ثورات يوليو ويناير ويونيو.. الشباب يقود التغيير

ثورات يوليو ويناير ويونيو.. الشباب يقود التغيير
ثورات يوليو ويناير ويونيو.. الشباب يقود التغيير

خالد شعبان: ثورة يوليو أسست الدولة المصرية الحديثة 


د.سامية قدري: الشباب يتقدم مشهد التغيير الثوري دائما 


د.طارق فهمي: كل ثورة لها مبرراتها وسمات الشباب ترغب في التغيير  


  
مع حلول الذكرى الـ66 لثورة 23 يوليو 1952، تتوارد للأذهان تلقائيا صورة قائدها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي قاد تنظيم الضباط الأحرار للقضاء على الفساد الملكي والاحتلال الإنجليزي، وهو لم يتجاوز عمره عامه الـ 34، أي في أوج مرحلة الشباب، وكان وقتها أكبر الضباط الأحرار سنا.

 

ويعد ذلك، إثبات حقيقي وعملي لقدرة الشباب على القيادة والسير بالبلاد نحو المستقبل، بل وتغيير الخريطة الإقليمية والعالمية.

 

 

الثورات المصرية

 

وبتتبع مراحل التاريخ المصري، فإن تصدر الشباب مشهد التغيير السياسي لم يكن حدث استثنائي ارتبط بثورة يوليو فقط، بل امتد على مراحل مختلفة كتصدرهم المشهد وتضحيتهم بأغلى ما لديهم خلال ثورة يناير 2011، قبل أن تختطفها جماعة الإخوان المحظورة، ومن ثم الوقوف أمام إرهاب المحظورة في ثورة 30 يونيو 2013، وخروج أكثر من 33 مليون مصري غاضب وخائف على البلاد كان أغلبهم من الشباب المصري، فأسقط مساعي الجماعة في السيطرة على البلاد، وقادها نحو التطور، ومن ثم وبعد اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسا للجمهورية، بدأ الاهتمام بالشباب يأخذ منحنى مختلف ورعاية حقيقية من خلال مؤتمرات الشباب والبرنامج الرئاسي لإعداد الشباب للقيادة.
 
 

قيادة الثورة


وفي هذا السياق، قال النائب خالد عبد العزيز شعبان، إن قيادة ثورة يوليو، بواسطة تنظيم الضباط الأحرار -الشباب- كان لها ظروفها الخاصة على المستويين السياسي والاجتماعي، من حيث فساد الحكم وحاشية الملك، فضلا عن خسارة الجيش في ١٩٤٨، والظروف الاجتماعية الصعبة التي عاشها المواطن المصري حينذاك، وغيرها من الظروف التي ولدت لديهم رغبة حقيقية في التغيير وانقاذ البلاد وما يترتب عليه من تغيير الخريطة العربية والإفريقية.


 
 محمد نجيب
 
وأضاف أن اختيارهم لـ- اللواء محمد نجيب كقائد للثورة ثم أول رئيس للجمهورية، كان له عامل في نجاح الثورة وتحقيق أحلامها لواقع عاشه المواطن، وأن وجود الزخم السياسي وحياة حزبية سليمة وقتها وفر عقول سياسية واعية ومدركة لحساسية الأوضاع وخطورتها وقتها، مشيرا إلى  أن هذا الوعي السياسي والخبرة الواعية اندمج مع شجاعة واقدام الشباب المبادر والقائد لثورة  أعادت كتابة التاريخ.


 
 
 وعي سياسي


وأوضح أن ثورة يوليو أسست الدولة المصرية الثانية، بعد فترة حكم محمد علي بفضل الوعي السياسي والتنوع الأيديولوجي في مجلس قيادة الثورة، وأنه على الشباب المصري في الفترة الحالية ادراك ماهية السياسة والعمل السياسي وانه يتطلب اختلاف فكري وأن يعوا أن السياسة تبنى من خلال الحوار وأنها لا تعني أن ما ليس معي ضدي.


 
وعن مؤتمرات الشباب والبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، قال شعبان، إنها مبادرات طيبة ومدعومة بقوة من كافة الأطراف المعنية ولكنها تحتاج إلى التطور بمشروع سياسي حقيقي يمارس فيه الشباب العمل السياسي على أرض الواقع، وأن يكون بمثابة المنفذ لانتماءاتهم الأيدولوجية المختلفة وخير إعداد لقادة حقيقيين في المستقبل.
 

 

حركة التغيير


 ومن جانبها قالت د.سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس، إن قيادة لحركة التغيير مطلع الخمسينيات كان راجعا لانتمائهم للطبقة المتوسطة من الشعب وشعورهم بما يعاني منه المواطن في تلك الحقبة الزمنية، مشيرة إلى أن انضمامهم للجيش وخوض المعارك المختلفة معه زاد من انتمائهم للدولة المصرية، وأنه أيضا مكنهم من تبوء بعضهم مراكز هامة ساعدتهم في قيام الثورة والقضاء على الملكية.


 
  
ولفتت إلى أن الشباب دائما ما يكون في مقدمة مشهد التغيير الثوري مثلما حدث في ثورة يوليو أو من خلال قيامهم بثورة  في ٢٥ يناير ٢٠١١، ولكن عدم تنظيمهم وقتها أدى إلى اختطاف جماعة الإخوان الإرهابية لحلم الشباب، مؤكدة أن الشعب المصري بكامل فئاته أدرك خطر تلك الجماعة المحظورة والمخربة وخرج في حشود مليونية لتصحيح المسار في ٣٠ يونيو ٢٠١٣.


 
وتابعت أستاذ علم الاجتماع السياسي بأن فترة حكم الجماعة أظهرت أهدافهم الخبيثة المغرضة، وأن إدراكهم لنوايا الإخوان المستترة هو ما دفعهم للخروج في الشارع ومطالبة الجيش بالتدخل لإنقاذ البلاد من على شفا حفرة الهاوية الاخوانية.


 

الاهتمام بالشباب


وأكدت أنه خلال فترة الستينيات ظهر بوضوح الاهتمام بالشباب ومحاولة إعدادهم وتعينهم في مناصب حساسة وهامة للغاية، وأنه فيما تلي تلك الفترة لم يعد الاهتمام بالشباب مطروحا كذي قبل، حتى مع إقامة الحزب الوطني مطلع الألفية الجديدة مؤتمرات شبابية كانت شكلية غائب عنها قنوات التنفيذ والتمثيل الحقيقي.


 
واختتمت د.سامية قدري بأن مؤتمرات الشباب الحالية والبرنامج الرئاسي لإعداد الشباب خطوة جيدة نحو تمكين الشباب، ولكنها تحتاج لدعم حزبي ونقابي وإيمان حقيقي بقدرة الشباب على الوصول بالبلاد لبر الأمان والإنجاز، وأنه في حال وجود الدعم الحقيقية من الوارد جدا  في خلال الخمس سنوات القادمة ظهور نماذج شابة جادة قادرة على السير بالبلاد  نحو المستقبل.


 
 ثورة يناير


أوضح د.طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن كل حالة تختلف عن الآخرى وكل ثورة لها مبرراتها وأحداثها، ولكن للشباب دور عظيم في التغيير، والدور الأبرز للشباب يظهر في ثورة 25 يناير، بينما ثورة 30 يونيو كان يوجد جزء من منظومة اجتماعية قامت بالتغيير لكن لم تكن في طليعة قوى التغيير وكان هناك دور إيجابي للشباب أيضاً من المرأة وكبار السن، 
 
وأضاف أنه في ثورة 23 يوليو كان من الأساس الذين قاموا بالثورة شباب فقد كان جمال عبد ناصر ورفاقه جميعهم في الثلاثينات من عمرهم، فلذلك نستطيع القول بأن الذي قام بعملية التغيير نفسها وإجراء الثورة هم مجموعة ظباط شباب، فأغلب القيادات كانت في مرحلة الثلاثينات فيما عدا اللواء محمد نجيب كان أكبرهم سناً.


 
وأشار فهمي إلى أن الشباب لديهم طاقات ورغبة، ومن السمات الشخصية لجيل الشباب أنه من الطبيعي أن يكون رافضاً للواقع ويسعى دائماً للتغيير، إلى جانب أنه يسعى لمحاولة الوصول للأفضل، وأيضاً المساحة العمرية للشباب من فوق العشرينات حتى مطلع الثلاثينات يكون لديها رغبة في التغيير، لذلك دائماً الشباب يقود طليعة التغيير في حالات التغيير السياسي في جميع دول العالم. 


 
وأكد أنه في مصر حالة التغيير كانت واضحة للغاية، وذلك في التغيير الذي حدث في ثورة 23 يوليو لأن الظباط الأحرار كانوا شباب، وثورة 25 يناير كان الأغلبية العظمى شباب في العشرينات أو مطلع الثلاثينات وكان لا يربطهم رابط ولكن كان يمتلكون نفس السمات الشخصية، وهي صغر السن والرغبة في التغيير وعدم قناعتهم بالسياسة التي كانت تُدار بها البلاد، لذلك كان من اللازم حدوث تغيير بصورة أو بآخرى.