القصة الكاملة لاحتجاجات العراق من المطالبة بتوفير الكهرباء لإسقاط النظام

صورة أرشيفية لمظاهرات العراق
صورة أرشيفية لمظاهرات العراق

21 يومًا قضاها العراقيين في شوارع المدن الجنوبية – العائمة على بحور النفط – ارتفعت فيهم المطالب تدريجيًا من تحسين الخدمات إلى المطالبة بإسقاط النظام.


البداية من البصرة

البصرة كانت أولى المدن العراقية التي شهدت مظاهرات غاضبة حيث خرج الآلاف إلى شوارع المدينة التي تقع في جنوب البلاد من أجل المطالبة بالقضاء على الفساد، وتحسين الخدمات السيئة التي تعاني منها المدينة كالكهرباء والماء.


وبدأت وتيرة التظاهرات في الارتفاع تدريجيًا مع تعامل القوات الحكومية معها بالقوة لتبدأ خارطة المتظاهرين في الاتساع لتشمل عدد من مدن الجنوب كالناصرية والديوانية وكربلاء.

 


وبحسب سكاي نيوز فإن المتظاهرين العراقيين الغاضبين بدأوا في الخروج إلى شوارع العاصمة العراقية بغداد رافعين العديد من الشعارات التي لم تقف عند حد تحسين الخدمات فقط ولكنها وصلت أيضًا إلى المطالبة بإسقاط النظام نفسه.


وأضافت أن السلطات العراقية أعلنت عن سقوط قرابة الـ47 شخصا مابين قتيل وجريح خلال 21 يومًا من المظاهرات الغاضبة.


مظاهرات عنيفة


وألقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على التظاهرات التي تشهدها العراق منذ أيام، قائلة أن تلك التظاهرات بدأت تأخذ الشكل العنيف بعدما اقتحم المتظاهرين عدد من المباني الحكومية وأشعلوا فيها النيران.


وأشارت الصحيفة إلى أن المظاهرات الأخيرة في المدن الجنوبية لم تكن مفاجئة ولكنها كانت نتيجة للغضب المتصاعد في تلك المدن منذ أشهر، حيث شهدت تلك المدن خلال الفترة الماضية حوالي 260 تظاهرة مختلفة.


وأضافت أن شهر نوفمبر 2017 على سبيل المثال شهد عدد من التظاهرات الغاضبة التي جاءت بسبب خطة الحكومة لرفع تكاليف الكهرباء دون أن تُحدث أي إصلاحات على مستوى جودة الخدمة المُقدمة.


وتابعت أن أزمة الكهرباء بدأت في الظهور على السطح أكثر كونها المحرك الأساسي للتظاهرات بسبب الانقطاع المتكرر لها خلال فترات الصيف، وهي المشكلة التي زادت مع قطع إيران لإمدادات الطاقة عن تلك المدن في شهر يوليو.


وضع صعب 


وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الوضع في العراق الآن أصبح صعب جدًا، خاصة وأن النخبة السياسية في البلاد أصبحت لا تمتلك أي مقدار من المصداقية لدى العراقيين.


وأضافت أن تلك النخبة تمتلك تاريخ كبير من الوعود الزائفة حول الإصلاح الاقتصادي، ومنها الوعود بتوفير 10 آلاف فرصة عمل في قطاع الكهرباء بمدينة البصرة فقط وهو ما لم يتحقق.


ولفتت إلى أن ما يزيد الموقف صعوبة بالنسبة لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هو عدم امتلاكه لأي خطط سريعة من أجل الوصول إلى الإصلاح الاقتصادي، مضيفة أن المشكلة الأكبر هي وجود عدد كبير من سكان العراق تحت سن الـ25 عامًا.


وتابعت أن نظام التعليم الحكومي جعل هذه الفئة الكبيرة من الشباب غير قادرة من الأساس تلبية متطلبات سوق العمل من الأساس.

الأسوأ لم يأتي بعد


أكدت «واشنطن بوست» على أن الأوقات الصعبة في العراق لم تأتي بعد، حيث من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة ارتفاع في وتيرة الاحتجاجات.


وأضافت أن الخيارات بدأت من النفاذ من أيدي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الذي أصبح عليه واجهة جذور الفساد الضاربة في أساسات البلاد منذ سنوات طويلة.


وتابعت أنها رصدت خلال الفترة الماضية ظهور جديد لعدد من عناصر تنظيم داعش مما يهدد باستنزاف مزيد من موارد الدولة العراقية لمواجهة التنظيم الإرهابي.