كوليندا كيتاروفيتش .. «رئيسة شرفية» بلا صلاحيات حكم في كرواتيا

كوليندا غرابار كيتاروفيتش
كوليندا غرابار كيتاروفيتش

سطع اسم رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش في كأس العالم 2018 الذي اختتمت فعالياته في روسيا أمس بالمباراة النهائية التي جمعت المنتخب الفرنسي بالمنتخب الكرواتي، وانتهت بانتصار فرنسا بأربعة أهداف لهدفين، وتتويجها باللقب العالمي الثاني في تاريخها.

رئيسة كرواتيا كانت إحدى نجوم المونديال من خارج المستطيل الأخضر، بتشجيعها الحار والحماسي لمنتخب بلادها طوال فترة البطولة، والذي بلغ الدور النهائي لأول مرة في تاريخه.

ومن هنا بدأت الأحاديث المغلوطة عن إنجازات السيدة كوليندا غرابار كيتاروفيتش منذ استلامها حكم كرواتيا قبل ثلاث سنوات، وعن النجاحات التي حققتها المرأة في إنعاش الوضع الاقتصادي لبلدها، وأشياء من ذلك القبيل.

رئيسة شرفية

اُنتخبت كوليندا رئيسةً لبلادها مطلع عام 2015، بعد أن حصدت 50.4% من أصوات الناخبين، لتخلف إيفو يجوسيبوفيتش في منصبه، في 19 فبراير من ذلك العام.

لكن المرأة الحسناء البالغة من العمر 50 عامًا، لا تمتلك سلطةً تنفيذيةً في حكم بلادها، التي تتبع نظام الحكم البرلماني، والذي يجعل من منصب الرئيس في البلاد منصبًا شرفيًا، في وقتٍ تتركز السلطات في قبضة رئيس الحكومة، المنتخب من قبل البرلمان.

ويتولى زوران ميلانوفيتش، زعيم الحزب الاجتماعي الديمقراطي، رئاسة الحكومة الكرواتية، وهو يشغل منصبه هذا منذ يناير عام 2012، أي قبل ثلاث سنوات من تولي كوليندا رئاسة كرواتيا.

صلاحيات رئيسة كرواتيا المحدودة

ويعتبر ميلانوفيتش الحاكم الفعلي في البلاد وتتركز في قبضته السلطات الخاصة بتسيير أعمال الحكومة، والأمور الاقتصادية والداخلية للبلاد، في حين يقتصر دور الرئيسية كوليندا على تولي القيادة العامة للقوات المسلحة الكرواتية، ويمكن لها المشاركة في القرارات السياسية الخاصة بالسياسة الخارجية للبلاد، لكن الأمر النافذ في النهاية لرئيس الوزراء في هذا الشأن.

خلاف ذلك، ليس لكوليندا أي علاقة بالشأن الداخلي للبلاد أو تحسين الأوضاع الأوضاع المعيشية والاقتصادية، فهذا الأمر يقع على كاهل الحكومة، وهو ما يفسر تواجدها المستمر في روسيا أثناء كأس العالم، وحضورها مبارياتٍ عدةً، بما في ذلك مباريات ليست كرواتيا طرفًا فيها، وذلك خلاف زعماء العالم الآخرين.

وعلى سبيل المثال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان إلى جانبها في المباراة النهائية، لم يحضر لكأس العالم سوى مع بلوغ منتخب بلاده الدور نصف النهائي، فحضر مباراة فرنسا ضد بلجيكا، والمباراة النهائية فقط.

كرواتيا مثل ألمانيا وإسرائيل

وضعية نظام الحكم في كرواتيا مثل وضعية ألمانيا، فجميعنا يعلم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، لكن يندر من يعرف اسم رئيس ألمانيا فرانك-فالتر شتاينماير، باعتباره يشغل منصبًا شرقيًا، في حين تتركز السلطات في قبضة ميركل، التي تتولى رئاسة الحكومة منذ عام 2005.

كذلك الأمر نفسه في إسرائيل، فلو سألتك من هو رئيس دولة إسرائيل، قد تذهب إلى محرك البحث لتبحث عن اسم هذا الرئيس من خلال الشبكة العنكبوتية، ولكن حينما يتعلق السؤال بمن هو رئيس وزراء إسرائيل، فجميعنا يعرف أنه بنيامين نتنياهو.

ورئيس إسرائيل الحالي هو رؤوفين ريفلين، وقد خلف شيمون بيريز في منصبه في يوليو عام 2014 بعد وفاة الأخير.

لكن الوضع مع كأس العالم أصبح معكوسًا في كرواتيا فالجميع بات يعرف رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش، لكن القليل من يعرف من هو رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش الذي تؤول إليه كافة أمور الحكم في كرواتيا.