«استغلال الانتحار».. بالكربون بن علي يلدرم يقلد أردوغان بإنقاذ شاب من الموت

بن علي يلدريم ورجب طيب أردوغان
بن علي يلدريم ورجب طيب أردوغان

في بعض الأوقات، تلجأ أنظمة الحكم السياسية في بلدانٍ عدةٍ لإخراج تظاهراتٍ مواليةٍ للنظام، لدعم أركان حكمه، أو لمواجهة تظاهراتٍ مضادةٍ من المعارضة السياسية في البلاد، تلك أمورٌ مألوفةٌ في عالم السياسة، ولكن ربما قد تلجأ أيضًا في بعض الأحيان لوسائل أخرى تلمع بها صورة الأشخاص الجالسين في سدة الحكم.

مشهدان متماثلان أو بالأحرى متشابهان حدثا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، قد يكون المغزى من ورائهما استمالة عاطفة الشعب التركي تجاه القيادة السياسية في البلاد.

أحيانا يتعلق الأمر بالدعاية السياسية، أو ما تُسمى في علم السياسة الدعاية الرمادية أو البيضاء، والتي تهدف لتلميع صورة شخص على الحياة السياسية بوسيلةٍ أو بأخرى، والمبدأ العامل هنا هو الغاية تبرر الوسيلة.

الجزم بأن الأمر، الذي ستشاهدونه لاحقًا، محض اصطناع من السلطات التركية لا يمكن تحقيقه ، فيمكن للأمر أن يكون قد حدث من باب الصدفة البحتة، ولم يتعدَ كونه مجرد تشابه في الأحداث لا أكثر ولا أقل، ولكم الحكم في ذلك.

اليوم تم تنصيب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اُنتخب في الرابع والعشرين من يونيو الماضي رئيسًا للبلاد لفترة رئاسيةٍ ثانيةٍ، وأولى له من حيث التمتع بصلاحيات الرئاسة التنفيذية، بعدما كان منصبه شرفيًا في الولاية الأولى له.

وخلال تولي أردوغان الرئاسة بصورةٍ شرفية، وإن كان يُعتبر حاكمًا فعليًا للبلاد في تلك الفترة أيضًا، كان عضو حزبه العدالة والتنمية بن علي يلدريم يتولى مقاليد الحكم في تركيا بصورةٍ رسميةٍ، بشغله منصب رئيس الوزراء المنتخب من قبل البرلمان التركي.

مشهدان متشابهان

وقبل أقل من ثلاث سنوات، مرّ الرئيس التركي أردوغان من على جسر 15 يوليو في اسطنبول، فشاهد حرسه الشخصي شابًا يحاول الانتحار من أعلى الجسر، فقاموا بالذهاب إليه، وإقناعه بالعدول عما يفعل، وقاموا باصطحابه للرئيس التركي، الذي صافح الشاب، وقيل وقتها أن الرئيس التركي أنقذ حياة شابٍ حاول الانتحار في اسطنبول.

 

مشهدٌ عابرٌ قد يحدث في أي وقتٍ، وحسن صنيعٍ من الرئيس التركي وحرسه، فيما فعلوه، إن كان الأمر ليس معد سلفًا من وراء الستار، وقد مر الحادث حينها دون الوقوف عنده.

لكن بالأمس المشهد تكرر في نفس المكان على أعلى جسر شهداء 15 يوليو، الواقع على مضيق البوسفور، والذي يربط بين شطري اسطنبول، بن علي يلدريم، الذي سيفقد منصبه وفقًا للتعديلات الدستورية التي ستدخل حيز التنفيذ في تركيا، يقوم بإقناع شاب بالعدول عن قرار الانتحار، ويقوم بمعانقته أمام عدسات الكاميرات التي التقطت المشهد.

وهنا قد يفتح الباب للحديث حول مدى قيام السلطة السياسية في تركيا باصطناع هذه المشاهد، دون أن يمكن لنا أن نقطع يقينًا في هذا الأمر، ويبقى الأمر بالنسبة للجميع مجرد تكهناتٍ، ما دام لم يتم إثبات أي شيء.