صور| السينمات المهجورة «تحتضر».. 5 دور عرض تراثية «في طي النسيان»

السينمات المهجورة «تحتضر».. 5 دور عرض تراثية «في طي النسيان»
السينمات المهجورة «تحتضر».. 5 دور عرض تراثية «في طي النسيان»

- «ريفولي» تتحول إلى معرض للسيارات.. و«جرين» مأوي للقطط والكلاب


- سينما هيليوبليس «خرابة».. وبلاس «خارج الخدمة»
 
 
لسنوات طويلة ظلت السينمات رمزًا للصفوة والرقي، لا يرتادها إلا بشوات مصر وأصحاب الذوق الرفيع، فكانت شاهدة على أفلام الزمن الجميل التي رصدت بدقة تاريخ مصر الحديث والأحداث التي مر بها الوطن ونجحت في إخراج «خلطات» خاصة جمعت بين الكوميدي والتراجيدي.. الاجتماعي والشبابي.. أفلام البطل الواحد والبطولات الثنائية وحتى الفرق الجماعية.. وقصص مشوقة جعلت من السينما ذات بريق خاص جاذب للجمهور.

 

مع مرور الزمن.. تدهور الحال.. وطالت يد الإهمال دور العرض.. فأصبحت مبانيها المهجورة وصمة عار على جبين أرقى أحياء المحروسة مثل وسط البلد ومصر الجديدة والمنيل، وأصبحت السينمات التي كان يضرب بها المثل مرتعا للقطط والكلاب وتربية والبط واﻷوز.

 

 قامت «بوابة أخبار اليوم» بجولة ميدانية لترصد حال السينمات المهجورة، وتتعرف على سبب إغلاقها، وإليكم أشهرها..


 
«ريفولي» معرض للسيارات

 

كانت سينما ريفولي أعرق السينمات في وسط البلد، وأغلقت أبان أحداث 25 ثورة يناير، وأجريت لها الكثير من أعمال الإصلاح والصيانة، وأصبحت كافيتيريا ثم تم تأجيرها لصاحب معرض سيارات يقوم بعرض السيارات الخاصة به فيها. المنظر أمام السينما مذري للغاية حيث تملئ القمامة أرجاء المكان.

 

سألنا «عم يحيي» عامل في المعرض، فرد قائلًا: «أوضاع السينما أصبحت سيئة للغاية، لا أحد يصدق أن هذا المكان كان أعرق سينما في وسط البلد، وكان يأتي إليها الصفوة من كل صوب».

 

واقترح «عم يحيي» أن يعيدوا افتتاح هذه السينما ويخصصونها للأفلام القديمة، ويجعلون أسعارها رمزية للمحافظة على تراثنا .


 
أفلام «ريو» في الهواء الطلق

 

تعد من أشهر سينما مصر، فهي تقع في شارع منصور بباب اللوق بمنطقة وسط البلد، تميزت بموقعها الحيوي، تلك المنطقة الشهيرة التي اشتهرت بمكرونة رضا وفرن عتمان وسنترال باب اللوق، وتم إغلاق هذه السينما منذ أكثر من 30 عامًا.


كان لهذه السينما طابعًا خاصًا، حيث كانت صيفية تعرض أفلامها في الهواء الطلق، وهذا ما أكده لنا «عم محمد» أشهر فكهاني في سوق باب اللوق، وأضاف قائلًا: «هذه السينما كان يقبل عليها الكثير من المشاهدين، وكان شارع منصور من أكثر الشوارع ازدحامًا نظرا لوجود مكرونة رضا أمامها، ولكن الآن أصبحت مهجورة وفي حالة يرثي لها».

 
«جرين».. مأوى للقطط والكلاب

 

أما سينما جرين فتقع في شارع المنيل الرئيسي وموقعها متميز للغاية، لأنها تقع على وجهتين لشارعين مختلفين، تعرضت للإهمال بالتدريج، وأصبحت مرتعا للقطط والكلاب وحظيرة للبط والأوز.
نظرة بسيطة من على باب السينما- «الخرابة»- كفيلة أن توضح لنا ما وصلت إليه حالة السينمات المصرية.. ففي مدخل السينما، نجد سرير قديم جدًا مفروش بقماش متهالك وكراسي، وكراكيب كثيرة تجعل مدخل السينما ضيقًا للغاية، وقطة تأكل من طبق صغير من الواضح أنها معتادة على هذا المكان المظلم.

 

بجوار هذه السينما، يوجد محل صغير لبيع أدوات السباكة يمتلكه عادل يحيي، وبسؤاله عن السينما أجاب :«أنا في المنطقة بقالي 52 سنة، فأنا من سكان ميدان الباشا، وهذه السينما ملك لعائلة الغرباوي، وهي كانت عبارة عن ترسو وبالكون وصالة كانت شغالة منذ حوالي 25 سنة، وكانت تعمل كالساعة سعر الصالة حوالي 7 قروش، والترسو  بـ3.5  قرش، ولكنها أغلقت بسبب وفاة مديرها الأستاذ كمال وعدم الاهتمام بها.

 

ويقول يحيي :«دخلت في هذه السينما العديد من الأفلام، منها «أبي فوق الشجرة» لعبد الحليم حافظ، و«مليون سنة قبل الميلاد» و«ابن الحتة» و«جعلوني مجرمًا» لفريد شوقي وأفلام كثيرة، فمنذ أن كان عمري 7 سنوات، كنت أدخل الترسو وأنام على الأرض تحت الدكك، ولكنها أغلقت لأن الماكينات الخاصة بالأفلام كانت تعمل بأصابع الفحم، و«عم حمزة» كان هو الذي يشغل الماكينة ،عندما قدمت الماكينات وعفا عنها الزمن لم يساير أصحابها التطور فأغلقوها وأصبحت يربى فيها البط والأوز والدجاج .

 

ويضيف الحاج جمال الفلاح، 70 عاما، قائلا :«منذ نعومة أظافري وأنا معتاد على دخول السينما، وكنت أشاهد  3 أفلام يوميا في السينما، أشهر أفلام دخلتها سنجام، ورد قلبي، وثرثرة فوق النيل، كنت أعشق الجلوس في الترسو لأستمتع بالهواء الطلق، ولكن طالت يد الإهمال سينما جرين بالمنيل، وأصبحت منسية ولم يهتم بها أحد وأضاف جمال أن جرين كانت تمتلئ يوميا بالجماهير ولكن بعد وفاة أصحابها تحولت إلي سينما مهجورة وتحول تاريخها إلي أطلال».


 
سينما هيليوبليس .. «الخرابة» حاليًا

 

وبعيدًا عن منطقة المنيل، وتحديدًا في مصر الجديدة، توجد سينما هليوبليس وهى من أبرز السينمات قديما، يقف بجوارها رجل رفض ذكر اسمه، أوضح أن هيليوبليس كانت تدعى قديما سينما كشمير، يطلق عليها الآن «الخرابة» وبسبب الإهمال الذي تشهده.

 

وأوضح أن هذه السينما كانت ملك لأحد الأشخاص، ولكن عندما تتحول السينما من ملكية حكومية إلى ملكية خاصة يصبح حالها كما هو الآن، مضيفًا أن الكثير من المشاهير زار هذه السينما وعلي رأس القائمة كان محمد فؤاد.

 

 سينما بالاس

 

احتلت مكانة كبيرة في قلوب جماهيرها باعتبارها أبرز سينما في حي مصر الجديدة، لا أحد يعلم كيف تدهور بها الحال لهذه الدرجة، كانت سينما لها اسمها وتاريخها، ولكنها أصبحت الآن بلا جمهور وأصبح الظلام هو العلامة المميزة لها  ومازالت مهجورة.

 

ورصدت «عدسة بوابة أخبار اليوم» السايس سعيد المقيم بجوار السينما، الذي أكد أن السينما أغلقت بسبب أنها أمام قصر الاتحادية، ولكن كانت هذه السينما هي نبض منطقة مصر الجديدة، وكانت تبث الروح فيها.

 

تحقيقات مرتبطة: صور| مذبحة دور السينما على أيدى «مافيا» المقاولات!