«البابا» في إيطاليا.. زيارة تعزز الوحدة وتذيب جليد الخلافات

«البابا» في إيطاليا.. زيارة تعزز الوحدة وتذيب جليد الخلافات
«البابا» في إيطاليا.. زيارة تعزز الوحدة وتذيب جليد الخلافات

استقبلت العاصمة الإيطالية روما، الجمعة الماضية، قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ثم توجه فيما بعد إلى مدينة باري لحضور يوم الصلاة الذي دعا إليه قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وحضره جميع رؤساء الكنائس الشرقية.

 

وتعليقا على الزيارة، صرح المتحدث الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية الأب هاني باخوم في تصريح خاص لـ «بوابة أخبار اليوم»، بأن هذا الحدث تاريخي وفريد يجمع رؤساء الكنائس الشرقية بتنوعها مع بابا الفاتيكان، كما يعد مبادرة وتكملة لمسيرة وحدة وتفاهم ومحبة وأخوة.

 

وأضاف الأب باخوم، أن تلك المسيرة مليئة بالتحديات لكن يوم صلاة مثل هذا قادر أن ينزع كثير منها، مشيرًا إلى تفهم وقرب البابا فرنسيس من شعوب الشرق الأوسط وما يعانونه من آلام.

 

عودة الحوار المسيحي – المسيحي.. بعد سنوات من القطيعة

زيارة جديدة ساهمت في «إذابة الجليد» وعززت من العلاقات بين الكنيستين اللتين عانتا من القطيعة لسنوات طويلة نتيجة الخلافات واتهامات التبشير المتبادلة، والتي أساءت للحوار بين الكنيستين وأوجدت فجوة كبيرة بينهما.

 

لكن في عام 2000، جاءت زيارة البابا الراحل يوحنا بولس، بابا الفاتيكان الأسبق لمصر في زيارة تاريخية حاملا رغبة في السلام، وفتح آفاق جديدة مع الكنيسة المصرية والأزهر، وبالرغم من رفض البابا الراحل شنودة الثالث استقباله في البداية إلا أن الكاتدرائية المرقسية استقبلته في موكب من الشمامسة ورجال الإكليروس، والكهنة.

 

وقال بابا الفاتيكان في ختام زيارته للكاتدرائية المرقسية، إن مصر ونشاطها الكبير للكنيسة، ومؤسسها القديس مرقس، لا يقل عن القديس بطرس، حبًا وشجاعة في الدين، مقدما هدية للبابا شنودة عبارة عن صورة كبيرة من البرونز الخالص، مقسمة لثلاث صور، الأولى للملاك وهو يبشر العذراء بيسوع، والثانية ميلاده، والثالثة رحلة العائلة المقدسة، وتلقي بدوره هدية من بابا الكنيسة المصرية تتمثل في صليب كبير يمسك باليد من ذهب خالص.

 

اعتبر هذا اللقاء الأول منذ عام 1973، حينما زار البابا الراحل شنودة الثالث الكرسي الرسولي بالفاتيكان، والتقي البابا يوحنا بولس السادس، وخلالها استعادت مصر رفات القديس أثناسيوس خلال الاحتفال بالذكري الألف وستمائة لنياحة هذا القديس.

 

ولكن عقب زيارة البابا يوحنا في 2000، بقيت العلاقات بين الكنيستين سطحية، حتى عام 2013، حيث قام البابا تواضروس الثاني بزيارة الفاتيكان في زيارة وصفت بـ«التاريخية» لمقر الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، حيث التقى البابا فرانسيس والكاردينال كيرت جوخ رئيس المجلس الباباوي رغبة في تعزيز وحدة المسيحيين.

 

زيارة البابا لمصر..«التعميد» يجمع شمل الكنائس

في 2017، استقبلت مصر بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، في زيارة هي الأولى له لمصر بعد توليه منصبه، وأثمرت تلك الزيارة عن لقاءه بالبابا تواضروس الثاني، حيث وقعا بالقاهرة اتفاقًا تاريخيًا حول سر المعمودية، ويقضي الاتفاق باعتراف الكنيسة المصرية بمعمودية الكنائس الأخرى.

 

ظل الاختلاف حول طريقة التعميد مسار خلاف لآلاف السنين بين الكنائس، حيث اختلفت طرق ممارسة سر المعمودية بين الكنيستين الأرثوذوكسية والكاثوليكية، فالأخيرة تكتفي برش الماء أو سكب طبق صغير على رأس الشخص، أما الأرثوذوكسية لا تستخدم الرش على الإطلاق بل بالتغطيس.

 

وعلى الرغم من أن هذا الاتفاق لا ينهي الخلافات العقائدية بين الملتين، إلا أنه اعتبر خطوة كبيرة على طريق التقارب وحجر أساس لتعزيز وحدة الكنيستين اللتين انفصلتا منذ القرن الرابع الميلادي.