماضية حاولت القوى الدولية والإقليمية ترسيخ نفوذها في هذا الممر المائي الحيوي، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحركات غير مسبوقة للتواجد وبناء القواعد العسكرية على سواحل البحر الأحمر.

وكونها منطقة مميزة استراتيجيا واقتصاديا وعسكريا، تضم تلك المنطقة عدد من القواعد العسكرية لبعض الدول العربية والأجنبية والذين سعوا لإنشاء قواعدهم خلال السنوات الأخيرة لمعرفتهم بأهمية ذلك الموقع  الذي يمتد طوله إلى ما يزيد عن ألفي كيلومتر، ويصل عرضه إلى ثلاثمائة كيلومتر، وتبلغ مساحة سطحه إلى حوالي 438 ألف كيلومتر مربع.

5 دول و9 قواعد عسكرية

تضم دول جيبوتي واريتريا واليمن والسودان والصومال، عددا من القواعد العسكرية لعدة دول.

كانت جيبوتي إحدى الدول المحتلة من قبل فرنسا، وقد نالت استقلالها عام 1977، ولكن ظل النفوذ الفرنسي يحظى بمكانة كبيرة داخل جيبوتي، فقد قدم الجيش الفرنسي التمويل الأساسي لحكومة جيبوتي مع ضمان حمايتها والدفاع عنها في مواجهة أي أعمال عدائية خارجية، وتضم القاعدة الفرنسية فورس فرنسيس ما يقرب من 2000 جندي فرنسي.

من جهتها، تسمح جيبوتي لفرنسا ببناء القواعد العسكرية وتقدم التسهيلات واسعة النطاق لتدريبات الجيش الفرنسي.

على جانب آخر، وبعد تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في عام 1998، وتفجير السفينة "كول"بالقرب من السواحل اليمنية في عام 2000، وما تبعها من أحداث الحادي عشر من سبتمبر، سعت الولايات المتحدة لحماية مصالحها في العالم كافة، وقد كانت جيبوتي إحدى المحطات التي تم اختيارها لبناء قاعدة ليمونيه العسكرية وهي أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في أفريقيا، وهي منصة لإطلاق ومراقبة هجمات الطائرات بدون طيار، وكذلك مركز لمكافحة القرصنة وغيرها من العمليات المتعددة الجنسيات في الإقليم، فيما تقدم الولايات المتحدة لحكومة جيبوتي 38 مليون دولار سنويا مقابل تواجدها العسكري هناك.

كما افتتحت الصين في أغسطس2017 أول قاعدة عسكرية لها في أفريقيا بجيبوتي.

أما في الصومال، فقد أنشأت تركيا أكبر قاعدة عسكرية لها في العالم قد افتتحتها في 2017، ولم تكن الصومال وحدها هي محطة تركيا بل انضمت لها السودان بإنشائها لقاعدة عسكرية بجزيرة سواكن.

وبسبب الأوضاع السياسية السيئة والحرب في اليمن والتي اندلعت بمارس 2015، فقد أخذت بعض الدول الخليجية كالإمارات والسعودية قرار توسيع وجودهم العسكري بتلك المنطقة الهامة، حيث أنشأت الإمارات قاعدة عسكرية في إريتريا، وقاعدة أخرى في بربرة بجمهورية أرض الصومال، ووقعت السعودية على اتفاق مع جيبوتي بإنشاء قاعدة سعودية في البلاد.