«من القاهرة.. هنا سوريا».. اتفاق جديد لوقف النار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

◄| اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان: مصر تقوم بدور كبير في الوصول إلى تسوية للأزمة السورية
◄| رئيس الهيئة التأسيسية لحزب سورية أولا سلمان شبيب: موقف مصر المتوازن سبب رئيسي في نجاح وساطتها

 

طيلة أعوام الحرب؛ لم تغب القاهرة عن الضلوع في الملف السوري، في محاولة للوصول إلى تسوية سياسية، توقف نزيف الحرب المستمر منذ سنوات، وكانت القاهرة حاضرة على طاولات المفاوضات رغم تغيير الوجوه وتنوع الطوائف والانتماءات؛لتظهر القاهرة كركيزة أساسية في الحل وليس كضيف يظهر فقط في الصورة..

 

«من القاهرة.. هنا سوريا»؛ من هذا المنطلق تحركت الإدارة المصرية وانحازت منذ اللحظة الأولى لصالح الشعب السوري، وضمان استقرار ووحدة الدولة السورية، في ظل أمواج عاتية من كل الجهات، حاولت تقطيع أوصال الدولة العربية الكبرى، والنيل من تماسكها الاجتماعي وأمنها القومي، ووفق هذه الرؤية تحركت مصر وجهاز مخابراتها العامة، لإنجاز المصالحة بين الفصائل والقوى السورية، وهي ليست المرة الأولى التي تتحرك فيها مصر بشكل إيجابي في الملف السوري.

 

برعاية مصرية وضمانة روسية، وقع اليوم الإثنين 16 يوليو، في القاهرة،  عدد من فصائل المعارضة السورية المسلحة في الساحل السوري، على اتفاق لوقف إطلاق النار، وشمل الاتفاق المشاركة في جهود مكافحة الإرهاب والعمل على تسوية سياسة للأزمة السورية وعودة اللاجئين والنازحين لمناطقهم والإفراج عن المعتقلين. 

 

ووقعت الفصائل المسلحة في ريف حمص الشمالي، وعلى رأسها جيش التوحيد، على اتفاق مماثل للانضمام لجهود مكافحة الإرهاب في سوريا، وإنشاء قوى لحفظ الأمن والسلام في المنطقة.  ووجه قادة الفصائل المشاركة في اجتماعات القاهرة، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، للجهود التي تبذلها مصر لحل الأزمة السورية، ورفع المعاناة عن أبناء الشعب السوري.  

 

حماية الأمن القومي


اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، قال في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»،  إن مصر تقوم بدور كبير في الوصول إلى تسوية للأزمة السورية من خلال حماية مؤسسات الدولة وتسليم الأسلحة من الجماعات الإرهابية للدولة السورية، بالإضافة إلى التأكيد على مبدأ الحل السلمي للصراع هناك.

 

وأوضح الشهاوي، أن القاهرة دائما ما تقوم بالتنسيق مع المعارضة حتى يتم تنفيذ الحل السلمي للأزمة السورية، ودائما مصر ملتزمة بالعمل مع أشقائها في الدول العربية لحل الأزمات، وإحباط مخطط تفتيت الدول وتدمير الجيوش وحماية الأمن القومي العربي.

 

تيار الغد السوري المعارض، الذي يترأسه أحمد الجربا، رأى أن مصر طرف مقبول من جانب طرفي الصراع في سوريا، خاصة أن القاهرة لا أطماع لها أو مصالح خاصة، وتهدف إلى الحل السياسي السلمي لصالح الدولة السورية وشعبها، بحسب تصريحات سابقة له..

 

 

الموقف المصري المتوازن


بدوره، اتفق رئيس الهيئة التأسيسية لحزب «سوريا أولا» سلمان شبيب، مع هذا الطرح، وقال في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من دمشق،  إن هذا الاتفاق الجديد لوقف القتال في الساحل ليس الأول الذي يتم التوصل إليه برعاية مصرية كريمة، مشيرا إلى أنه سبقه اتفاق في الغوطة وفي ريف حمص الشمالي، وأنه مما ساعد على نجاح هذه الاتفاقات هو الموقف المصري المتوازن الحريص على وحدة وسيادة سوريا.

 

وأضاف أنهم كانوا يأسفون لغياب الدور المصري في بداية الأزمة نظرا للظروف التي كانت تعانيها مصر، مؤكدا أنهم يرون الآن تصاعد وحيوية جديدة للدور المصري لمساعدة سوريا للخروج من محنتها خاصة أن الأمن القومي في كل من سوريا ومصر مرتبط ببعضه إلى حد كبير.

 

وأشار رئيس الهيئة التأسيسية لحزب سورية أولا سلمان، إلى أن مصر عانت أيضا من الإرهاب الذي عانت منه سوريا وقدم الشعب والجيش المصري مئات الشهداء في محاربته، مؤكدا تطلع السوريون إلى حضور أكبر وفعالية أقوى للدور المصري المشكور والمرحب به لمساعدة سوريا للوصول إلى الحل السياسي الشامل الذي ينسجم مع مصالح الشعب السوري ويضمن تعافي سوريا وخروجها من هذه المحنة الكبيرة.

 

الرعاية المصرية
ومصر بدأت تطبيق رؤيتها للحل السياسي بعقد مؤتمر للمعارضة السورية المعتدلة في القاهرة خلال يونيو 2015، إذ اتفق المعارضون السوريون في ختام المؤتمر على «خارطة طريق لحل سياسي تفاوضي» مستندة إلى اتفاق جنيف السابق، وتحققت مخرجات المؤتمر في رعاية مصر للمصالحات على الأرض السورية، الذي بدأ منتصف 2016 باتفاقية خفض التوتر في منطقة الغوطة الشرقية، ثم تلاها التوصّل إلى اتفاق في القاهرة حول إنشاء منطقة أخرى لتخفيف التوتر في شمال مدينة حمص، برعاية مصرية وروسية.

 

بهذا الاتفاق الذي يحمل في مضمونه رسائل كثيرة، وبدخول فصائل جديدة ضمن هذا الاتفاق، كيف سيختلف المشهد على الأرض السورية؟، وما الخريطة الجديدة التي ستُرسم خلال الأيام المقبلة في ظل اتجاه بعض فصائل المعارضة إلى العاصمة المصرية، دون غيرها؟.. هذا ما ستتضح ملامحه خلال الفترة المقبلة..