اختتام أعمال السينودس السنوي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية

مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان
مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان

عُقد السينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، من الثالث والعشرين وحتى السابع والعشرين من يوليو 2018، في الكرسي البطريركي بدير سيّدة النجاة، الشرفة، درعون، حريصا، لبنان وذلك تحت رئاسة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي.

ونقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية السريان الكاثوليك، أبرزت إذاعة الفاتيكان البيان الختامي والذي جاء في أعمال السينودس كالتالي: «تداول الآباء الأوضاع العامّة في الشرق، وتوقّفوا بشكل خاص عند أحوال أبناء الكنيسة السريانية وبناتها إزاء الخضّات المخيفة التي تحمّلوها، وهم يرفعون الصوت عالياً أمام العالم، مستنكرين النكبات التي حلّت بشكل خاص بالكنيسة السريانية في الأعوام الماضية، والتي أدّت إلى اقتلاع عدد كبير من أبناء شعبها من أرض الآباء والأجداد في سوريا والعراق، فضلاً عمّا يحدث في مصر والأراضي المقدّسة، نكبة تُكرِّر مأساة الإبادة التي حلّت بأجدادهم منذ مئة عام! هذا الانتهاك الخطير لحقوقهم المدنية قد هزّ كيانهم الإنساني والمجتمعي والحضاري، لا سيّما وقد اختبروا مآسي تشرُّد آلاف العائلات في أنحاء شتّى من العالم».

وأضاف البيان «بحث الآباء الوضع في لبنان، فهنّأوا اللبنانيين على إجراء الانتخابات النيابية في جوٍّ من الديمقراطية وقبول الآخر، وكرّروا صرختهم إلى فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلَّف تشكيلَ الحكومة ورؤساء الأحزاب المسيحية، بوجوب تمثيل الطائفة السريانية الكاثوليكية في الحكومة الجديدة، ووجّهوا نداءً لمعالجة الأزمات الاقتصادية وغلاء المعيشة ومعضلة توقُّف القروض الإسكانية التي باتت تهدّد مستقبل الشباب اللبناني، هذا بالإضافة إلى المعاناة التي تواجهها المدارس الخاصة في متابعة رسالتها التربوية، ما يلقي على عاتق الدولة مسؤولية إيجاد حلولٍ جذريةٍ تؤمن حقوق المواطنين من كل الفئات، وتوفّر الفرص للشباب ليتجذّروا ويصمدوا في بلدهم لبنان ولا يهاجروا منه».

وقال «ثمن الآباء الجهود المبذولة في سبيل وقف الحرب وإيجاد حلّ نهائي وجذري للأزمة المستمرة في سوريا منذ أكثر من سبعة أعوام، مهيبين بجميع الأطراف العمل معاً من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها، ومطالبين برجوع النازحين السوريين إلى أرضهم، ومحذّرين من مخطّطات تهدف إلى سلب هوية بيت نهرين (الجزيرة)».

وأضاف البيان «شدد الآباء على ضرورة التعاضد والتكاتف بين جميع مكونات الشعب العراقي، كي يجتاز بلدهم هذه المرحلة التي يتخبّط فيها، فيحكم الجميع العقل ويغلّبوا لغة الحوار وقبول الآخر، باذلين كل جهد لإعادة الأمن والسلام والاستقرار إلى أرض الرافدين الغالية، لما فيه خير وطنهم، وخاصةً المكوِّن المسيحي الأصيل والمؤسس فيه، كما أعرب الآباء عن ثقتهم بالقيادة الحكيمة للرئيس والحكومة في مصر، ولِما لهذه القيادة من أثر إيجابي يساهم في تعزيز الاستقرار والطمأنينة لدى المواطنين، وخاصةً لدى المسيحيين بعد ما عانوه من أعمال عنف وإرهاب».

وأضاف «أكد الآباء على أنّ القدس هي مدينة لجميع أتباع الديانات الثلاث، مشددين على حقّ الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه، والوصول إلى سلام دائم بحلّ الدولتين، وجدد الآباء مؤازرتهم وتضامنهم مع جميع المعذَّبين والمضطهدين من أبناء شعبهم السرياني، الذين يكابدون آلام النزوح والهجرة والاقتلاع، مؤكدين لهم أن الكنيسة ستبقى إلى جانبهم، تقدّم لهم كل ما تستطيع من مساعدة وخدمة كي يستمروا بأداء الشهادة للرب يسوع، إله المحبة والسلام، في خضم المعاناة والآلام، متشددين بقوة إلههم القائل: «ثقوا إني قد غلبتُ العالم» - يوحنّا 16: 33.

وفي النهاية «توجه الآباء بالفكر والقلب إلى أبنائهم الذين غادروا أرض الآباء والأجداد في الشرق، واستقروا في بلاد جديدة تؤمّن لهم السلام والأمان والعيش الكريم، في أوروبا وأمريكا وأستراليا، وهم يهيبون بهم الاستمرار بعيش الأمانة لكنيستهم الأم وبلدان نشأتهم ولعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم الأصيل في الشرق، وفي الوقت عينه يحثّونهم على محبّة أوطانهم الجديدة والإخلاص لها والإبداع في مختلف المجالات، مؤكّدين لهم سعيهم الدائم في سبيل تأمين الخدمة الروحية لهم رغم التحدّيات والصعوبات».