حوار| سفير السودان بالقاهرة: العلاقات بين القاهرة والخرطوم لها خصوصية لا تخطئها العين

جانب من الحوار - تصوير خالد عيد
جانب من الحوار - تصوير خالد عيد

- مكافحة الإرهاب تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية


- اللجنة المشتركة آلية للتعاون الثنائى وتضم كافة القطاعات

 

أكد سفير السودان لدى مصر ومندوبه لدى جامعة الدول العربية عبدالمحمود عبدالحليم أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الخرطوم اليوم تتميز بأهميتها توقيتاً ومضموناً، وتأتى ردا أيضا على الزيارة التى قام بها الرئيس البشير للقاهرة قبيل الانتخابات الرئاسية.


و أضاف فى حوار لـ«الأخبار» أن الزيارة تعكس أيضا حيوية وخصوصية العلاقات بين البلدين والشعبين.. وشدد على أنها تأتى فى وقت تحتشد فيه المنطقتان العربية والأفريقية بتطورات ومستجدات بالغة الأثر وتسارع للأحداث فى ليبيا واليمن وسوريا، بجانب التطورات المهمة فى القارة الإفريقية والقرن الافريقى والبحر الأحمر، وأشار إلى أن هذه التطورات لها تبعات جمة على سلام المنطقتين التى تشكل مصر والسودان فيهما مركز الثقل المحورى.. وأوضح عبدالمحمود أن الزعيمين يبحثان العلاقات الثنائية ونتائج آليات التعاون المشترك والأوضاع فى القارة الإفريقية والعالم العربى.. وإلى نص الحوار.


 كيف ترى زيارة الرئيس السيسى للسودان؟
- زيارة الرئيس السيسى المهمة للسودان والتى تستغرق يومين تعد الزيارة الأولى له للخرطوم بعد انتخابه مؤخرا لولاية ثانية.


هذه الزيارة تتميز بأهميتها توقيتاً ومضموناً، فهى تأتى فى إطار التواصل المستمر بين قيادتى البلدين وتأتى ردا أيضا على الزيارة التى قام بها للقاهرة قبيل الانتخابات الرئاسية الرئيس عمر حسن أحمد البشير.


كما تعكس الزيارة حيوية وخصوصية العلاقات بين البلدين والشعبين وهى تضاف لسلسلة الزيارات واللقاءات العديدة التى تمت بين الرئيسين ،فهذه القمة السودانية المصرية ستعنى باستعراض موقف العلاقات المتطورة بين البلدين والجهود المتصلة لتعزيزها وتعميقها فى كافة المجالات.


 ما أهم الملفات التى سيناقشها الرئيسان؟
- سوف يقف الرئيسان على سير ونتائج الاجتماعات العديدة لآليات التعاون الثنائى التى شهدتها الفترة المنصرمة منذ عقد اجتماع الرئيسين بأديس أبابا على هامش القمة الأفريقية مؤخراً مروراً بزيارة الرئيس البشير لمصر وأهمها اجتماعات اللجنة الرباعية المشكلة من وزيرى الخارجية ومديرى المخابرات فى البلدين بالتكليفات الصادرة إليهم وغيرها من آليات التعاون المشترك وصولا الى اجتماعات لجنة التعاون العليا برئاسة الرئيسين والتى ستستضيفها الخرطوم أيضا فى أكتوبر القادم، كما سيتبادل الزعيمان وجهات النظر حول التطورات الجارية فى المنطقة والاقليم وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.


كما سيتم استعراض موقف العلاقات الثنائية والوقوف على نتائج آليات التعاون المشترك وبحث السبل ووسائل تعزيز وتوطيد ذلك التعاون فى كافة المجالات ومن بين الملفات المطروحة أمام القمة تبادل وجهات النظر حول الأوضاع فى القارة الإفريقية والعالم العربى.


 ماذا عن أهمية الزيارة فى هذا التوقيت؟
- زيارة هامة دون شك توقيتاً ومضموناً، من ناحية التوقيت تأتى الزيارة فى وقت تحتشد فيه المنطقتان العربية والافريقية بتطورات ومستجدات بالغة الأثر وتسارع الأحداث فى ليبيا واليمن وسوريا،والتطورات المهمة فى القارة الإفريقية والقرن الأفريقى والبحر الأحمر، ولكل هذه التطورات تبعات جمة على سلام المنطقتين التى يشكل السودان ومصر فيهما مركز الثقل المحورى ممايعطى مضمونا خاصا للزيارة وأهمية التواصل المستمر بين القيادتين.


 لقاءات عديدة جمعت السيسى والبشير كيف ترى ذلك؟
- نعم هنالك العديد من اللقاءات التى تمت بين الرئيسين سواء فى العاصمتين أو على هامش الزيارات والمؤتمرات الإقليمية والدولية، وقد فاقت تلك اللقاءات بين الرئيسين العشرين، وهو رقم غير مسبوق فى تاريخ التواصل بين قيادتى البلدين ممايعكس نجاح دبلوماسية القمة وخصوصية التواصل السودانى المصرى.


 كيف ترى مردود هذه الزيارة على العلاقات بين البلدين..خاصة وأنك وصفتها بالمهمة؟
- بلاشك سيكون مردود الزيارة كبيراً على البلدين حيث سيقوم الرئيسان باستعراض آخر المستجدات فى مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين والوقوف على نتائج ماتحقق وإعطاء قوة دفع جديدة لآليات التعاون المشترك وصولا لاجتماع اللجنة العليا الرئيسية برئاسة الرئيسين البشير والسيسى فى الخرطوم فى أكتوبر القادم،وهو الاجتماع الذى سيشكل بدوره نقطة تحول مهمة نحو تعزيز وتعاون البلدين فى كافة المجالات ولمصلحة شعبيهما.


 ماذا عن اللجان المشتركة بين البلدين؟
- اللجنة المشتركة هى آلية مجمل مسائل التعاون الثنائى بين السودان ومصر وقد تم ترفيع هذه اللجنة للمستوى الرئاسى مما يعكس الإرادة المشتركة لكليهما نحو ارتياد آفاق أرحب لهذه العلاقات،وتضم اللجنة كافة قطاعات التعاون فى المجالات السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتجارية الاستثمارية الصناعية والتعليمية والثقافية والسياحية والصحية ومجالات النقل والتعاون بين رجال الأعمال فى البلدين.


كيف ترى العلاقات الاقتصادية بين البلدين؟
- تتعدد أوجه التعاون الاقتصادى بين البلدين بفضل مايتمتعان به من موارد طبيعية وبشرية ومزايا نسبية، وقد أدى افتتاح معابر «ارقين» و«اشكيت» و«قسطل» إلى فتوحات جديدة فى مجالات التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى لا للبلدين فحسب وإنما لتعزيز التجارة والاستثمار فى أوصال القارة الإفريقية وتجمعاتها الاقتصادية والتجارية وعبرها أيضا لأوروبا والعالم.


 كيف ترى العلاقات بين مصر والسودان الآن؟
- أرى أن للعلاقات بين البلدين والشعبين خصوصية لاتخطئها العين وهى نتاج تواصل تاريخى وعلاقات أرحام ووشائج ومشتركات لاتحصى.. وبالطبع فإنه على الرغم مما تحقق فى الماضى والحاضر فإن المحصلة دون الطموح، ويمكن بتضافر الجهود بلوغ الأهداف والتطلعات المبتغاة.


 ماذا عن ملف سد النهضة؟
- بشأن موضوع سد النهضة يؤمن السودان بأن النهر ينبغى أن يكون ساحة للتعاون وليس الصراع، وقد لعب السودان منذ توقيع إعلان المبادئ بجهوده وعلى أرض عاصمته دوراً متميزاً ليس فقط لتأمين مصالحه وإنما لتحقيق أهداف أن الكل يكسب.


 السودان لعب دورا مهما لتهدئة الأوضاع فى الجنوب حدثنا عن هذا الدور؟
- لعب السودان كما هو معلوم دوراً ريادياً ومحورياً فى التوصل للسلام بين الفرقاء فى جنوب السودان وعلى نحو عكس حيوية الدور السودانى فى أفريقيا وفى المنطقة اتصالا لدور وجهود ماانقطعت من قبل السودان لتحقيق سلام ونماء القارة الإفريقية، وإذا كان السودان قد لعب فى السابق دورا تاريخيا ومؤثرا فى تحرير القارة فإنه يندفع الآن لتعزيز السلام والاستقرار فى القارة الإفريقية إلى جانب جهوده ودوره الايجابى المعلوم إزاء شواغل المجتمع الدولى مثل دوره فى استضافة اللاجئين وفى قضايا الهجرة والتعاون الاقليمى وخلافها.


 كيف ترى الأزمات العربية التى تعانى منها المنطقة؟
- الأزمات العربية تمثل مصدر قلق عميق للسودان، ومن المؤسف أن الحروب التقليدية التى انحسرت عالمياً لاتزال تدور فى المنطقة العربية ولاتزال الدماء تسفك والموارد تهدر، ونحن نقف بشدة مع وجوب تحقيق الحلول السلمية للأزمات فى سوريا وليبيا واليمن وعلى نحو يحقق سلامها ووحدتها واستقرارها.


 بصفتك مندوبا للسودان بالجامعة العربية.. هل أنت راض عن دور الجامعة فى حل الأزمات العربية؟
- الجامعة العربية هى مرآة للواقع العربى.. ولايستقيم الظل والعود أعوج.


ماذا عن التعاون بين البلدين فى مكافحة الإرهاب؟
- يناهض السودان الإرهاب بكافه صورة وأشكاله، ونحن فصيل متقدم فى محاربة الإرهاب بانضمامه لكافة المعاهدات والاتفاقيات والصكوك الدولية والإقليمية ذات الصلة علاوة على تشريعاته وقوانينه المحلية التى تتناسق مع تلك الصكوك والأدوات وعلاوة أيضا على جهوده المعلومة للجميع ومثل وتقاليد شعبه.


 كيف نكافح هذه الظاهرة التى تضرب المنطقة؟
- يكافح الإرهاب بتضافر الجهود الإقليمية والدولية وتناسق المسارات الأمنية والفكرية والثقافية الداعية لوضع حد لهذه الآفة.


 هناك جهود لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب كيف ترى ذلك وما تأثيره؟
- معلوم أن دمغ السودان برعاية الإرهاب كانت اصلا وكما هو معلوم كلمة باطلة أريد بها باطلا، وهى عملية سياسية ﻻ تلامس أى واقع وتناقض حقيقة أن السودان أكثر بلاد الدنيا سماحة وتسامحا وان تقاليد وموروثات شعبه تعصمه من أى زلل.


بعد كل هذه السنوات أثبت السودان انه عضو فاعل فى الحرب على الإرهاب وهبت لنصرته كافة الدول والشعوب المحبة للسلام ومن بينها فى أفريقيا وآسيا والعالم العربى حيث فرغ البرلمان العربى مؤخراً عبر لجنته الخاصة بالسودان من اعتماد خطته للتعامل مع الإدارة الأمريكية بهدف إزاحة السودان من هذه القائمة التعيسة.


والحكومة السودانية أيضا على تواصل مع الادارة الأمريكية عبر بحث خطة مسارات متعددة وصولا لشطب اسم السودان، ونحن واثقون أن هذه الفرية سيتم القذف بها بعيدا كذكرى للظلم والكيد السياسى.


 هناك اصلاحات اقتصادية تتم فى مصر والسودان كيف يتم الاستفادة من ذلك فى التعاون بين البلدين؟
- يمكن لكل من السودان ومصر الإستفادة من دروس الإصلاحات الاقتصادية والتجارب التنموية خلال الحقب الماضية وصولا لصيغ تنموية تلبى تطلعات شعبيهما وتستلهم المستجدات فى علوم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمناخات الدولية والإقليمية والفرص المتاحة استصحابا أيضا للنماذج العالمية الناجحة.


كيف ترى إنهاء الخلاف بين اريتريا واثيوبيا وانعكاسه على مصر والسودان؟
- إنهاء أى نزاعات وافشاء الأمن والاستقرار وحقن دماء الشعوب أمر إيجابى بانعكاساته على الكل ويوجب التثمين.