تقرير| البهرة.. من بلاد الهند لأبواب «المعز» بفضل «السادات»

طائفة البهرة
طائفة البهرة

«البهرة».. قالت عنهم الكاتبة سعاد عثمان، في كتابها "الطوائف الأجنبية في مصر (البهرة نموذجًا)، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب، تعريف طائفة البهرة بأنهم "إسماعيلية مستعلية يعرفون بالإمام المستعلي ومن بعده الآمر ثم ابنه الطيب، ولذا هم يسمون بالطيبية، وهم إسماعيلية الهند واليمن تركوا السياسة وعملوا بالتجارة، فوصلوا إلى الهند فاختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعرفوا بالبهرة، وهم يقولون إن الإمام الطيب دخل الستر عام 525 هجرية، والأئمة المستورون من نسله إلى الآن لا يعرف عنهم شيئا، حتى أسماءهم غير معروفة، وعلماء البهرة أنفسهم لا يعرفون".

 

البهرة ما بين الوسطية والتجارة

قيل إن الكلمة معناها الوسط من كل شىء أو الوسط من الطريق، إلا أن معظم التعريفات أكدت أن الكلمة تعنى "التجارة" باللغة الجوجارتية التى ذكرت في ذلك أن الدعاة الفاطميين حين نزلوا على الساحل الغربي للهند "ساحل بحر العرب" سألهم أهل الهند من أنتم؟ قالوا: جئنا للتجارة والتجار في اللغة الهندية المحلية كانوا يسمون "وهرة" وبلغة الهند الواو والباء مترادفتان فسموا "البهرة" فاسمهم مشتق من اللغة "الجوجاراتية" السائدة فى غربي الهند، وذلك حسبما ذُكر في الكتاب.

 

2 مليون شخص يتبع البهرة في العالم

يقول الكتاب إنه عن تقديرات أعدادهم غير دقيقة، فعالميًا يتجاوز رقمهم المليون ويصل للمليونين بينما في مصر، فليس هناك قول واحد، لكنها تقديرات مختلفة، أبرزها أحد التقديرات الذي يقدر عدد المقيمين منهم في مدينة القاهرة بألف نسمة معظمهم يقيمون منذ السبعينيات، وبعضهم يقيم لسنوات قليلة من 2-4 سنوات ثم يغادر ليأتي آخرون محله، ومن ناحية أخرى يتوافد الآلاف للسياحة الدينية على مدار العام، وبوجه خاص في أوقات مواسمهم واحتفالاتهم، وتؤكد المؤشرات تزايد أعدادهم فى السنوات القليلة الماضية.

 

في الجولة الميديانية للدكتورة سعاد عثمان تأكدت أن أعداد البهرة تتجاوز الألف بكثير وأنها تصل تقريبا إلى 15 ألف في مصر.

 

الزعيم الراحل أنور السادات أول من فتح أبواب مصر لـ«البهرة»

بدأ توافد البهرة إلى مدينة القاهرة فى السبعينيات فى عهد الرئيس "أنور السادات" وزادت أعدادهم فىى الثمانينيات، ومنذ وصولهم إلى أرض مصر أقاموا فى منطقة القاهرة الفاطمية، بعدها أصبحوا يفضلون الإقامة فى أحياء محددة من مدينة القاهرة فى مقدمتها حى المهندسين.

 

«البهرة» لم تنتصر على الفروق الطبقية 

أما البُهرة غير المقيمين فى مصر فيخصص لهم اثنان من الفنادق يعكسان الفروق الطبقية بوضوح، أولهما هو فندق الفيض الحاكمى الذى بنى حديثًا على الطراز " الفاطمى"، والثاني مبنى بسيط فى الجهة الشرقية من مسجد الحاكم، ويفتح أبوابه إلى صحن الجامع.

 

«جماعات خانا» البهرة في المهندسين

للبهرة بيوت خاصة يطلقون عليها "جماعات خانا" وهى أماكن تجّمع متخصصة لعقد اللقاءات العامة وإقامة الاحتفالات الدينية للطائفة وتتولى إدارتها لجان من كبار البهرة يعينها العامل في كل جماعة، ويقع مقر احتفالات البهرة بميدان الجمهورية بحي المهندسين.

 

خدمات طبية خاصة لـ«البهرة» في مصر والعلاج هندي

للبهرة خدمات طبية خاصة، وأخرى عامة، فلهم مستشفى خاص فى القاهرة الفاطمية بالقرب من ضريح الجعفري، ولهم مستشفى آخر خاص فى المربع السكنى الذى يقيم فيه عدد كبير منهم بحى المهندسين، كما يأتي طبيب هندي إلى مقر احتفالاتهم في مواعيد محددة للكشف عن المرضى منهم، ووصف العلاج لهم الذي عادة ما يكون أدوية شائع استخدامها في الهند.

 

خلافات «البهرة» في مصر تحلها محاكم الهند

حل الخلافات أو النزاعات بين أفراد طائفة البهرة تتم على أيدى العمال أو الوكلاء، وإن تصاعدت فهى تحال إلى الداعي في مومباى الذى تعد قراراته حينئذ ملزمة لجميع الأطراف، أما النزاعات الشرعية للبهرة ، فتحال إلى المحاكم الهندية التي تطبق الشريعة الإسلامية كما وردت في كتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان باعتباره المرجع الفقهي الرئيسي للبهرة في كل مكان في العالم.

 

للبهرة حسابات فلكية مختلفة

يستخدم البهرة تقويمًا قمريًا إسلاميًا بصيغة خاصة تم تطويره زمن الفاطميين يعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، لذا فهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التأريخ الإسلامي المعتاد.

 

التنظيم العالمى للبهرة

أصبح للبهرة تنظيمًا عالميًا وتقع المكاتب المركزية لهذا التنظيم في "بدرى مهال" في بومباي بالهند، حيث يوجد كبار أفراد الهرمية الخاصة بالدعوة، بمن فيهم أخوة الداعي وأبناؤه، ويأتي "الداعي المطلق" على رأس هذا التنظيم وهو من يختار ويعين كافة مساعديه بتدرجاتهم المختلفة بدءًا من المأذون فـ المكاسر فـ المشايخ ثم الوكلاء والملا.

 

والمقر الرئيسى لهذا التنظيم يوجد في الهند، إلا أن كل جماعة من البهرة يزيد عددها عن المائة في أي دولة من دول العالم لابد وأن يرأسها وكيل للداعي المطلق.