«منتدى شباب السلام» يستعرض تجربة مرصد الأزهر في لندن

جانب من ورش العمل
جانب من ورش العمل

واصل المشاركون في «منتدى شباب صناع السلام»، الذي يعقد تحت رعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين وكنيسة كانتربري، لليوم الثاني الاربعاء 11 يوليو، برنامج المحاضرات وورش العمل المكثفة في كلية تشرشل بجامعة كامبريدج البريطانية.

 

 ويهدف المنتدى إلى التركيز على توعية المشاركين بطرق وآليات تعزيز الحوار والتواصل الإيجابي مع الآخرين، حيث ركزت المحاضرة الأولى، التي جاءت بعنوان «مقدمة في دراسة النص الديني»، على توضيح المقصود بعملية دراسة النص الديني، وكيف تتم، وأهمية الخروج من الإطار النظري إلى الممارسة التطبيقية.

 

وشارك الشباب عقب المحاضرة في ورشة عمل، تناولت بشكل عملي قراءة لبعض النصوص الدينية من القرآن الكريم والإنجيل، وعبر المشاركون عن انطباعاتهم تجاه الدلالات والمعاني التي تحملها تلك النصوص، والقيم المشتركة التي تتضمنها.

 

وسعت المحاضرة الثانية الإجابة على التساؤل المحوري بشأن: من نحن؟ وكيف نرى أنفسنا؟ وأجاب بعض الشباب بأنه يرى نفسه صانع سلام، وآخر بأنه مسلم صحيح الإيمان، وثالث يريد أن يتعايش مع الآخر المختلف معه لتكوين مساحات آمنة من الحوار.

 

وفي المحاضرة الثالثة، التي حملت عنوان: «الوساطة» تم طرح العديد من الأسئلة، حول مساهمة الأديان والعقائد في صناعة السلام، وكيفية تأثر بعض النزاعات بالمعتقدات الدينية والسياسية للأطراف المنخرطة فيها، وسبل البحث عن حلول بديلة لتلك النزاعات بعيدا عن العنف، وذلك عن طريق الوساطة أو التحكيم.

 

واختتم اليوم التدريبي بورشة عمل: استعرضت تجربة مشروع مؤسسة «church mosque twinning project» أي توأمة المسجد والكنيسة، وهو مشروع مبني على الصداقة بين مجموعة من المسيحيين والمسلمين، ويظهر كيف يمكن للإيمان أن يصبح عامل محفز للعلاقات الجيدة مع الآخر، كما جرى استعراض عدد من نماذج التعاون الإيجابية بين الأزهر الشريف والكنائس القبطية، وفي مقدمتها تجربة "بيت العائلة المصرية"، الذي يحظى برعاية شيخ الأزهر وبطريرك الكنيسة القبطية.

 

وفي النهاية تم استعراض تجربة مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف، وتناول العرض شرح فكرة إنشاء المرصد والإستراتيجية التي يعمل بها، وتم طرح عدد من النماذج التي يتم رصدها وكذلك الحملات التوعوية والأنشطة والزيارات الدولية ومحاور عمل المرصد.

 

ويهدف منتدى «شباب صناع السلام» إلى بناء فريق عالمي من الشباب الواعد الساعي للسلام، وذلك للمشاركة في مبادرات وفعاليات يدعمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع أسقفية كانتربري، بحيث يتم تنفيذها من قبل هؤلاء الشباب وأقرانهم حول العالم من أجل بناء عالم أفضل يعيش فيه الجميع بخير وسلام.

ويشارك في هذا المنتدى 25 شابًّا من أوروبا، قامت باختيارهم أسقفيَّة كانتربري بلندن، و 25 شابًّا من العالم العربي، قام باختيارهم الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين من عدة دول عربية، مع الحرص على تنوع مشاربهم الدينية والتعليمية والثقافية، بما يعكس ثراء الشرق وتعدد جذوره الفكرية والثقافية.