«دعم الإرهاب».. «بي بي سي» تفضح النظام القطري بالأدلة

أمير قطر
أمير قطر

في حياتنا العادية، وفي مشاهد الدراما السينمائية، اعتدنا حينما يريد أحد الضحايا التفاوض مع مجرمين وخاطفين لأطفالٍ أو أشياء من هذا القبيل، أن يجلب أحد قطاع الطرق ليكون وسيطًا بينه وبين المجرمين، لأنه منهم، ويعرفهم ويمكن له أن يلعب دور الوسيط، مشاهد سينمائية ألفنا عليها في عديد من الأعمال الدرامية.

لكن الحكمة التي خرجنا بها من تلك المشاهد هو أننا حينما نعرف أن شخصًا يفاوض المجرمين وقطاع الطرق، فهو بالتأكيد مجرمٌ مثلهم، وبديهيًا من يتفاوض مع إرهابيين فهو في منصة الإرهابيين معهم.

فجرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مفاجأة بعرضها تقريرًا يتضمن تسجيلاتٍ صوتيةٍ، تفضح مسؤولين قطريين وتكشف دخولهم في مفاوضاتٍ مع جماعاتٍ إرهابيةٍ في العراق، من أجل تحرير بعض أفراد الأسرة الحاكمة، الذين كانوا رهائن عند جماعاتٍ إرهابيةٍ في بلاد الرافدين.

فدية كبيرة

التقرير الذي أذاعته "بي بي سي" كشف عن أن قطر دفعت 1.15 مليار دولار في  إبريل عام 2017 لبعض المنظمات الإرهابية في العراق مقابل تسلُّم رهائن قطريين بعضهم من أبناء الأسرة الحاكمة في جنوب العراق.

وتضمن التقرير محادثات هاتفية، شدد خلالها مسؤولون قطريون على أهمية التكتم والسرية في هذا الأمر، كما كان قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، طرفًا في تلك المفاوضات، وأحد القائمين عليها.

وكان نحو 28 فردًا من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر في رحلة لجنوب العراق بغرض الصيد، حينما أغارت عليهم كتائب حزب الله العراقي وعناصر جبهة النصرة، المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كتائب حزب الله وجبهة النصرة في العراق على أنهما تنظيمين إرهابيين.

مقاطعة مستمرة

وتقاطع مصر والسعودية والإمارات والبحرين، قطر منذ الخامس من يونيو من العام الماضي، متهمين إياها بالضلوع وراء دعم الجماعات الإرهابية، وإيواء عناصر متطرفة على أراضيها، في حين تتنصل الدوحة من جل هذه الاتهامات.

ليس هذا فحسب، بل اعتبر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، أن فرض الحصار على قطر، والتلويح بورقة حرمان القطريين من رؤية ذويهم في دول الحصار شكلًا من أشكال الإرهاب، حسب قوله.

ومائة وخمسون مليون دولار بعد المليار هي القيمة الإجمالية التي دفعها النظام القطري لجماعات إرهابية، لأجل تحرير أفرادٍ من الأسرة الحاكمة، أمرٌ قد يكون مشجعًا لتنظيماتٍ أخرى من أجل كسب المال الطائل، فإما أن الدافع لا يعي خطر ما يفعل وإما أن يكون شريكًا فيه، فهل يوجد احتمالٌ ثالثٌ غير ذلك؟